نحن أمام شخص فريد وعجيب! من يعادله، أو يساويه؟
فهو فريد في كل مراحل حياته. قيل عنه: "هذا يكون عظيمًا وابن العليّ يُدعى." فهو الذي انفتحت له السماء مرارًا وتكرارًا وسُمع صوت من المجد الأسنى يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت."
لقد رافق ميلاده عجائب لم تحدث عند ولادة أي إنسان آخر، وفيما يلي بعضًا من تلك العجائب:
أولاً: "وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمّينه يسوع. هذا يكون عظيمًا وابن العليّ يُدعى." هذا ما أخبرها الملاك جبرائيل المُرسل من الله. فبالرغم من أنها عذراء وتعجبت من هذه الأقوال، لكن عندما عرفت بأن الروح القدس يحلّ عليها وقوة العلي تظللها، آمنت بما قيل لها من قبل الرب. فكيف لعذراء أن تحبل بدون أي تدخّل بشري، وأي شيء أعظم من هذا الذي لم يحدث نظيره؟!
ثانيًا: "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة." (لوقا 13:2-14) فأي احتفال لمولودٍ، مهما عظم، أن يكون المسبحون حوله جنودًا سماويين؟ ومَن مِن المولودين بين البشر جعل السلام يعمّ الأرض والسماء؟
ثالثًا: "أين هو المولود ملك اليهود؟"
من العجب أن يولد إنسانٌ ملكًا! ولكن إن جاء من عائلة ملكية فإنه يولد أميرًا – إن كان هو الوريث الوحيد للعرش. أما الرب يسوع فهو الفريد والوحيد على كل الأرض الذي وُلد ملكًا لأنه يكون عظيمًا ومتفرّدًا عن جميع مواليد البشر.
رابعًا: "فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له." مَن من البشر، ظهر له نجم في السماء إلا العجيب والفريد في ولادته؟ وطبقًا لرأي المجوس - وهم فئة الحكماء - فإن ظهور هذا النجم في الكون قد أثار دهشتهم. وكيف لعلماء مثل هؤلاء، لهم مركزهم العلمي في ذلك الوقت، قد أتوا ليسجدوا لطفل؟ أليس في ذلك عجبًا؟!
خامسًا: "فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه."
إن نبأ ولادة هذا الطفل جعلت ملك البلاد يضطرب مع جميع سكان عاصمته، أليس لأنه العظيم والفريد؟
سادسًا: "فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟"
كيف لملك البلاد أن يجمع أعلى سلطة دينية لديه ليعرّفوه بما ورد في كتب العهد القديم - التوراة والمزامير والأنبياء – عن نبوءات بولادة هذا الملك العظيم، ومكان ولادته؟ من هو هذا الطفل يا ترى، الذي قبل أن يولد بمئات السنين سجلت وذكرت الكتب السماوية مكان ولادته؟ هذا ما حصل عند ولادة الرب يسوع المسيح!
سابعًا: "فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدّمهم."
كيف يسير نجم في السماء في مدار خاص بخلاف مدارات النجوم، وكان يتقدّم المجوس في مسيرتهم ليرشدهم إلى مكان الصبي يسوع؟ مَن مِن البشر كان لزائريه نجم يقودهم؟ وأية عظمة لطفل مثل هذا أن يرشد نجمٌ زائريه إلى مكان إقامته؟
ثامنًا: "يتقدّمهم حتى وقف فوق حيث كان الصبي." (متى 9:2)
ما أعجب هذا النجم الذي توقّف فوق حيث كان الصبي، فكان مسار النجم لهداية المجوس في وصولهم إلى شخص الرب يسوع، فلم يقف في أي مكان إلا المكان الذي فيه الرب يسوع؟ أليس لأنه العظيم الفريد وحده؟
تاسعًا: "ثم رأوا الصبي مع مريم أمه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبًا ولبانًا ومرًّا." (متى 11:2)
وهنا نجد العجب عندما رأوا الصبي مع مريم أمه. إن هؤلاء العظماء خرّوا وسجدوا للصبي وحده وفتحوا كنوزهم وقدموا له وحده - وليس لأحد آخر – ذهبًا باعتباره الملك، ولبانًا باعتباره الكاهن، ومرًّا باعتباره المتألم، وهي أفخر الأطياب. فهو الفريد في الهدايا المقدمة له وترمز لوظائفه التي سيقوم بها فيما بعد.
عاشرًا: لماذا وُلد المسيح؟
كل مولود في هذا العالم أتى ليعيش، أما الوحيد الذي أتى إلى هذا العالم فقد جاء لكي يموت، أليس في ذلك عجبًا؟
فأمام كل هذه العجائب التي ارتبطت بميلاده، هل تعلم أن من آمن به ينال باسمه غفرانًا لخطاياه. تعال إليه وسلّم له حياتك وسيغفر لك خطاياك.
