عندما جاءت المريمتان لتنظرا القبر "خرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم" بعد أن لاقاهما ملاك الرب.

"وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال لهما: "سلام لكما!" (متى 9:28) وأيضًا في عشية يوم الأحد – اليوم الذي قام فيه الرب يسوع - يذكر الكتاب بأن التلاميذ كانوا مجتمعين والأبواب مغلّقة بسبب الخوف... وجاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: "سلامٌ لكم!"
لقد استبدل يسوع المسيح خوف مريم المجدلية ومريم الأخرى والتلاميذ بالسلام! فبعد أحداث الصلب وموت المسيح وقيامته، وفي أول لقاء له مع تلاميذه كانت أولى كلماته هي: "سلام لكم!"
عندما دخلت الخطيئة إلى العالم دخل الموت، وأصبحنا في عداوة مع الله. وكان الحلّ هو بكسر الموت بالموت. أي، أنه كان لا بدّ أن يموت شخص طبيعته كطبيعتنا البشرية، ولا تملك عليه الخطيئة. وبما أن جميع البشر أخطأوا وزاغوا، كانت الخطة الإلهية منذ الأزل أن يتجسّد الله في شخص يسوع المسيح، ويدخل عالمنا ليموت على الصليب، وفي اليوم الثالث يقوم منتصرًا على الموت. وهذا ما ذكره الرسول بولس في أفسس 13:2-15 و17 وما صنعته قيامة يسوع المسيح من الأموات، "السلام!"
إذًا أيها القارئ العزيز اقبَلْ عمل المسيح، لكي تستمتع بالسلام الحقيقي، سلام المسيح الذي حقّقه بموته وقيامته. اقْبل الصلح الذي قدّمه لك المسيح في جسده. وكل من لا يقبل هذا العمل الكفاري فهو ما زال بعيدًا عن الله وفي عداوة معه. والشخص الوحيد الذي يكسر حاجز العداوة (الحاجز الذي صنعته الخطيئة) بينك وبين الله هو شخص الرب يسوع المسيح، له المجد، فمن له المسيح له السلام.
عزيزي القارئ، ربما تقول: أنا في سلام وأمان ولست بحاجة إلى شخص الرب يسوع المسيح. أقول لك: هذا السلام الذي التجأت إليه، أي السلام الذي يعطيه لك العالم قد صنعته جدران الخطيئة وهو سلام زائف ومؤقت ولا بد أنه في يوم من الأيام ستزول مسبّبات هذا السلام، لأن كل شيء في هذا العالم سيزول إلى الأبد. أما الشخص الوحيد الذي هو منذ الأزل وإلى الأبد فهو شخص الرب يسوع المسيح!
إن مريم المجدلية، ومريم الأخرى، والتلاميذ، وكل الذين قبلوا المسيح وعمله الكفاري قد تمتّعوا جميعًا بسلام المسيح الذي زرعه في قلوبهم. واليوم يدعوك الرب يسوع أنت أيضًا لتتمتّع بهذا السلام ويقول لك: "سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." (يوحنا 27:14)

المجموعة: نيسان (إبريل) 2023