Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران (يونيو) 2005

المسيح ربٌ أزلي يستحق السجود والعبادة.

قرَّاء الإنجيل والباحثون في تاريخ الأديان يلاحظون أن أتباع المسيح عبر كل العصور آمنوا بالمسيح رباً حياً دائم الحضور، تجسّدَ على الأرض في هيئة إنسان، وتجسده لم يلغِ لاهوته، والمسيحية من يومها آمنت وتؤمن بوحدانية الله ولا تشرك به أحداً.

 

إنما السؤال، هل قَبِلَ المسيح هذا المعتقد أم لا؟ وماذا قال هو عن نفسه؟ للإجابة عن هذا نقول:

1-  نسبَ المسيح الأزلية لذاته في أكثر من مناسبة

حين خاطب اليهود في إنجيل يوحنا 8 قال لهم: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". وهو أيضاً في ليلة العشاء الأخير مع تلاميذه خاطب الآب السماوي قائلاً: "مجّدني أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندَك قبل كون العالم".

وفي إنجيل لوقا 10 تحدّث يسوع مع مجموعة من تلاميذه بعد جولة تبشيرية قاموا بها وتمكّنوا خلالها من انتهار الأرواح الشريرة فخضعت لهم، فقال لتلاميذه: "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء"، وكان بهذا يشير إلى مشهد قديم سبق خليقة آدم حين سقط رئيس الملائكة بعد تمرُّده على الله وتحوُّله إلى شيطان. والمسيح عاين هذا الحدث وشهد بذلك لتلاميذه مؤكداً أن الشيطان ساقط ومغلوب.

2-  نسب المسيح لنفسه أنه عالم بالخفايا ونوايا الناس

في مرقس 2 وبّخ الكتبة على أفكار غير معلنة كانت تدور في قلوبهم، فقال لهم: "لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم"، وفي إنجيل يوحنا 1 تحدّث المسيح عن نثنائيل "فقال له نثنائيل من أين تعرفني؟“ فردّ عليه قائلاً: "قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت الشجرة رأيتك". فذُهل الرجل وآمن بالمسيح وصار من أتباعه.

3- أوضح المسيح أن وجوده لا يحده زمان أو مكان

كان ذلك في حديثه مع نيقوديموس قائلاً عن نفسه: "ليسَ أحد صعد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء". فهو مع أنه كان أمام نيقوديموس وبذات الوقت يقول عن نفسه أنه أيضاً في السماء، والسؤال الآن لمن اختلطت عليه الأمور: من هو الذي يوجد في أكثر من مكان في آن واحدٍ؟!!!

4- المسيح قَبلَ السجود لشخصه في مواقف متعددة

في إنجيل متى 8 سجد له الأبرص قائلاً: "يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني، فمدّ يسوع يده ولمسه قائلاً أريد فاطهر، وللوقت طهر الأبرص". ولم يعترض المسيح على سجوده له.

وفي إنجيل متى 9 جاء إليه رئيس ديني يهودي وسجد له قائلاً: "إن ابنتي الآن ماتت، لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا". فحضر المسيح وأمسك بيد الصبية الميتة فقامت في الحال. ولم يعترض المسيح على سجود أبيها له.

وفي إنجيل متى 14 كان تلاميذه قد استقلوا سفينة في بحيرة طبريا، فهاج عليهم البحر بريح عاصفة، وجاء إليهم يسوع في عتمة الليل ماشياً على سطح الماء برجليه، ولما دخل السفينة سكنت الريح على الفور فذهلوا وقاموا وسجدوا له.

