"فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس." (2كورنثوس 11:5)

"فقال أغريباس لبولس: بقليل (أي تكاد( تقنعني أن أصير مسيحيًا." (أعمال 28:26)

مسؤولية خادم المسيح المدعو من اﷲ هي إقناع الناس بالمسيحية. وعلى عكس بعض الأديان الإنسانية

التي تفرض على الناس الاقتناع بها بالإرهاب والسيف، فإن الخادم المدعو من اﷲ يستخدم الإقناع بالدليل والبرهان.

وقد استخدم بولس الرسول ثلاث وسائل لإقناع الملك أغريباس أن يصير مسيحيًا، وما زالت هذه الوسائل فعالة في إقناع الناس:

 

الوسيلة الأولى: استخدم شهادتك الشخصية

 هذه هي الوسيلة التي استخدمها بولس في حديثه إلى الملك أغريباس؛ شهد بولس عن نفسه أنه كان فريسيا أي يهوديا مدققا، وأنه صنع أمورا كثيرة مضادة لاسم يسوع المسيح، فحبس في سجون كثيرين من القديسين، وألقى قرعا بقتلهم، وكان يعاقبهم ويضطرهم إلى التجديف، ويطردهم من المدن.

وفي ذهابه إلى دمشق رأى في نصف النهار في الطريق نورًا أفضل من لمعان الشمس أبرق حوله وحول الذاهبين معه، وسمع صوتًا يقول باللغة العبرانية: شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟ فقلت أنا: من أنت يا سيد؟

فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده". ويستطرد شاول في شهادته فيقول:

"وأما الرجال المسافرين معه فوقفوا صامتين، يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدًا" (أعمال 7:9). والصوت الذي سمعه هؤلاء الرجال هو صوت شاول لا صوت يسوع، "لكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني." (أعمال 9:22) وقد قال له يسوع: "قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك، لأنتخبك خادمًا وشاهدًا بما رأيت وبما سأظهر لك به، منقذًا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم، لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى اﷲ، حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبًا مع المقدسين." (أعمال 16:26-18)

استخدم شهادتك الشخصية، عن كيف عرفت الرب، وسلمت له قلبك لتقنع الناس بالمسيحية.

لكنني أنبّر هنا على نقطة هامة جدًا وهي أن حياتك وتصرفاتك في بيتك، ومع أصدقائك يجب أن تؤكد حقيقة اختبارك.

 

 الوسيلة الثانية: استخدم النبوات الكتابية

  في حديث بولس مع الملك أغريباس، استخدم بولس نبوات الأنبياء فقال للملك: "أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن." (أعمال 26:27)

نبوات أنبياء العهد القديم تركزت في شخص المسيح الكريم.. أعلنت ولادته من عذراء (إشعياء 14:7)، وولادته في بيت لحم اليهودية (ميخا 2:5)، ورسالته (إشعياء 1:61-3)، وموته مصلوبًا مسمر اليدين (مزمور 16:22، وقيامته الظافرة (مزمور 10:16)، وصعوده إلى السماء (مزمور 18:68)، وعودته ثانية إلى الأرض (زكريا 4:14).

واستخدام نبوات أنبياء العهد القديم تقنع الإنسان المخلص بحقيقة المسيح، وتعرفه بأن صلبه على الصليب كان تدبيرًا أزليًا لخلاص الآثمين.

استخدِم النبوات الكتابية لإقناع الناس بحقيقة المسيحية. استخدِم نبوات دانيآل عن انهيار الإمبراطورية البابلية، والإمبراطورية الفارسية، والإمبراطورية اليونانية.

إن استخدام نبوات الأنبياء تؤكد وحي الكتاب المقدس، وتقنع الناس الباحثين عن الحق بإخلاص بصدق المسيحية.

 

الوسيلة الثالثة: أعلن حقيقة المسيح الإلهية

 المسيح الذي تجسد في شبه الناس كان هو ابن اﷲ الأزلي، وهو وحده الطريق لخلاص الإنسان من غضب اﷲ ودينونة اﷲ وطريق نوال الغفران التام.

وبولس أعلن حقيقة المسيح ولاهوته في حديثه للملك أغريباس. فقد قال له إن المسيح في السماء، ولكنه يشعر بآلام المؤمنين به على الأرض، وأنه قال له: "لماذا تضطهدني؟ وأنه أرسله إلى الأمم الذين يعيشون في ظلام الوثنية موضحًا رسالته:

·         لتفتح عيونهم فعيونهم أعماها الشيطان

·         كي يرجعوا من ظلمات إلى نور

·         ومن سلطان الشيطان إلى اﷲ

·         حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين.

 لقد شرح بولس للملك أغريباس رسالة المسيحية، وأعلن له حقيقة المسيح ولاهوته، وعندئذ قال الملك أغريباس لبولس: "بقليل (والترجمة الأصح تكاد) تقنعني أن أصير مسيحيا."

فيا خادم المسيح،

استخدم شهادتك الشخصية

استخدم النبوات الكتابية

أعلن شخصية المسيح الإلهية

وليبارك الرب خدمتك ويثمرك كثيرًا جدًا.

 

 زميلك في الخدمة المقدسة،

 القس لبيب ميخائيل

المجموعة: 2007