بقلم الدكتور القس منيس عبد النور  - وعرض الأخت نبيلة توفيق
جاء المسيح لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل... وهو يحقق هذا الهدف لكل من يفتح قلبه له ليدخل إليه ويحيا فيه بالروح القدس فيثمر ثمرًا كثيرًا ودائمًا.

يشرح هذا الكتاب للقارئ كيف يغيّر المسيح الإنسان بعمل الروح القدس في قلبه.. ثم كيف يمتلكه ويسود على حياته فيجعله يثمر محبةً وفرحًا وسلامًا في علاقته بالله وطول أناة ولطفًا وصلاحًا في علاقته بالبشر، وإيمانًا ووداعةً وتعفّفًا في حياته الشخصية.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية، حيث يستهلّ القسم الأول بالحديث عن "الحياة المسيحية حياة جديدة"، وهو يصف حياة الجهل الروحي لأولئك الذين يضلّون إذ لا يعرفون الكتب ولا قوة الله. فتلمس من خلال الشرح لأفسس 17:4-19 حالة الأمم، الذين يُعَدّ قلبهم بمثابة حجر صلب جعلهم لا يشعرون بالخطأ الذي يعملونه... كانوا غارقين في الخطية حتى ضاع منهم الحياء والخجل إذ هم تحت نير الشهوة الطماعة فلم يهتموا بأذى الناس.
وينتقل بنا الكاتب إلى الحديث عن حالة المؤمنين، الذين خلعوا الإنسان العتيق، ليرتَدوا الجديد ليكونوا على مثال الله في البر وقداسة الحق. ومن هنا يكتشف المؤمن فضائل تجعله يرفض الكذب ليحيا حياة الحق، ويرفض الخطية ليمارس الغضب المقدس حتى لا يعطي إبليس مكانًا.. يرفض السرقة ويمارس كل عمل صالح، كما يرفض الكلام الرديء ليتكلم بالصالح ويرفض الانفعالات الردية ليمارس كل مشاعر طيبة.
إما القسم الثاني فيقدم لنا الكتاب سيمفونية رائعة في الحديث عن الحياة المسيحية، تحت سيادة الروح القدس ومسمّياتها الكثيرة في الكتاب المقدس. ثم يحدثنا عن معطلات الملء بالروح القدس التي تتلخّص في: عدم التوبة – عدم قداسة الغرض – عدم تكريس كل شيء – الجهل بكيفية الإيمان بالإضافة إلى عدم المحبة.
ويقول كاتبنا: إن الملء يتطلب شرطان: أولهما الطاعة وثانيهما الإيمان. ولا شك أن كل إناء ينضح بما فيه، والإنسان الممتلئ سيثمر في كل اتجاه في علاقته بالله والآخرين وأيضًا بنفسه.
ويشبَّه ثمر الروح بعنقود واحد ذي تسع حبات هي:
المحبة: نحو الله تَظهَر في الرغبة في الحديث معه ودراسة كلمته والتمثّل به كما يثمر فينا الروح محبة لكل من حولنا.
فــــــرح: الخلاص والغفران وكتابة اسمنا في سفر الحياة وأيضًا بحضور الرب الكامل بالإضافة إلى فرح الخدمة الكاملة.
سلام: حيث يصلح الروح القدس خلل النفس ليضمن السلام الداخلي كما يضمن عدم اصطدامنا بالغير.
طول الأناة: وهذا يتطلب أن نقدم تسليمًا أكثر للروح القدس، مطالبين الله بمواعيده واثقين دائمًا في انقشاع الغيوم.
اللطـــف: الذي هو بمثابة المصباح الملآن بالعطر يملأ البيت بالنور والعطر.
الصلاح: أي المحبة العاملة التي تتضح في الاهتمام بخدمة الآخرين وخدمة المسيح.
الإيمـان: أي ثقة في قوة الله المخلّصة، والاعتماد على عنايته المدبّرة والأمانة في التصرف مع الله والناس.
الوداعة: وهي صفة داخلية تظهر في التصرّفات اليومية، هي خضوع بتواضع لله ولكلمته وأيضًا بفتح القلب ليتعلّم.
التـعـفّـف: ضبط النفس ووضع العواطف تحت سلطان العقل الذي يحكمه الروح القدس.
وهكذا كل مؤمن صار إنسانًا جديدًا في المسيح يسكنه الروح القدس، لكن ليس كل مؤمن مولودًا من الله ممتلئًا من الروح، لذلك نختلف كمؤمنين في إنتاج ثمر الروح فبعضنا ينتج ثلاثين، وبعضنا ستين، وبعضنا مائة. وقد ننتج يومًا مائة ثم ينقص تكريسنا لله وتفتر محبتنا له فيقلّ ثمرنا الروحي، ولكن الآب السماوي يراقبنا دائمًا وينصحنا ويذكرنا بكلماته لنا، ويطالبنا أن نثمر ثمر الروح.
يتوافر هذا الكتاب بالعربية أو الإنجليزية.الثمن: 5 $

 

المجموعة: آب (أغسطس) 2022