رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ،

لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ... (إشعياء 1:61-٢)
يخبرنا سفر الأعمال 8 عن رجل حبشيّ وزير لكنداكة ملكة الحبشة كان راجعًا من أورشليم جالسًا على مركبتهِ وهو يقرأ النبوءات عن الرب يسوع المسيح المذكورة في إشعياء 53. لكن راودتهُ أسئلة عن هذه النبوءات إذ لم تكن لهُ بصيرة روحية ليفهم ما يقرأهُ رغم مكانتهِ المرموقة في المجتمع آنذاك. لذلك أرسل لهُ الرب فيلبس ليُعطيهِ إجابات مُقادة بالروح. سأل الرجل: "عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟» (أعمال الرسل 34:8)
والآن، ربما يمتلكك الشوق والمعرفة التي تقود إلى الحياة - لا إلى الفضول - لمعرفة من هذا الذي يقول عنهُ النبي "روح السيّد الربّ عليّ..."؟ لكن الرب يسوع المسيح سبق وأجاب عن السؤال حينما دخل مجمع الناصرة وقرأ نفس الكلمات: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ... ثم قال لَهُمْ: ِإِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ." (لوقا 18:4-٢١)
إذًا كان الكلام عن الرب يسوع المسيح نفسهُ بأنه هو الذي يتكلّم عنهُ النبي.
ونحن على أبواب سنة جديدة، لماذا لا تكون هذه السنة سنة الرب المقبولة... سنةً تختبر فيها الشفاء الروحي، والإطلاق، والحرية من الخطيئة والعبودية، وفتح آفاق جديدة نحو خدمة المسيح ومشاركة محبته مع الآخرين. لما لا تكون سنة امتلاك للخبرات الروحية والامتلاء بالروح القدس الذي يقود للخير والشبع والنِعم التي مصدرها الرب وحدهُ.
إخوتي القرّاء الأفاضل، تمتّعوا اليوم بنعمة القبول، لأنهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «فِي وَقْتِ الْقُبُولِ اسْتَجَبْتُكَ، وَفِي يَوْمِ الْخَلاَصِ أَعَنْتُكَ." (إشعياء 8:49)
حينما كرز الرب يسوع المسيح بسنة الرب المقبولة كأنهُ يقول إن جاز التعبير: هذه هي السنة التي كلّلها الآب السماوي بمجيئه إلى الأرض ورأى بأنها السنة المناسبة والمقبولة لأتّحد بالإنسان وبكل إنسان يقبلني.
فإن كنت لم تقبل الرب يسوع المسيح بعد، هذهِ هي سنة الرب المقبولة التي هيّأها لك الرب لتقبلهُ ربًّا وسيِّدًا ومخلّصًا لحياتك. اليوم هو وقت مقبول... لا تؤجّل خلاصك! أسرع واقبل الرب يسوع المسيح ربًا وسيدًا وملكًا لك وتمتع بسنة التحرير والانفلات من قبضة إبليس. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ." (2 كورنثوس 2:6)

المجموعة: شباط (فبراير) 2024