وفي يوم قيامته من القبر في صباح الأحد باكراً جاءت مجموعة من النسوة المؤمنات بينهنّ مريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين... ولما وجدن القبر فارغاً اعترتهنّ الحيرة، فظهر المسيح لهنّ فجأة، ولما عرفنه اقتربن منه وسجدن له. ففي جميع الحالات لم يرفض المسيح السجود لشخصه، ولا بدّ من التوضيح هنا أن كل حالات السجود التي أشرنا إليها كانت سجود وعبادة وليس تكريماً، والدليل واضح من قرائن أخرى وردت في الإنجيل، ومنها عندما ظهر المسيح لجماعة التلاميذ بعد قيامته بثمانية أيام وكان بينهم توما لأول مرة بعد القيامة، عاتب المسيح توما على شكّه بقيامته حين لم يصدق من أخبره من التلاميذ أن المسيح قام، فخجل توما وقام من مكانه واقترب من المسيح وسجد له قائلاً: "ربي وإلهي".

5- ونذكّر هنا أن المسيح نهى عن السجود لغير الله

قال لإبليس: "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"، فهو هناك حرّم السجود لغير الله مؤكداً كذلك على وحدانية الله الذي له وحده ينبغي السجود لا لغيره، ومع ذلك قَبـِل المسيح السجود لشخصه، ويلاحظ أن هذا التعليم استمرّ في حياة رسل المسيح وأتباعه فيما بعد. والإنجيل قدّم مواقف عدّة تظهر ذلك.

ففي أعمال الرسل 10 حضر بطرس الرسول إلى بيت كرنيليوس الضابط الروماني بعد أن دعاه ليعرّفه على الإيمان بالمسيح. ولما وصل بطرس إلى مدخل البيت قام كرنيليوس وسجد لبطرس، فأنهضه قائلاً: قم فأنا أيضاً إنسان.

وفي مشهد آخر لبولس الرسول ومعه برنابا في سفر أعمال الرسل 14، فبعد أن جرت معجزة شفاء على أيديهما في مدينة لسترة لرجلٍ مقعد منذ ولادته،  فأثارت المعجزة دهشة ومشاعر الكهنة الوثنيين في المدينة، فقالوا إن الآلهة نزلت إلينا وتمثلت بالناس، وباشروا بتقديم العبادة لبولس وبرنابا فمزّقا ثيابهما. واحتجاجاً على ذلك صرخا في الجموع قائلين: "لماذا تفعلون ذلك. نحن أيضاً  بشر تحت الآلام مثلكم نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الله الحيّ الذي خلق السماء والأرض والبحر وكلّ ما فيها".

وفي سفر الرؤيا آخر أسفار الإنجيل، دخل يوحنا اللاهوتي في رؤيا وظهر له ملاك عرّفه على ما في السماء من أمجاد، وفي نهاية الرحلة أراد يوحنا أن يكرم الملاك الذي أراه كلّ هذا وأنبأه بما سيأتي على المسكونة. فراحَ يوحنا ساجداً عند قدمي الملاك، فاحتج الملاك ورفض قائلاً: انظر لا تفعل لأني عبد معك ومع إخوتك. اسجد لله. فالمسيح نهى السجود لغير الله، وإنجيله المقدس نشرَ هذا التعليم بين الناس، ورسل المسيح أطاعوا وطبقوا ذلك في حياتهم، ومع ذلك فهو قبل السجود لشخصه ولم يرفضه إقراراً منه بلاهوته، علماً أن المسيح في حياته في الأرض عُرف بتواضعه وبعده عن التعظيم والكبرياء.

ويخبرنا لوقا في ختام إنجيله عن مشهد صعود المسيح إلى السماء بعد قيامته فيقول عن تلاميذه: "وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم"، فالسجود للمسيح عملية رافقته كلّ الوقت حتى يوم صعوده إلى السماء.

وما زال المسيحيون يمارسون السجود للمسيح ويعبدونه، والإنجيل المقدس يبارك هذا ويؤيده، ويقول في رسالة فيلبيّ 2: "لكي تجثو باسم يسوع كلّ ركبة مّمن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كلّ لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب".

فهل عرفته قارئي الكريم؟

المجموعة: حزيران June 2005

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

125 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475447