كثر الحديث عن غلاء الأسعار في هذه الأيام... من غلاء في المواد الغذائية إلى أسعار الوقود. ففي الشرق والغرب يشتكي الكثيرون بل يتألمون ويتذمرون من ارتفاع الأسعار.

والبعض يلقي اللوم على وباء الكورونا وآخرون على الحروب الجارية الآن وأصبح العالم يعيش في فوضى ومخاوف مما هو عتيد أن يأتي عليه.
عزيزي القارئ، أنا لستُ رجلًا سياسيًا أو اقتصاديًا فلذلك لن أدخل في تفاصيل حلّ تلك المشكلة، ولكنني مؤمن بسيط في المسيح يسوع مُخلّصي وراعيّ، ومن خلال قراءتي للكتاب المقدس أدرِكُ أن غلاء الأسعار ليس أمرًا جديدًا وأنا لا أقصد غلاء البضائع بل أتحدّث عن قول معروف "الخطيّة مُكلّفة جدًا" وإن كانت هذه المرة الأولى التي تسمع بهذا المصطلح فتعال معي إذًا لنفهم لماذا الخطيّة مُكلّفة جدًا ولنأخذ مقتطفات من سفر التكوين فصاعدًا:
هل تعرف أن عصيان آدم لوصية واحدة كلّفته الطرد من الجنة، وفقدان الراحة، وجَلَبَ التعب والألم لنفسه، والشعور بالخوف والخزي، وبخطيئته دخل الموت إلى العالم كله! نعم فالخطيّة مُكلّفة جدًا.
أما قايين الذي اختار الطريق المضاد لله، فهو أول من أنشأ ديانة بشرية، ديانة الأعمال للاقتراب لله، كم كلّفته هذه الخطيّة وعواقبها؟ أصبح قايين أول قاتل! قارن (تكوين ١:٤-١١ مع 1يوحنا ٧:٣-١٢)، وأصبح مثالًا للمعلمين الكذبة! (يهوذا ١١) لقد ذهب للهلاك الأبدي. نعم، فالخطيّة مُكلّفة جدًا!
واختار لوط المكان السيئ للسكن في وسط الأشرار. فقد كان لوط بالنظر والسمع يُعذّب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة، وبعد ذلك خسر لوط كل شيء وخرج صفر اليدين من سدوم. خسر زوجته التي أصبحت مثالًا لكل من يبقي قلبه متعلّقًا بشهوات العالم ويرفض التحذير من الدينونة.
أما في سفر الخروج أصحاح ٣٢ نرى عبادة الشعب للعجل الذهبي (العيد والغناء والرقص والتعرّي) كلفتهم موت ثلاث آلاف رجل، وكسر لوحي الشهادة!
أما شمشون فقد قادته شهوة العيون إلى أن يتدهور روحيًا وأدبيًا، وتمَلّقُ دليلة له جعلته يسرد الخدع الكاذبة إلى أن فقد تكريسه ولم يعلم أنّ الرب قد فارقه، ثم أوثق بسلاسل نحاسية وكان يطحن في بيت السجن (قضاة ١٦). هل تعلم أيها القارئ أن المطاحن في ذلك الزمان كانت تُدار بواسطة الحمير؟ إنها أمور صعبة جدًا ونحن لسنا أفضل من شمشون، ولكن كل ما كتب، فقد كتب لأجل تعليمنا وتحذيرنا. حقًا إنّ الخطية تذلّ الإنسان وتنزع كرامته! لنتذكر قول الحكيم "ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ... كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ." (أمثال ٢٢:٧-٢٣)
"لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ." (خروج ١٧:٢٠) هذه كانت سقطة شنيعة للبطل داود، قادته لخطيئة الزنى، وجرجرته لسلسلة طويلة من الخطايا إذ دبّر قتل أوريا المحارب البطل والأمين، وتحطّمت نفسيّة داود إذ كان كل ليلة يعوِّم سريره بالدموع وضميره يؤنّبه مع عواقب مريرة: "وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً." (٢صموئيل ١٠:١٢)
قال الكاتب المعروف ف. ب. ماير: "كلما سمت حياة المرء عظُم الثمن الذي يدفعه للبرهة الوجيزة التي يقضيها في الاستمتاع بالخطيّة."
أما الملك شاول فقد تمرّد على وصايا الرب واختلق الأعذار الكاذبة... هذا كلّفته أن يُرفَض من المُلك، وبركان الكراهية المتفجِّر في قلبه جعله يسبّ ابنه. يحذِّرنا الكتاب المقدس من هذه الخطيّة قائلًا: "... ولا شتّامون... يرثون ملكوت الله." (١كورنثوس ١٠:٦).
