Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول (أكتوبر) 2009

دغدغَ حنايا قلبِه حلمٌ غريب، حَسِبَه للوهلةِ الأولى حُلماً رائعاً، وتحرَّكت أوتارُه على وقعِ الخبرِ المثير الذي تلقَّفه من على الموقعِ الإلكتروني لسوق العرْضِ والطلب المسمّى إي بي Ebay الذي يجدُ فيه الإنسانُ الساعي ما لا يجدُه في أيِّ سوقٍ عالمي. فبمجرد أن تلمسَ الأناملُ أزرارَ الكمبيوتر، يرى الشخصُ الباحث أمامَه الدعاياتِ الجذابة عن البضائع القديمة معروضةً، وفيها من الغرائب الكثير ومن عجائبِ الدنيا الوفير. وهناك وقعَتْ عينا هذا الباحثُ الياباني، على هذا العرضِ المغري جداً الذي يقول: قبرٌ شاغرٌ للبيع فوقَ مارلين مونرو؟

شدّتْهُ مشاعرُ الإعجاب بما قرأ على صفحة المبيعات. فوق مارلين مونرو؟ لا، لا يمكن هذا!!! وللحال راهنَ على دفع مبلغٍ خيالي للقبرِ الشاغر فوقَ قبرِ الممثلة الجميلة مارلين مونرو وملكةِ الإغراءِ العالمية، ومعبودةِ الجماهير من الذكور ذوي كلِّ الأعمار. وتهافتَ الناسُ أمثالُ هذا الياباني الشرقي على المراهنةِ على القبر فوق القبر الحاوي على رُفات الممثلة الشقراء. وبدأت الأسعارُ تأخذ في الارتفاع وصارَ البيعُ مشاعاً في المزاد العلني. ففازَ الياباني بالرهان. وأغلقَ البائعون على العرض وتوقّفوا عندَ أربعةِ ملايين وستِمئة ألفِ دولار ثمناً لذلك المدفن. لكنْ لمْ تصلْ فرحةُ السيدة Elsie Poncher التي وَضَعتْ هذا الإعلان عن القبر - الذي سُجِّي فيه جثمانُ زوجها ريتشارد المتوفي منذ ثلاثةٍ وعشرين عاماً - إلى ذروتِها، حتى جاءَها الخبرُ بأنَّ الياباني هذا قد غيَّر فكرَه وتراجَع عن قراره وذلكَ ضِمْنَ رسالةٍ إلكترونية يقول فيها معتذراً بأنَّ لديهِ مشكلةً في دفع المبلغ. وأوردت صحيفةُ التايمز بأنَّ الفرصة عادت لتُسنحَ من جديد لأحدَ عشرَ مراهنٍ سابقينْ كانوا قد توقَّفوا عند مبلغٍ قدرُه أربعةُ ملايين ونصف المليون ثمناً للمدفن فوق مارلين مونرو.
والجديرُ بالذِّكر هو أنَّ السيدة Ponder كانت قد عرضَتْ قبرَ زوجها هذا للبيع لكونِه واقعاً فوقَ قبر مونرو، الذي اشتراهُ زوجُها بدوره من لاعب البيسبول الشهير جو ديماجيو Joe DiMaggio وهو الزوج السابق لمارلين مونرو في العام 1954. وتنوي السيدة "بوندر" أن تدفعَ ما تبقى لديها من دفعات شهرية عن بيتها الفخم في بيفرلي هيلز بواسطة المال الذي ستحصِّله من بيع قبر زوجها. ولسوف تنقلُ ما تبقى من رُفات زوجها إلى قبر ملاصقٍ آخر كان مخصصاً لها شخصياً. ومن المتوقع أن تُحرَق جثتُها بعدَ موتها ولهذا فهي لن تحتاجَ إلى مدفن. ولا يزالُ الرِّهان قائماً حتى ترسو الأمور من جديد على السعر الأعلى للقبر الشاغر فوق قبر مونرو (Source: Verizon Central Newsroom).
قبرٌ في المزاد العلني في dWestwoo Village Memorial Park Cemetery في لوس أنجلوس. وليس أيَّ قبر بالطبع. مدفنٌ فوق مدفن إحدى شهيرات الفن والجمال والتمثيل. حتى ولو كانت قد قَضَتِ انتحاراً. مقبرة تحوي رُفاتَ نجمةٍ سينمائية لم يتبقَّ منه سوى عظامٍ ناشفة وبالية. ولسانُ حال هؤلاء المراهنين إنَّه القبر فوق مونرو بطلةِ الإغراء. لا يهمُّ هؤلاء أنَّ رائحته منتنة، وعظامَه بالية مفتَّتة ومفرَّقة، بل المهم هو قُربَ مَن يُدفنون. ويلحق الناسُ المشاهيرَ والنجوم حتى إلى الموت ليكونوا معهم؟ وبجوارهم؟ ترى، ما هو السر وراء دافعٍ كهذا؟ أهو العظمةُ أم العنجهيَّة؟ أم الأُبَّهة أم النجومية؟ هذا الهاجس الذي يعمل نخراً في نفس كلِّ مَنْ يسعى نحوَ الاسمِ والمكانة.
