ربح النفوس... أعظم عمل يستحق التقدير في العالم
"فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ»." (يوحنا 43:1-45) فيلبس أحضر نثنائيل...


أما نحن كخدام الرب، يجب أن ننشغل بربح النفوس، الواجب الذي يفوق كل واجب آخر. نعرف من الكتاب المقدس أن يوحنا وأندراوس وجدا الرب يسوع عن طريق يوحنا المعمدان، وأندراوس وجد أخاه بطرس، ويسوع وجد فيلبس، وفيلبس وجد نثنائيل، فكل فرد من هؤلاء أحضره فرد آخر.

خلاص الآخرين أعظم عمل في العالم يستحق الاعتبار
لنتأمل في الكلمات الثلاثة "فيلبس وجد نثنائيل."
هل فعلنا هكذا؟ إذا كنت، فقد فعلت أعظم عمل، لأن أجمل خدمة يجب أن تشغل كل مؤمن مغسّل بدم المسيح هي خلاص الآخرين. فهذه العبارة "وجد نثنائيل" قد غيّرت حياة نثنائيل... الذي صار هو نفسه رابحًا للنفوس وعاش في خدمة سيده. "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا." (يعقوب 19:5-20)
قال سبرجن: "لو أنني كنت أنانيًا ولا أهتم باي شيء سوى سعادتي وهنائي، لما اخترت مهنة سوى ربح النفوس."
وقال بيرنارد: "لم أكن أهتم كيف أعيش، أو أية مصاعب تصادفني طالما أني أعمل لأربح نفوس الهالكين للمسيح." ويمكننا أن نعرف شيئًا عن أهمية هذا العمل إذا عرفنا أن المسيح ترك السماء وجاء إلى أرضنا، وذهب إلى الجلجثة لكي يربح النفوس.

أقوى الوسائل التي يباركها الله لخلاص النفوس، هي الشهادة الشخصية من الذين عرفوا الرب
الله يستخدم كلمته لعمل معجزة التغيير "ناموس الرب كامل يردّ النفس. شهادات الرب صادقة تصيّر الجاهل حكيمًا." (مزمور 7:19) ولكن، ما أعظم تأثير الشهادة الشخصية للمؤمن المسيحي!
كانت شهادة بسيطة من القلب للقلب... غير متكلّفة، لم يكن فيها تنميق أو فلسفة. كانت شهادة فيلبس تسندها المعرفة، إذ كان يعرف الكتب، ولهذا أمكنه أن يدعم شهادته الشخصية بكلمة الله.
كانت شهادة متحمّسة. كان فيلبّس يلتهب وهو يخاطب صديقه، ولهذا كانت لشهادته الأثر البليغ. فلو أن المسيحيين كانت لهم هذه الصفات في شهادتهم لامتلأ العالم من المتجددين بعد أن كانوا غرقى في الذنوب والخطايا.
إن أفضل طريقة لمقابلة الاعتراض والشك هو أن نحث من نحاول أن نربحهم لكي يأتوا ويروا بأنفسهم.
"فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ»." (يوحنا 46:1) كان نثنائيل مخلصًا في شكوكه، ومفكرًا عميقًا، وكان فيلبس يعرف ذلك فلم يشأ أن يجادل أو يناقش، بل ما هو أفضل... دعاه لينظر بنفسه. ومعظم الذين نريد أن نربحهم للمسيح لهم مشاكل من كل نوع، ولا داعي للمجادلة والمناقشة معهم، بل لندعوهم إلى المسيح فيروا بأنفسهم كما فعل الأعمى عندما قال: "كنت أعمى والآن أبصر." (يوحنا 25:9)

إن أهم شيء أن يكون لنا الثقة أن يسوع يسبقنا في المعرفة والاهتمام بمن نريد أن ربحهم.
قبل أن يفكر فيلبس في نثنائيل كان الرب يعرف كان شيء عنه، مشتاقًا إلى خلاصهـ فلنثق أن عمل ربح النفوس ليس من صنع إنسان، بل هو أولاً عمل الرب وهو يستخدمنا لتنفيذ مقاصده كخدام، ومن المهم أن نتذكر أننا مع أمانتنا في تقديم الشهادة لبعض الأشخاص، إلا أنه ليس من الضروري أن ننال امتياز ربحهم للمسيح، فالرب كثيرًا ما يستخدم رسائل أخرى قبل أن يربح هؤلاء لنفسه.

إن أكبر مشجع لنا على ربح النفوس هو أننا لا ندري ما هي مقاصد الله في هؤلاء
لقد ربح فيلبس نثنائيل، فصار أحد الاثني عشر تلميذًا، فنحن إذا ربحنا شخصًا للمسيح، فمن الجائز أن يصير شاهدًا للمسيح ومبشرًا، ولكن الأهم من كل هذا أننا نربح شخصًا للمخلص الذي مات من أجله.

المجموعة: 2015