ومن جانب آخر نرى في هروب يونان من الخدمة المُكلَّف بها من قبل الرب، جعلته يدفع أغلى تذكرة في عالم السفر! لقد "دفع أجرة السفينة" "فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ." (يونان ٣:١) يقول التلمود اليهودي إنه دفع ٤٠٠٠ دينار ذهب! بالإضافة إلى أن نبي الله عرّض نفسه للتوبيخ من قبل البحارة الوثنيين!
أما في العهد الجديد فأكتفي بمثل الابن الضال (لوقا ١١:١٥-١٦) وأرجو من القارئ الكريم أن يحسب تكلفة الابتعاد عن أبوّة الله المُحب لنا. لقد لخّص بولس تكلفة الخطيّة بهذا القول "... وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ (شهواني) مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ." (رومية ١٤:٧) بكلماتٍ بسيطة، الخاطئ عبدٌ مباعٌ في سوق عبودية الخطيّة! ويقول رب المجد يسوع عن عبودية الخطيّة: "... الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ." (يوحنا ٣٤:٨)
قال الواعظ تشارلز فيني: "الخطية هي أغلى شيء في الكون وليس شيء آخر يمكن أن يُكلّف الكثير." وقال آخر: "الخطية تُكلِّفك أكثر مما تريد أن تدفع." وقال الكاهن عزرا في صلاته: "لأَنَّ ذُنُوبَنَا قَدْ كَثُرَتْ فَوْقَ رُؤُوسِنَا، وَآثَامَنَا تَعَاظَمَتْ إِلَى السَّمَاءِ." (عزرا ٦:٩) ولكن كيف نخلص من هذا الداء المُكلف جدًا؟
قبل كل شيء يجب أن نقتنع بحقيقة إننا خطاة ولا نقدر أن نعمل اي صلاح يرضي الله لأن الكتاب يقول: "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." (رومية ١٢:٣). الحقيقة الثانية هي أن "أجرة الخطية هي موت"، أي أننا في حالة انفصال روحي عن الله، وإذا استمرّ هذا الانفصال فالنهاية تكون الطرح في بحيرة النار، أي عذاب أبديّ... إذًا "الخطية مُكلفة جدًا!"
الحقيقة المفرّحة لقلوبنا هي أنّ الله أحبّنا. يقول الكتاب: "وَلكِنَّ اللهَ بَيََّّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا."
الله دفع فينا أغلى ثمن وهو بذل الابن الوحيد على الصليب كفارة لكلفة خطايانا الثقيلة فمات المسيح على الصليب حاملًا خطايانا وعارنا وقصاصنا، وسفك دمه الكريم لتطهيرنا وقال على الصليب: "قد أُكمل." "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ." (١بطرس ١٨:١-١٩) ويقول الكتاب أيضًا: "لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَن." (١كورنثوس ٢٠:٦) ليتنا نتأمل في صليب يسوع لكي نعلم الثمن الكريم الذي دفعه ابن الله لأجل خلاص كلِّ واحد منا.
والآن عزيزي القارئ، إذا كُنت ما زلت مُنحنيًا تحت ثقل الخطيّة وتكلفتها الباهظة (الخطية تفلّس وتُعرّي أي تجلب العار، وتنجِّس) فإن الرب يسوع الذي يُحبّك ينتظرك وبيديه المثقوبتين على الصليب يرحّب بك ويدعوك "تعال إليَّ، ارجع إليَّ، لأني فديتك! أنا أريحك، أنا أعطيك "من ينبوع ماء الحياة مجانًا."
والآن عزيزي القارئ ألا تتّفق معي بأن الخطيئة باهظة جدًا؟ اكتب لنا.
صلاة: ربي ومخلِّصي يسوع، أشكرك لأجل برهان محبتك لي، أتيتَ وبذلتَ نفسَكَ فوق الصليب من أجل خطاياي وسفكت دمك الثمين جزاءَ جرمي الرهيب، أسمعُ صوت محبتك من فوق الصليب: "قد أُكمل!" فالآن أدرك يقينًا أنك وفّيت كل ديوني. أشكرك من كل قلبي لأنك وهبتني حياة أبدية. أعنّي حتى أعيش ما تبقّى من أيام عمري لمجدك في اسمك المبارك العزيز يسوع مالك قلبي أصلّي، آمين.

