Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول (ديسمبر) 2005

العلاقة بين الله والإنسان هي علاقة بين اللامتناهي والمتناهي، بين الفداء والخطيئة، بين الخلاص والشر، بين الأمل واليأس!

 

قال أبو الوجودية المسيحية الفيلسوف كيركجارد: إن الإيمان بالله قلما يخلو من شوائب التناقض، والالتباس، والتردد، والصراع النفسي. وإن القلق المشرّب بالشك إنما هو العلامة الصحيحة على وجود علاقة بين الله والإنسان، وأنه لا بد للمؤمن من أن يجتاز أقسى حالات القلق وأعنف تجارب اليأس، وكأن الله يغلق عليه كل الأبواب حتى يلمس قاع الهاوية فيأتي الله بنفسه أيضاً ويصعده من قاع هاوية اليأس وجحيم الشك“.

والكتاب المقدس مليء بالأمثلة العديدة لهؤلاء الذين انتقلوا من اليأس إلى الرجاء، ومن الشك إلى اليقين.

فمرة نرى امرأة أحضرها رجال الدين والشيوخ اليهود إلى المسيح، وهي لا تقدر أن ترفع رأسها من ثقل عار خطية الزنا، وقالوا له: إن الناموس والشريعة اليهودية تقول إنها ينبغي أن تُرجم بالحجارة حتى الموت. أما هو فانحنى إلى الأرض يكتب أسماء هؤلاء الذين يحملون الحجارة ويكتب أمامه خطاياهم. وقال لهم: ”من منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر“. ولما رأوا ذلك انسحبوا وخرجوا واحداً وراء الآخر. وهنا التفت المسيح وقال لها ”يا امرأة، أما دانكِ أحد. ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضاً“ (يوحنا 11:8).

ومرة أخرى يحدثنا عن امرأة مصابة بمرض نزف الدم لمدة اثنتي عشرة سنة ويبدو أنها لضعفها كانت تزحف على الأرض فلم ترى إلا نعليه وهدب ثوبه فقالت لنفسها: ”إن مسست طرف ثوبه فقط شُفيت“. ولمست ثوبه ”فشُفيت من تلك اللحظة“ (متى 21:9). والكتاب مليء برجال ونساء، كباراً وصغاراً امرّوا جميعهم في أزمات مختلفة ولكن بعد أن التقوا بالمسيح غمرتهم طمأنينة وسلام وقد انطبق فيهم جميعاً قول الكتاب المقدس: ”قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخّنة لا يطفئ“ (متى 20:12).

أخي، هل كنت شعلة ملتهبة بالأمل والحيوية تملأ الدنيا فرحاً وصياحاً ثم جاءت رياح المرض وزوابع الفشل وتيارات العالم الباردة فأطفأت شمعتك، وأذابت أحلامك، وذهبت آمالك أدراج الرياح؟

لربما رأيت من العالم والمحيطين بك كيف يضطهدونك، وكيف يقصفون قصبتك، ويطفئون شمعتك. لكن أبشر، فليس هكذا يفعل الله معك، بل هو يأتي إليك بعد أن ضاقت بك السبل، وارتفعت حولك الجدران، وأُغلقت أمامك جميع الأبواب، يأتي إليك أولاً لا ليهلكك أو يطرحك في جهنم، بل أولاً ليتوّبك، ويهديك، ويصعدك من هاوية اليأس وجحيم الشك.

إن الله سمح لك بهذا الكم الهائل من الصراع والضيقات والتجارب المحطمة حتى تعرف أنه الوحيد الذي ”قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ“ (متى 20:12).

”لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً“ (2 كورنثوس 17:4).

المجموعة: كانون الأول December 2005

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

212 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10474563