النجومية إلى أين؟ والشهرة فحتى متى؟ ويبقى الإنسان، إنسانُ التقدُّم والتطوُّر منخدِعاً بالمظاهرِ والقشور حتى ولو كانتْ للأموات!!! تُرى إلى متى يظلُّ الحيُّ الميت يسعى وراءَ الميتِ الميت؟ ألم يخطر على بالِه أنَّ لا رجاءَ لهذه العظام البالية وأنَّ الموتَ هو نهايةُ الطريق، وأنَّ اللحد ليسَ سوى مثوىً أخيرٍ لهذا الجسدِ الفاني البالي؟ وكلُّ مَن لم يفكرْ بمعنى حياتِه وقصدِ الله الخالقِ منها قبلَ أن يصلَ إلى نهايةِ الطريق فلنْ ينتفعَ حتى ولو دُفنَ قربَ أقربِ المشاهير أو خير القديسين. فالساعة قد دقَّتِ الثانيةَ عشْرة، وتوقَّفتِ الحياةُ، وسادَ الانفصالُ الأبدي بينَ اللهِ الخالقِ وهذه النفسِ المسكينةِ كائنةً مَنْ كانت.
والآن "أتحيا هذه العظام" يا إنسانَ القرن الحادي والعشرين؟ كيف تحيا ما لم يُحْيِِها ربُّ الإنسان ونافخُ نسمةِ الحياة فيها؟ يُحييها بكلمةٍ من فيهِ ليس بعدَ أن تُصبحَ عظاماً بالية، بل وهي مكسوَّةٌ بالجسد وممتلئةٌ بالروح. عندما يسمعُ الإنسانُ، أيُّ إنسانٍ مولودِ المرأة صوتَ الله بواسطةِ روحِه القدوس، ويتجاوبُ مع دعوتهِ لنوالِ الحياة، عندَها يحيا الإنسانُ من جديد، وتعودُ الصلةُ بينه وبينَ بارىء الوجود. فيا أيُّها الإنسانُ، المائتُ بالذنوبِ والخطايا، أينَما كنتَ، وكائناً مَن كانَ كنتَ، هل تسمعُ لصوتِ الله المُحيي؟ وهل تُصغي لدعوتِه لك؟ أنتَ ميتٌ بالذنوب والخطايا! هكذا أعلنَ الكتابُ المقدس على لسانِ رسوله بولس. فهل تتجاوبُ مع دعوتَه لك قبلَ أن يفوتَ الأوانُ وتصبحَ مُسجىً هناك في جوف الأرض، داخلَ الَّلحدِ؟ ولن يَهُمَّ ساعتئذٍ مَنْ هوَ فوقكَ أو تحتَك!!! إنَّ وعدَ الله صادقٌ وأمين إذ يقول: "وأعطيكم قلباً جديداً وأجعلُ روحاً جديدة في داخلِكم وأنزِعُ قلبَ الحجر من لحمِكم وأعطيكم قلبَ لحم. وأجعل روحي في داخلِكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها" (حزقيال 26:36-27).
كلمةُ الله حية، تعودُ لتَخْلِقَ الإنسانَ المائت بالذنوب والخطايا من جديد. يقولُ الرسولُ بولس بوحيٍ من الروح القدس ما يلي: "اللهُ الذي هو غنيٌّ في الرحمة، من أجلِ محبتِه الكثيرة التي أحبَّنا بها ونحنُ أمواتٌ بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون... بالإيمان وذلك ليسَ منكم. هو عطيةُ الله. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخرَ أحد" (أفسس4:2-9).
 فهل تصغي إلى صوتِ الله؟ وتتجاوب مع دعوته لكَ للحياة؟ قبل أنْ تصلَ إلى نهاية الطريق حيث لا يعودُ هناكَ نفعٌ. لأجلِ هذا جاءَ الربُّ يسوعُ المسيح لكي يطلبَ ويخلِّصَ ما قد هلك. فهل يسمع الحيُّ الميتُ صوتَ الله قبلَ أن يصيرَ في عِداد الموتى المائتين؟ في عالمٍ آخر، عالم الهلاك الأبدي والانفصال عن الله. عندها لا تنفعُ التوبة ولا الندم؟ فيا حبَّذا لو يسمعُ كلُّ واحدٍ صوتَ الله والسامعونَ يَحيَوْن. وعندها تنتهي حياتُنا ليس عندَ القبر يا صديقي، بل تنتهي في أحضانِ الربِّ يسوع المسيح في السماء. حيثُ مَسْكِنُ الله مع الأبرار. وليس مسكنَ الأموات مع نجومِ العالم ومشاهيرِها المائتين. وشتَّان ما بينَ رائحةِ الحياة ورائحة الموتِ!

المجموعة: 200910

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

132 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472228