Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول (ديسمبر) 2005

الكتاب المقدس يتكلم عن ثلاثة مراحل للعالم:

1- عالم ما قبل الطوفان ”الذي فاض عليه الماء فهلك“.

2- العالم الحاضر الشرير، أي منذ الطوفان وإلى أن يأتي المسيح ليملك على هذه الأرض.

 

3- العالم الآتي حين يأتي المسيح ليملك على هذه الأرض.

موضوعنا في هذه المرة هو العالم الحاضر الشرير.

ولنا بخصوصه هذه الملاحظات:

أولاً: ابتدأ العالم الماضي بآدم وحواء واستمر حوالي 1650، أما العالم الحاضر فابتدأ بثمانية أشخاص هم نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجة كل منهم. ومن هؤلاء تفرقت شعوب الأرض بعد أن بلبل الله ألسنتهم (تكوين 10 و 11). وكما أخطأ آدم كذلك أخطأ نوح وتصرف تصرفاً لا يليق إذ ”شرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه“ (تكوين 21:9)، وكذلك تصرف ابنه حام تصرفاً مشيناً فجلب اللعنة على ابنه كنعان.

ثانياً: كان الأجدر بالجنس البشري ألاَّ ينسى الطوفان، ولكن للأسف الشديد تناسى الإنسان الطوفان، بل تناسى الله خالقه فدخلت عبادة الأوثان، التي لا ذكر لها قبل الطوفان، وحتى نسل سام الذي قال الرب عنه ”مبارك الرب إله سام“ (تكوين 26:9) انغمسوا في عبادة آلهة أخرى، كما هو واضح من كلام يشوع بن نون للشعب. ”آباؤكم سكنوا في عبر النهر منذ الدهر، وعبدوا آلهة أخرى“ (يشوع 2:24). ولكن الرب برحمته لم يهلكهم. بل ظهر لإبراهيم الذي كان اسمه قبلاً أبرام. ”وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة“ (تكوين 1:12-2). وأعطاه الرب مواعيد تتعلق بالمسيح الذي يأتي من نسله وفيه تتبارك جميع أمم الأرض (تكوين 18:22). وقال له أيضاً: ”اعلم يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم (أي مصر)، ويُستعبدون لهم فيذلونهم أربع مئة سنة. ثم الأمة التي يُستعبدون لها أنا أدينها. وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة“ (تكوين 13:15-14) وتم هذا في خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة موسى النبي.

ثالثاً: أعطى الله الناموس (أي الشريعة) لموسى النبي. فابتدأ عهد آخر هو عهد الناموس، ووعد الله من يطيعون الشريعة ببركات أرضية، كما وعد الأمة أيضاً بعنايته الخاصة إذا أطاعوا الشريعة، كما أنذرهم بالمصائب التي ستحل عليهم إذا تجاهلوا وصاياه. واستمر ذلك العهد حوالي 1500 سنة إلى أن جاء المسيح. وقد أثبت الناموس للإنسان أنه ”بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه (أي أمام الله)“ (رومية 20:3).

رابعاً: ”ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه“ (غلاطية 4:4). يا لها من عبارة نقف أمامها خاشعين. أرسل الله ابنه القدوس إلى عالم غارق في الخطيئة. ”حقاً عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد“. جاء المسيح ”مملوءاً نعمةً وحقاً“. فالناموس بموسى أُعطي. أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. قال عنه ناصيف اليازجي:

”ونراه يُحيي الميتين بأمره        فهو الإله ومن تشكك يندم“

إن مجيء المسيح وموته وقيامته هم أهم ما حدث في تاريخ العالم كله. بهذا ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس“.

خامساً: بعد صعود المسيح إلى السماء بعشرة أيام، أي في اليوم الخمسين منذ قيامته أرسل الروح القدس ليسكن في المؤمنين. وبمجيء الروح القدس تأسست الكنيسة التي كانت قبلاً ”السر المكتوم منذ الدهور“ (أفسس 9:3). الكنيسة تتكوَّن من جميع المؤمنين بالمسيح منذ يوم الخمسين (أي منذ مجيء الروح القدس) إلى أن يأخذ المسيح المؤمنين إلى السماء ”وهكذا نكون كل حين مع الرب“. وهي تشمل أناساً ”من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب“. أمَّا كيف وصلت البشارة إلى كل هذه الشعوب فهو عمل إلهي معجزي. لأن الكنيسة لم تتأسّس بالسيف أو الرمح، لا بالتهديد أو الإغراء، بل استخدم الله أناساً بسطاء، ملأ قلوبهم بالمحبة نحو الناس الهالكين، وبالاستعداد للتضحية بكل شيء حتى بالحياة ذاتها. مما أدهش الجميع حتى قال أمير الشعراء، ولم يكن مسيحياً:

وإذا نظرت إلى كيف انتهت يده     أو كيف جاوز سلطانه القطبا

أدركت أن وراء الضعف مقدرة     وأن للحق لا للقوة الغلبا

هذه الكنيسة لها قيمة خاصة عند الله لأنها اقتناها بدم المسيح، وهي جسد المسيح وعروسه. بركاتها سماوية ورجاؤها في السماء ”التي منها ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح“. باركها الله ”بكل بركة روحية في السماويات في المسيح يسوع.“ لم يعدها بالغنى أو الشهرة أو النجاح الزمني أو الصحي. ولكنه وعدها أنه ”سيحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب.“

سادساً: بالإضافة إلى الكنيسة الحقيقية توجد في العالم الحاضر الكنيسة الأسمية، وهي تشمل كل من يسمي نفسه مسيحياً دون أن يكون قد وُلد ولادة ثانية بالإيمان بالمسيح وقبوله في القلب. هؤلاء هم تحت مسئولية أمام الله. ومصير هذه الكنيسة الاسمية خطير جداً، إذ يقول المسيح في (رؤيا 16:3) عنها: ”أنا مزمع أن أتقيّأك من فمي“ ونحن لا نحتاج أن نتكلم عنها كثيراً لأن عارها وخزيها معروف لجميع الناس، وغير المسيحيين لا يترددون في أن يشيروا إلى انحرافها وخلاعتها وتجديفها. وقبل نهاية هذا العالم الحاضر الشرير سيبغضها أصدقاؤها السابقون ”وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار“ (رؤيا 16:17). وهذا بعد أن تكون عروس المسيح، الكنيسة الحقيقية، معه في السماء.

سابعاً: كما انتهى العالم الماضي بالطوفان، سينتهي هذا العالم الحاضر (ولا نقصد الكون بل هذا الدهر). بما يُسمَّى الضيقة العظيمة، بعد أن يكون المسيح قد أخذ المؤمنين إلى السماء. هذه الضيقة العظيمة يصفها المسيح بهذه الكلمات: ”لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون“ (متى 21:24). ويعطينا سفر الرؤيا تفاصيل كثيرة ورموزاً عديدة عن فظاعة ذلك الوقت. وتدل العلامات الكثيرة على اقتراب ذلك الوقت ونهاية هذا العالم الحاضر الشرير. بعد ذلك يأتي المسيح ليتمم تطهير هذه الأرض، ثم يملك عليها كملك الملوك ورب الأرباب، وبذلك يبدأ العالم (أي الدهر) الآتي، الذي سيكون موضوعنا بإذن الرب في المرة القادمة.

المجموعة: كانون الأول December 2005

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

623 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475664