في رسالتي السابقة طلبت منك أن تنبش بئر الخلاص بالنعمة الإلهية، وبئر الوعظ الصريح ضدّ الخطية، وبئر حياة القداسة العملية، وبئر المناداة بالدينونة الأبدية. وأتابع حديثي في هذه الرسالة فأقول:

1- أنبش بئر الاختبارات القديمة

يقول الرب لشعبه: "اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ... لِئَلاَّ إِذَا أَكَلْتَ وَشَبِعْتَ وَبَنَيْتَ بُيُوتًا جَيِّدَةً وَسَكَنْتَ... وَكَثُرَتْ لَكَ الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ، وَكَثُرَ كُلُّ مَا لَكَ، يَرْتَفِعُ قَلْبُكَ وَتَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ... الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ... بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ" (تثنية 11:8-18).

انبش بئر اختباراتك القديمة مع الرب... كيف رعاك، واعتنى بك، وأخرجك من فقر إلى غنى، وأنقذك من الكثيرين الذين كانوا مثل الحيات والعقارب. واشكر الرب إلهك من كل قلبك، وأحبه من كل نفسك ومن كل قدرتك، وقل مع داود الملك والنبي: "بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ..."
(مزمور 1:103-5).

 

2- أنبش بئر الكتابات القديمة

الذين سبقوك من خدام المسيح، وباركهم الرب، واستخدمهم في ربح الألوف بل الملايين... تركوا كتبًا جديرة بالقراءة والدرس والتأمل.

"ف ب ماير" كتب سلسلة عن شخصيات الكتاب المقدس. كتب عن موسى، ويوسف، وداود، وإيليا وكتبه ملآنة بالدسم والأفكار العميقة الجديرة بالدرس. "تشارلز فني" كتب العديد من الكتب. "تشارلز سبرجن" كتب كثيرًا وأهم كتاباته "كنوز داود" وهي دراسات في سفر المزامير تعطيك عمقًا يمكنك أن تستخدمه في عظاتك. "آرثر بنك" كتب عن سفر التكوين، وإنجيل يوحنا، والرسالة إلى العبرانيين، وسفر الخروج... كما كتب عن سيادة الله المطلقة. هذه الكتب تشحن عقلك بالتأملات، وتدخل بك إلى أعماق كلمة الله، وتثري حياتك كخادم من خدام الإنجيل.

في شبابي كنت أقرأ كتب "ماير" وأتوقّف لأجثو على ركبتيّ وأطلب من الرب أن يهبني ما وهب إبراهيم، ويوسف، وموسى، وأقوم من سجودي في محضر الرب وقد امتلأت بفرح الرب.

فيا خادم الإنجيل لا تبخل قط في شراء هذه الكتب القديمة، وخصص وقتًا محددًا كل يوم لقراءتها.. وادرس بعمق محتوياتها، واطلب من الرب أن يعطيك ما أعطى هؤلاء القدماء فهو قد قال: "اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا" (إرميا 3:33). واذكر ما قاله الرب: "كُلُّ كَاتِبٍ مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ... يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ جُدُدًا وَعُتَقَاءَ" (متى 52:13).

لقد أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس قائلاً: "إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ. لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ".  (1تيموثاوس 13:4-14)

القراءة المستمرة للكتب الجديدة تجعلك دائمًا مستعدًا أن تكرز بالكلمة في وقت مناسب وغير مناسب... والقراءة المنتظمة للكتاب المقدس تجعلك كاملاً ومتأهبًا لكل عمل صالح، كما قال بولس لتيموثاوس: "وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِح"
(2تيموثاوس 15:3-17).

فيا خادم الإنجيل "اعكف على القراءة".

 

3- أنبش بئر الشخصيات القديمة

يذكر التاريخ أسماء لامعة لأناس لبّوا دعوة الله لخدمة أمينة. وحين تدرس تاريخ هؤلاء الرجال والنساء، ستعطيك هذه الدراسة شحنة تدفعك لخدمة أفضل.

