تدور معظم مواضيع هذا العدد حول السلوك المسيحي، ذلك لأنه يُنتظَر من الشخص
المؤمن بالمسيح، الذي اختبر فداءه، وحصل على الولادة الثانية أن يُظهِر الثمر الحقيقي في حياته بأن يعيش ليس لذاته بل للذي مات من أجله وقام! لأنه يقول الكتاب: “من ثمارهم تعرفونهم” (متى 20:7). فكما أن الثمرة تدلّ على طبيعة الشجرة التي تحملها، كذلك أيضًا سلوك كلّ واحدٍ منّا يدلّ على طبيعة الحياة التي يحياها.
وكما أنه لا ثمر حقيقي بدون شجرة أو نبتة حقيقيّة، كذلك لا يستطيع أيٌّ منا أن يحيا الحياة المسيحية بدون قوّة المسيح الذي يحيا فيه. فقد يخضع الإنسان إلى تهذيب روحيّ، أو ينضم إلى حلقات لدرس الكتاب المقدس، أو يحضر اجتماعات روحية، أو يقوم بأعمال خيريّة واجتماعيّة... كل هذه جيّدة وضروريّة لكنّها بدون حلول المسيح في الحياة ليست سوى تقليد للسلوك المسيحي - ذلك لأن السلوك المسيحي منبعه المسيح، كما قال الرسول بولس: “فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ” (غلاطية 20:2).
الولادة الجديدة ضروريّة بل أساسيّة للسلوك المسيحي، وهذا أمر بديهيّ.. لأنه لكي يتعلّم الطفل المشي، عليه أوّلًا أن يولد... تمامًا كما قال الرب يسوع المسيح لشيخ متديّن، وهو معلم لإسرائيل، اسمه نيقوديموس: “الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. لا تتعجّب أني قلت لك: ينبغي أن تولدوا من فوق” (يوحنا 3:3-7).
المسيحية ليست بالولادة من أبوين مسيحيّين... أو بالانضمام إلى الكنيسة... أو بممارسة الشعائر الدينيّة... أو القيام بأعمال خيرية.. المسيحيّة هي المسيح عندما يغفر الخطايا، ويغيّر الكيان.. ويعطي الإنسان طبيعة جديدة بحلول الروح القدس فيه... فيمتلك الإرادة.. ويغيّر السلوك والحياة.