Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار (مايو) 2006

اسمي متسوفوشيدا، وكنت سابقاً ضابطاً في الأسطول الياباني. ولكني منذ أن قبلت المسيح مخلصاً شخصياً لي صرت مبشراً بإنجيل المسيح.

وأود أن أروي للقارئ قصة خلاصي وكيف صرت مسيحياً.

 

كنت شاباً يابانياً عادياً يعمل في خدمة الأسطول الإمبراطوري الياباني. وقد أنفقت 25 عاماً من عمري في الخدمة كجندي مخلص لإمبراطوري الذي كنت أعتبره ربي وإلهي. ولم أسمع اسم "المسيح" بالمرة خلال أعوام حياتي السبعة والأربعين الأولى. وقد تسأل: كيف يصبح جندياً يابانياً يعبد الإمبراطور، شخصاً مسيحياً؟ والجواب: إن قوة الله هي التي جذبتني إلى المسيح.

وُلدت عام 1902 في قرية يابانية صغيرة. ولما كان عمري ثلاث سنوات اندلعت الحرب بين روسيا واليابان انتهت بانتصار وطني وبلادي. وحين سمعت قصة انتصارنا، صممت أن أصبح جندياً في جيش بلادي. وحين بلغت من العمر 18 عاماً تحققت رغبات طفولتي إذ دخلت الأكاديمية العسكرية، وتخرجت منها بعد ثلاث سنوات التحقت بعدها بالأسطول الجوي. وبعد مرور 15 سنة في الخدمة، صرت طياراً مدرّباً، إذ قضيت عشرة آلاف ساعة طيران، وصرت من أوائل الطيارين اليابانيين.

وجاء ذلك اليوم الذي لا يُنسى، حين تعيّنت فيه قائداً للفرقة الجوية المنوط بها أن تهاجم بيرل هاربر، وكان ذلك مساء السابع من ديسمبر عام 1941. وكقائد للفرقة جلست في الطائرة الأولى وقدت 360 طائرة خلفي - انطلقت جميعها من ست حاملات طائرات على بعد مئتي ميل من بيرل هاربر. وعندما وجدت أن سفن الأسطول الأمريكي رابضة في الميناء، أعطيت أمري: "هيا إلى الهجوم جميعاً". وبدأت الحرب الرهيبة!

ومنذ ذلك اليوم قمت بدور قيادي في الحرب، فأنفقت نفسي كجندي مخلص لوطني. لقد واجهت الموت عدة مرات ولكنني نجوت منه في كل مرة بمعجزة. وحين انتهت الحرب اكتشفت أن قوة غير منظورة أسندتني وحفظتني لأعيش. كنت الشخص الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من السبعين ضابطاً الذين اشتركوا في الهجوم على بيرل هاربر. فقد مات جميعهم إلا أنا.

وإذ أنظر اليوم إلى الوراء، أجد أن الله كان يطلبني قبل أن وجدته، وأنه قد حفظ حياتي لكي أخدمه. وسأروي لكم حادثتين قادتاني إلى معرفة المسيح كمخلّص لي:

الحادثة الأولى، سمعتها حين ذهبت لأقابل أسرى الحرب اليابانيين العائدين من أمريكا. وقد وجدت في قائمة الأسماء اسم ضابط كنت أعرفه معرفة جيدة. فذهبت إليه لأسأله كيف عامل الأمريكيون أسراهم في المعسكرات الأمريكية، خصوصاً أنني كنت أقوم بدور شاهد في المحاكمات التي عقدها الجنرال ماك آرثر لمجرمي الحرب اليابانيين. وقد فرح صديقي الضابط حين رآني، وأثناء حديثه معي روى لي هذه القصة:

قال: إن فتاة مسيحية كانت تحضر كل يوم إلى معسكر الاعتقال لتعاون أسرى الحرب بكل قلبها وقوتها. كانت في الثامنة عشر من عمرها وقد عملت كل ما استطاعت لتجعلنا مسرورين، سعداء ومستريحين. ولم نفهم لماذا قامت بكل هذه الخدمات لأعدائها، ولم تقل هي شيئاً. ولكنها كانت تعمل كل أعمال اللطف والصلاح لنا.. لكنها ذات يوم روت لي قصتها. قالت أن اسمها "مارجريت كوفل"، وأن أبويها كانا مرسلين مسيحيين في الفلبين. وحين غزا اليابانيون الفلبين قتلوا والديها باعتبارهما جواسيس أمريكان، ولم تسمع الفتاة عن مصير والديها حتى انتهت الحرب. وحين بلغها النبأ المؤسف أصيبت بصدمة شديدة، وقد أعمت دموع الحزن الأولى قلبها ببغضة شديدة للجنود اليابانيين، ولكنها حين أخذت تفكر فيما عمله أبواها في ساعاتهما الأخيرة أدركت أنهما كانا يصليان.. ترى ماذا كانت تلك الصلاة؟ لا بد أنهما كانا يصليان من أجل قاتليهما في تلك اللحظات، لأن قلبيهما كانا ممتلئين بالحب للبشر.. ولا بد أنهما طلبا الغفران للقاتلين. كانت هذه الفكرة هي الدافع لها لتقوم بأعمال الرحمة مع أسرى الحرب في المعتقل.

ولقد كانت هذه القصة الجميلة التي سمعتها ذات تأثير عميق على قلبي، لكم فكرت في ماهيّة تلك الصلاة التي رفعها المرسلان قبل موتهما؟ ولكني لم استطع أن أفهم طبيعة تلك المحبة التي تغفر للأعداء، ولا من أين جاءت.

واستُدعيت بعد ذلك بقليل لمقابلة الجنرال ماك آرثر في مركز القيادة بطوكيو، وعند محطة السكة الحديدية رأيت أمريكياً يوزع بعض المنشورات على المارة، وأعطاني منشوراً منها، وكان عنوانه "كنت أسيراً في اليابان"، وعليه صورة ضابط أمريكي. فقرأته وإذا فيه قصة جاكوب دي شارلز، أحد ضباط الفرقة التي ضربت طوكيو بالقنابل يوم 18 إبريل 1942. وقد قال الكاتب أن كراهيته لليابان بدأت بعد الهجوم على بيرل هاربر يوم 7 ديسمبر 1941 حين قدت الهجوم. ولشدة اهتمامي بذلك قرأت القصة كلها.

قال دي شارلز أنه بعد أن ضرب طوكيو بالقنابل وقع في الأسر مدة أربعين شهراً كاد أن يصيبه فيها الجنون من معاملة الجنود اليابانيين السيئة. غير أنه بدأ يفكر بعد ذلك: "لماذا تسود البغضة بين البشر؟" ثم بدأ يتذكر ما كان يتعلّمه كطفل في مدرسة الأحد عن يسوع الذي يغيّر القلوب ويجعلها تحب بدلاً من أن تبغض. ثم طلب نسخة من الكتاب المقدس دون أن يلبّى طلبه. ولكنهم أعطوه ما طلب أخيراً بعد إلحاح. وقد قرأ الكتاب كل يوم حتى عرف المسيح في السجن. وكما يقول الكتاب: "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً"، فإن دي شارلز تغيّر ووعد الله أنه إذا انتهت الحرب وانطلق حراً، فإنه سيعود كمبشر بالإنجيل إلى اليابان، ويروي لهم كيف عرف المسيح.

اندهشت من هذه القصة، وعرفت أن دي شارلز عرف المسيح حين قرأ الكتاب المقدس، الأمر الذي حفزني على شراء نسخة من الكتاب المقدس لكي أقرأه لنفسي. واشتريت نسخة من الكتاب المقدس، ورحت أقرأه كل يوم حتى وصلت إلى قول المسيح على الصليب: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"
(لوقا 34:23). وفي هذا رأيت المسيح المسمّر على الصليب يطلب الغفران للجنود الذين طعنوه بالحربة في جنبه.

وهنا تذكرت قصة الفتاة المسيحية "مارجريت كوفل"، وفهمت على الفور الصلاة التي صلاها والداها، فلا بد أنهما صليا: "اغفر يا رب للجنود اليابانيين لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". وقد غيّرت هذه الصلاة نفس الفتاة المرّة، وجعلتها تقوم بأعمال الرحمة والمحبة للجنود اليابانيين.

ولست أخجل أن أقول أن عينيّ امتلأتا بالدموع وأنا أتأمل بمصدر المحبة التي تغفر للأعداء، فإنها صادرة عن صليب الجلجثة.. في تلك اللحظة اكتشفت المسيح مخلص نفسي الذي أزال مني مرارة الحقد وملأني بالحب والغفران.

ومنذ أن غيّرت محبة المسيح حياتي، بدأت أبشّر متنقلاً في كل بلاد اليابان شاهداً لربي ومسيحي.

المجموعة: 200605

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

370 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10560414