كثر الحديث عن غلاء الأسعار في هذه الأيام... من غلاء في المواد الغذائية إلى أسعار الوقود. ففي الشرق والغرب يشتكي الكثيرون بل يتألمون ويتذمرون من ارتفاع الأسعار. والبعض يلقي اللوم على وباء الكورونا وآخرون على الحروب الجارية الآن وأصبح العالم يعيش في فوضى ومخاوف مما هو عتيد أن يأتي عليه.
عزيزي القارئ، أنا لستُ رجلًا سياسيًا أو اقتصاديًا فلذلك لن أدخل في تفاصيل حلّ تلك المشكلة، ولكنني مؤمن بسيط في المسيح يسوع مُخلّصي وراعيّ، ومن خلال قراءتي للكتاب المقدس أدرِكُ أن غلاء الأسعار ليس أمرًا جديدًا وأنا لا أقصد غلاء البضائع بل أتحدّث عن قول معروف "الخطيّة مُكلّفة جدًا" وإن كانت هذه المرة الأولى التي تسمع بهذا المصطلح فتعال معي إذًا لنفهم لماذا الخطيّة مُكلّفة جدًا ولنأخذ مقتطفات من سفر التكوين فصاعدًا:
هل تعرف أن عصيان آدم لوصية واحدة كلّفته الطرد من الجنة، وفقدان الراحة، وجَلَبَ التعب والألم لنفسه، والشعور بالخوف والخزي، وبخطيئته دخل الموت إلى العالم كله! نعم فالخطيّة مُكلّفة جدًا.
أما قايين الذي اختار الطريق المضاد لله، فهو أول من أنشأ ديانة بشرية، ديانة الأعمال للاقتراب لله، كم كلّفته هذه الخطيّة وعواقبها؟ أصبح قايين أول قاتل! قارن (تكوين ١:٤-١١ مع 1يوحنا ٧:٣-١٢)، وأصبح مثالًا للمعلمين الكذبة! (يهوذا ١١) لقد ذهب للهلاك الأبدي. نعم، فالخطيّة مُكلّفة جدًا!
واختار لوط المكان السيئ للسكن في وسط الأشرار. فقد كان لوط بالنظر والسمع يُعذّب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة، وبعد ذلك خسر لوط كل شيء وخرج صفر اليدين من سدوم. خسر زوجته التي أصبحت مثالًا لكل من يبقي قلبه متعلّقًا بشهوات العالم ويرفض التحذير من الدينونة.
أما في سفر الخروج أصحاح ٣٢ نرى عبادة الشعب للعجل الذهبي (العيد والغناء والرقص والتعرّي) كلفتهم موت ثلاث آلاف رجل، وكسر لوحي الشهادة!
أما شمشون فقد قادته شهوة العيون إلى أن يتدهور روحيًا وأدبيًا، وتمَلّقُ دليلة له جعلته يسرد الخدع الكاذبة إلى أن فقد تكريسه ولم يعلم أنّ الرب قد فارقه، ثم أوثق بسلاسل نحاسية وكان يطحن في بيت السجن (قضاة ١٦). هل تعلم أيها القارئ أن المطاحن في ذلك الزمان كانت تُدار بواسطة الحمير؟ إنها أمور صعبة جدًا ونحن لسنا أفضل من شمشون، ولكن كل ما كتب، فقد كتب لأجل تعليمنا وتحذيرنا. حقًا إنّ الخطية تذلّ الإنسان وتنزع كرامته! لنتذكر قول الحكيم "ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ... كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ." (أمثال ٢٢:٧-٢٣)
"لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ." (خروج ١٧:٢٠) هذه كانت سقطة شنيعة للبطل داود، قادته لخطيئة الزنى، وجرجرته لسلسلة طويلة من الخطايا إذ دبّر قتل أوريا المحارب البطل والأمين، وتحطّمت نفسيّة داود إذ كان كل ليلة يعوِّم سريره بالدموع وضميره يؤنّبه مع عواقب مريرة: "وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً." (٢صموئيل ١٠:١٢)
قال الكاتب المعروف ف. ب. ماير: "كلما سمت حياة المرء عظُم الثمن الذي يدفعه للبرهة الوجيزة التي يقضيها في الاستمتاع بالخطيّة."
أما الملك شاول فقد تمرّد على وصايا الرب واختلق الأعذار الكاذبة... هذا كلّفته أن يُرفَض من المُلك، وبركان الكراهية المتفجِّر في قلبه جعله يسبّ ابنه. يحذِّرنا الكتاب المقدس من هذه الخطيّة قائلًا: "... ولا شتّامون... يرثون ملكوت الله." (١كورنثوس ١٠:٦).
