ليس لدينا أيها الأحباء كلمات تصف قيمة الخلاص. لكن قيمة الخلاص مأخوذة من قيمة صانع الخلاص الذي أعدّه منذ الأزل، وتمّمه فوق الجلجثة، وتكلّم عنه الكتاب المقدس: "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره، قد ابتدأ الرب بالتكلّم به؟!"

إن قيمة الخلاص تعادل قيمة المخلّص صانع الخلاص. كما أن قيمة الخلاص تظهر من كونه كافٍ للبشرية كلها من وقت آدم إلى اليوم الأخير. إذ يقول: "الله يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل".
إن الإنجيل ليس أخبارًا مفرحة وإعلانات سماوية ونبوءات مذهلة فقط، لكنه يحتوي حياة الرب يسوع المسيح. لذلك يدعوه بولس الرسول: "إنجيل المسيح" فيقول: "لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكلّ من يؤمن..." (رومية 16:1) فالإنجيل عند بولس جوهرٌ وقيمة، وقصده هو الخلاص لكل من يؤمن. كما يقول: "ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص." (أعمال 21:2)
والخلاص ليس عشوائيًّا، لكنه تدبير وعمل. لذلك فقيمة الخلاص تقوم على دعامتين وضعهما الله، ولا طريق آخر غير طريق الله، وهما الكفارة والفداء. لكن الله نزل ولم يحاكم آدم! وانذهلت الكائنات السماوية، لأن الله لم يكن ظالمًا أو قاسيًا، بل عن طريق الدم كفّر عن الخطية.
نعم، إنه إله المحبة ووليّ أمري – الرب يسوع المسيح الذي نزل من السماء، ووجدني محكومًا عليّ بالموت فقال: "أنا أنوب بديلاً عنك". وأطلقني حرًّا.
"عالمين أنّكم افتُديتُم لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ..."
لقد رفع الخطية التي ثقلت عليّ، وحمَلَها هو على كتفه المصلوب. لذلك قال يوحنا المعمدان: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم." "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا." والخطية الساكنة فيّ، قال الرب: سأُزيلها من سجلّك فلن ترى الخطية ولن تسمع عنها حينما تأتي إليّ في السماء. شكرًا للفادي المسيح الذي محا إثمي. "أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها."
وكذلك أنت عزيزي القارئ، يستطيع المسيح أن يخلّصك إلى التمام إن أتيت إليه بالإيمان معترفًا بخطاياك وتائبًا عنها.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2023