لقد كان سؤال الأجيال العظيم: "إن مات رجل أفيحيا؟" نحن نعلم أن الجزء الأول من تلك العبارة يتمّ كل يوم. لا توجد كلمة "إن" في الموت،

لإنه "قد وُضع للناس أن يموتوا..." إنما السؤال: "هل يحيا الإنسان مرة أخرى؟"
هناك من يقولون إن كل ما في الإنسان، هو مجرّد عظم ولحم ودم. ويقولون إنه عندما تموت، فقد انتهى الأمر، ولا يحدث شيء، ولا تذهب إلى أي مكان. يرجع التراب إلى التراب، والرماد إلى الرماد.
سل العالم، فلا يستطيع أن يعطيك جوابًا. سألت عددًا من العلماء بعض الأسئلة عن الحياة بعد الموت، فقال لي معظمهم: "إننا لا نعلم." العلم يعالج الصيغ والصور وأنابيب الاختبار. لكن هناك عالم روحي، لا يعرف العلم شيئًا عنه.
لكن لأن كثيرين لا يؤمنون بالحياة بعد الموت، امتلأت كتاباتهم بالمأساة وخيبة الأمل. إن كتابات وليم فولكنر، وجيمس جويس، وإيرنست همنغواي، وأوجين أونيل، وكثيرين من أمثالهم مليئة بالتشاؤم والخيبة والظلام والمآسي.
ما أبعد الفرق بينهم وبين يسوع المسيح الذي قال "أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًّا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد" (يوحنا 25:11-26)؟ وقال أيضًا: "إني أنا حيّ فأنتم ستحيَوْن." (19:14) وقال أيضًا: "أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي." (1:14) إن رجاءنا في الخلود مؤسس على المسيح وحده – لا على أيّة رغبة، أو شوق، أو حجة، أو أية غريزة في الخلود. مع أن رجاء الخلود المعلن في المسيح يتّفق مع كل تلك الرغائب والغرائز العظمى. قال باسكال: "للقلب حججه التي لا يعرفها العقل." في قضية قيامة المسيح، ليس لنا شهادة القلب فقط، بل لنا شهادة العقل أيضًا.
يعالج الكتاب المقدس قيامة المسيح كحادثة يمكن فحصها بالحواس الطبيعية.
فهي تشمل العين، لأن التلاميذ رأوا يسوع يظهر لهم مرات كثيرة، تحت كل ظرف يمكن تصوّره. مرة ظهر لتلميذ واحد، ومرة أخرى ظهر لأكثر من خمسمائة شخص. بعضهم رأى يسوع منفردًا، والبعض رأوه مع غيرهم وهم مجتمعون معًا. البعض رأوه على مسافة، والبعض على مقربة منهم. البعض رأوه مرة واحدة، والبعض رأوه مرارًا عديدة. والقيامة تشمل السمع، لأن التلاميذ سمعوا يسوع يكلّمهم.
وقد شملت اللمس أيضًا، لأنه طلب من التلاميذ أن يجسّوه، وبذلك يتحقّقون من حقيقته جسديًّا. فهم لم يروه فقط بل لمسوه، ومشوا معه، وتكلّموا معه، وأكلوا معه وفحصوه. وهذا نقل ظهور يسوع بعد القيامة من دائرة الهلوسة ووضعها في دائرة الحقائق الطبيعيّة المشاهَدَة.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2022