Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز (يوليو) 2006

إن المتاعب في الهيكل الحديدي الذي تُبنى حوله الشخصية والطريق إلى المجد والعلياء مظلمة. وعلى من يسير فيها أن يحمل مشعل الصبر، والألم، والمعاناة، والاجتهاد حتى يتمكن من الوصول إلى نهايتها. وقد قال الشاعر العربي:

 

لا تحسبنّ المجد ثمراً أنت آكله      لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

إن الألم أداة تطهير، والآلام التي نكابدها في حياتنا هي الكفيلة بأن توجه بصرنا الروحي نحو الخبرات العليا والقيم السامية، فترتفع بنا إلى مستوى الطهارة القلبية الحقة التي هي ينبوع السعادة الروحية. فقد ذهب الفيلسوف كيركجارد في وصفه للمؤمن، فقال: ”إن الألم هو الذي يميّز الإنسان المؤمن. لأن الألم يعني العزلة الروحية، والحياة الباطنية العميقة، والشعور بالتناقض الحاد، وهو الجوّ الأوحد الذي يمكن للمؤمن أن يتنفّس فيه، وعندما يريد الله أو يوثّق علاقته مع إنسان ما، فإنه يستدعي رفيقه الأمين الذي هو الألم، وينبّه عليه أن يلاحقه أينما توجّه، ويشدّد عليه أن يلازمه كل خطواته، وهكذا يصبح الألم حليف المؤمن، ويظلّ صديقه الأوحد الذي يلازمه في حلّه وترحاله كالظلّ لا يفارق صاحبه“.

ولعل هذا ما قصده المسيح حين سأله أحدهم: ”يا سيد، أقليل هم الذين يخلصون؟“ فأجاب المسيح: ”اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق“ (لوقا 24:13).

كان نبي الله موسى أميراً لمصر، فقد تبنّته ابنة فرعون فتعلّم كل حكمة المصريين في ذلك الوقت، وكان طريق المجد والشهرة مفتوحاً أمامه على مصراعيه ليصل إلى حكم أشهر دولة في ذلك العصر. وحدث أن دعاه الله لا ليقود المصريين إلى حياة النفوذ والحروب والغطرسة، بل ليخرج شعبه ليكونوا خاصة، ويعبدوا الله في البرية بعيداً عن أصنام مصر وعبادة المصريين الوثنية في عصر ما قبل الأديان والتوحيد. فماذا حدث لأمير مصر كما وصفه لنا كاتب سفر العبرانيين: ”بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون مفضّلاً بالأحرى أن يُذلّ مع شعب الله على أن يكون له تمتّع وقتيّ بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة“ (عبرانيين 24:11-26).

نعم، إن موسى كان ينظر إلى المجازاة التي قد ينال بعضاً منها في هذا العالم لكنها أبداً لن تكتمل إلا في العالم الآتي. إنه تمخّض الألم قبل ولادة سعادة التمتّع بالعلاقة مع الله.

إن المسيحية بُنيت على استخلاص مادة السعادة والمجد من عصارة الألم والصلب. فليس العبد أفضل من سيده، ولا التلميذ أفضل من معلّمه، وعلى أصحابها أن يجتازوا نفس الطريق الذي اجتازه سيدهم مع الوعد أنهم لن يجتازوه بمفردهم كما اجتازه هو، بل سيكون هو معهم، وفي كل ضيقتهم يتضايق، وبذلك يكون نيره هيّناً وحمله خفيفاً. ولنرَ ما كتبه الرسول بولس عن المسيح الأقنوم الثاني من اللاهوت:

"الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفّعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض" (فيلبي 6:2-11).

المجموعة: 200607

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

246 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476655