لو سألت تيموثاوس: من هو الأستاذ الذي يعلّمك؟ لأجاب على الفور: أستاذي هو بولس الرسول!

وقد كتب بولس الرسول لتيموثاوس رسالتين علّمه فيهما كيف يجب أن يتصرّف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته (1تيموثاوس 15:3).

وأنا أنصح كل خادم للمسيح أن يقرأ هاتين الرسالتين مرة كل شهر على الأقلّ ليعرف كيف يتصرّف في بيت الله الذي أقامه الروح القدس عليه راعياً وخادماً.

فماذا قال "الأستاذ" لتلميذه؟

 

1- أوصِ رعيتك أن لا يصغوا إلى الخرافات

"لِكَيْ تُوصِيَ قَوْمًا أَنْ... لاَ يُصْغُوا إِلَى خُرَافَاتٍ وَأَنْسَابٍ لاَ حَدَّ لَهَا، تُسَبِّبُ مُبَاحَثَاتٍ دُونَ بُنْيَانِ اللهِ الَّذِي فِي الإِيمَانِ" (1تيموثاوس 3:1-4).

"وَأَمَّا الْخُرَافَاتُ الدَّنِسَةُ الْعَجَائِزِيَّةُ فَارْفُضْهَا..." (1تيموثاوس 7:4).

لقد دخلت الخرافات إلى الكنيسة المسيحية في بداية القرن الرابع، حين أعلن الإمبراطور قسطنطين أن المسيحية هي دين الإمبراطورية.

دخل الوثنيون الكنيسة وأدخلوا معهم شتى الخرافات. وحتى اليوم وهذه الخرافات تضرب جذورها في الكنيسة المسماة كنيسة الله.

ففي الكنيسة خرافة الولادة الجديدة بمعمودية الماء

بنوها على الآية "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 5:3). وجهلوا أن الماء في الكتاب المقدس يرمز إلى كلمة الله (إشعياء 10:55-11). فالآية تقول إن كان أحد لا يولد من الماء والروح [كلمة الله وروح الله] لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. ويؤكد صدق هذا التفسير كلمات بطرس الرسول: "مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ" (1بطرس 23:1).

وفي الكنيسة خرافة الاتصال بأرواح القديسين الذين ماتوا وطلب معونتهم وشفاعتهم

وهذه الخرافة مضادة لكلمات إشعياء النبي "أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟ إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ!" (إشعياء 19:8-20). ومضادة لكلمات الجامعة: "لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ" (جامعة 5:9-6).

وفي الكنيسة خرافة إمكانية نوال الغفران بواسطة الخدام

الله وحده الذي يهب الغفران، وبحق قال الكتبة عن يسوع عندما قال للمفلوج يا بنيّ مغفورة لك خطاياك": "من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده" (مرقس6:2). فلو أن المسيح لم يكن هو ابن الله المتجسّد في الزمان وله حق منح الغفران لكان كلامه تجديفاً صريحاً.

فالغفران من سلطان الله وحده، "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ["أمين" يكتم أسرارنا و"عادل" أخذ حقه في صليب يسوع المسيح]، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1يوحنا 9:1).

2- أوصِ الرجال في رعيتك أن يصلوا في كل مكان.. وأوصِ النساء أن يلبسن لباس الحشمة

"فَأُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أَيَادِيَ طَاهِرَةً، بِدُونِ غَضَبٍ وَلاَ جِدَال. وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَال صَالِحَةٍ" (1تيموثاوس 8:2-10). 

علّم رجال كنيستك الصلاة في كل مكان... وعلّم نساء كنيستك أن يزينّ ذواتهنّ بلباس الحشمة. ففي عصرنا الحاضر أصبح عري النساء هو القانون، والحشمة هي الشذوذ. وعليك يا خادم الإنجيل أن تسمع كلام الأستاذ في هذا المجال.

3- فكّر الإخوة بعلامات الأزمنة الأخيرة

"وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ. إِنْ فَكَّرْتَ الإِخْوَةَ بِهذَا، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، مُتَرَبِّيًا بِكَلاَمِ الإِيمَانِ وَالتَّعْلِيمِ الْحَسَنِ الَّذِي تَتَبَّعْتَهُ" (1تيموثاوس 1:4-6).

4- كن قدوة للمؤمنين

"لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ، بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ. إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ" (1تيموثاوس 12:4-13).

سبع دوائر يجب أن تكون قدوة فيها للمؤمنين:

الكلام: لتكن صلاتك "اجعل يا رب حارساً لفمي. احفظ باب شفتيّ" (مزمور 3:141).

التصرّف: يجب أن تتصرّف بحكمة، والحكمة هي تطبيق المعرفة.

المحبة: المحبة هي علامة التلمذة الحقيقية للمسيح (يوحنا 34:13-35).

الروح: كن دائماً ممتلئاً بالروح.

الإيمان: لتكن صلاتك كصلاة الرسل "يا رب زد إيماني" (لوقا 5:17).

الطهارة: وخصوصاً في علاقتك مع النساء.

القراءة: اعكف على القراءة... فالخادم القارئ سيجد حصيلة كبرى حين يُطلب منه الجواب على سؤال صعب.

يا خادم الإنجيل، اسمع كلمات الأستاذ بولس الرسول.

وليبارك الرب خدمتك ويستخدمك لإنارة الكثيرين.

زميلك في الخدمة المقدسة،

 القس لبيب ميخائيل

 

المجموعة: 2008