فاقرأ سيرة كل واحد من هؤلاء الخدام القدماء، وقد كتب عنهم "توماس سمكون؟". إقرأ سيرة "داڤيد بِرنارد" الأميركي الذي عاش من سنة 1718-1747 ومات في التاسعة والعشرين تاركًا الألوف ممّن عرفوا المسيح عن طريق خدمته. واقرأ سيرة "وليم كاري" البريطاني الذي عاش من سنة 1761-1834 وفتح الهند للمسيح. وسيرة "أدونيرام جودسون" الأميركي الذي خدم في بورما حوالي 40 سنة وترجم الكتاب المقدس إلى لغتها وربح الألوف للمسيح. وسيرة "روبرت موري مكين" الأسكتلندي الذي عاش من 1813-1843، وقد قيل عنه: كان يعظ والأبدية مكتوبة على جبهته. كان أول من بشّر اليهود بعد زيارته للأرض المقدسة. وسيرة "دايڤيد لڤنجستون" الأسكتلندي الذي عاش من 1813-1873. عمل على إنهاء التجارة في العبيد، ومات راكعًا على ركبتيه. وسيرة "هدسون تيلور" وهو بريطاني عاش من سنة 1832-1905. أسس إرسالية الصين الداخلية، وأسس 125 مدرسة، وربح أكثر من 18,000 للمسيح. وسيرة "ماري سليسور" الأسكتلاندية. عاشت من 1848 إلى 1915. خدمت في نيجيريا، وأنهت وجود آكلي لحوم البشر، وقالت إن الصلاة هي أعظم قوة أعطاها الله لخدامه. وسيرة "جوناثان جوفورث" وهو من كندا، عاش من 1859- 1936. خدم في الصين وكوريا، وقاد نهضة منشوريا، وسيرة "تشارلز توماس ستد" وهو بريطاني عاش من 1860-1931. تخرج من جامعة كمبردج وقضى 10 سنوات في الصين، و6 سنوات في الهند، و21 سنة في أفريقيا. كان آخر ما قاله عند موته "هللويا". وسيرة "إيمي كارمايكل"، عاشت من 1867-1951 وهي إيرلندية قضت في الهند 55 سنة. أسست ملجأ لإنقاذ الصغار من الاشتغال بالدعارة، وقالت كلماتها: "يمكن أن نعطي دون أن نحب، لكننا لا نستطيع أن نحب دون أن نعطي". وسيرة "صوفي ميلر" الأميركية التي عاشت من 1920-1995. أسست أكثر من 350 كنيسة في مجاهل كولومبيا وربحت 35,000 للمسيح. وسيرة "جيم إليوت" الأميركي، عاش من 1927-1956. ذهب إلى الإكوادور ومات شهيدًا للمسيح هناك وقال كلمته: "ليس غبيًا من يعطي ما لا يقدر على الاحتفاظ به ليربح ما لا يمكن أن يفقده". وسيرة "راشيل سيفت" الأميركية. عاشت من 1914-1994 وذهبت مع هيئة ويكلف التي ترجمت الكتاب المقدس إلى سكان الإكوادور، وبقيت هناك حتى وفاتها ودُفنت في مقابر قبائلها.

هؤلاء وغيرهم، سمعوا دعوة المسيح، وتبعوه، وخدموه بأمانة، وربحوا الألوف للمسيح.

فيا خادم الإنجيل: أنبش بئر الاختبارات القديمة. أنبش بئر الكتابات القديمة، أنبش بئر الشخصيات القديمة، واطلب من الرب أن يباركك ويستخدمك، لتترك بصماتك على صفحات التاريخ معطيًا المجد كله للرب الذي دعاك لخدمته.

زميلك في الخدمة المقدسة

القس لبيب ميخائيل

 

المجموعة: 2010