ومن جانب آخر نرى في هروب يونان من الخدمة المُكلَّف بها من قبل الرب، جعلته يدفع أغلى تذكرة في عالم السفر! لقد "دفع أجرة السفينة" "فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ." (يونان ٣:١) يقول التلمود اليهودي إنه دفع ٤٠٠٠ دينار ذهب! بالإضافة إلى أن نبي الله عرّض نفسه للتوبيخ من قبل البحارة الوثنيين!
أما في العهد الجديد فأكتفي بمثل الابن الضال (لوقا ١١:١٥-١٦) وأرجو من القارئ الكريم أن يحسب تكلفة الابتعاد عن أبوّة الله المُحب لنا. لقد لخّص بولس تكلفة الخطيّة بهذا القول "... وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ (شهواني) مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ." (رومية ١٤:٧) بكلماتٍ بسيطة، الخاطئ عبدٌ مباعٌ في سوق عبودية الخطيّة! ويقول رب المجد يسوع عن عبودية الخطيّة: "... الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ." (يوحنا ٣٤:٨)
قال الواعظ تشارلز فيني: "الخطية هي أغلى شيء في الكون وليس شيء آخر يمكن أن يُكلّف الكثير." وقال آخر: "الخطية تُكلِّفك أكثر مما تريد أن تدفع." وقال الكاهن عزرا في صلاته: "لأَنَّ ذُنُوبَنَا قَدْ كَثُرَتْ فَوْقَ رُؤُوسِنَا، وَآثَامَنَا تَعَاظَمَتْ إِلَى السَّمَاءِ." (عزرا ٦:٩) ولكن كيف نخلص من هذا الداء المُكلف جدًا؟
قبل كل شيء يجب أن نقتنع بحقيقة إننا خطاة ولا نقدر أن نعمل اي صلاح يرضي الله لأن الكتاب يقول: "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." (رومية ١٢:٣). الحقيقة الثانية هي أن "أجرة الخطية هي موت"، أي أننا في حالة انفصال روحي عن الله، وإذا استمرّ هذا الانفصال فالنهاية تكون الطرح في بحيرة النار، أي عذاب أبديّ... إذًا "الخطية مُكلفة جدًا!"
الحقيقة المفرّحة لقلوبنا هي أنّ الله أحبّنا. يقول الكتاب: "وَلكِنَّ اللهَ بَيََّّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا."
الله دفع فينا أغلى ثمن وهو بذل الابن الوحيد على الصليب كفارة لكلفة خطايانا الثقيلة فمات المسيح على الصليب حاملًا خطايانا وعارنا وقصاصنا، وسفك دمه الكريم لتطهيرنا وقال على الصليب: "قد أُكمل." "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ." (١بطرس ١٨:١-١٩) ويقول الكتاب أيضًا: "لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَن." (١كورنثوس ٢٠:٦) ليتنا نتأمل في صليب يسوع لكي نعلم الثمن الكريم الذي دفعه ابن الله لأجل خلاص كلِّ واحد منا.
والآن عزيزي القارئ، إذا كُنت ما زلت مُنحنيًا تحت ثقل الخطيّة وتكلفتها الباهظة (الخطية تفلّس وتُعرّي أي تجلب العار، وتنجِّس) فإن الرب يسوع الذي يُحبّك ينتظرك وبيديه المثقوبتين على الصليب يرحّب بك ويدعوك "تعال إليَّ، ارجع إليَّ، لأني فديتك! أنا أريحك، أنا أعطيك "من ينبوع ماء الحياة مجانًا."
والآن عزيزي القارئ ألا تتّفق معي بأن الخطيئة باهظة جدًا؟ اكتب لنا.
صلاة: ربي ومخلِّصي يسوع، أشكرك لأجل برهان محبتك لي، أتيتَ وبذلتَ نفسَكَ فوق الصليب من أجل خطاياي وسفكت دمك الثمين جزاءَ جرمي الرهيب، أسمعُ صوت محبتك من فوق الصليب: "قد أُكمل!" فالآن أدرك يقينًا أنك وفّيت كل ديوني. أشكرك من كل قلبي لأنك وهبتني حياة أبدية. أعنّي حتى أعيش ما تبقّى من أيام عمري لمجدك في اسمك المبارك العزيز يسوع مالك قلبي أصلّي، آمين.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2022