Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار (مايو) 2006

ألا تساوي أعمالي الصالحة شيئاً؟

وألا يقبلني الله إن كنت قد عشت حياة صالحة؟

يعتقد كثير من الناس أنه إذا كان في استطاعتهم أن يعيشوا حياة صالحة، أو إذا كانت كفة أعمالهم الصالحة تترجح على كفة أعمالهم الشريرة فإنهم بذلك يضمنون بأنهم في طريقهم إلى السماء.

 

لقد خاب ظنهم لأن كلمة الله تعلن بكل صراحة ووضوح بأن الإنسان لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يكتسب بأعماله الصالحة الطريق إلى السماء. إن الكتب المقدسة تعلمنا بأن الأعمال الصالحة لا دخل لها بالنسبة لمن يريد أن يدخل في علاقة صحيحة مع الله، هذه العلاقة لا يمكن اكتسابها بأعمالنا، فقد عمل الله كل شيء لنا. "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 5:3).

"لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد" (أفسس 8:2-9). "ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عبرانيين 6:11)؛ "هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذي هو أرسله" (يوحنا 29:6).

لو أن خلاصنا الأبدي كان على أساس الأعمال، ويمكننا الحصول عليه بأعمالنا، لكان الله في هذه الحالة مديناً لنا بشيء (رومية 1:4-3). لكن الكتاب يعلمنا أن الله لا يمكن أن يكون مديناً لأحد بشيء على الإطلاق، وأن كل أعمال برنا كثوب عدة (إشعياء 6:64). والسبب بكل بساطة هو أن الله كامل، وأن جميعنا قد أخطأنا وأعوزنا مجد الله، أي فشلنا في أن نصل إلى هذا المستوى (رومية 23:3). إننا نحب أن نقارن أنفسنا بالآخرين، ولذلك نشعر بأننا لسنا على درجة كبيرة من السوء. ولكن الله يقارننا بالرب يسوع المسيح، فنجد أنفسنا بالنسبة له بأننا لا شيء على الإطلاق... جميعنا بلا استثناء.

وهذا يمكن توضيحه بهذا المثل: هناك في جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية جزيرة تسمى "كتالينا" تبعد حوالي 26 ميلاً عن ميناء "نيوبورت". لنفرض أن ثلاثة رجال وقفوا في يوم من الأيام على حافة رصيف هذا الميناء، واحد سكير قذر من المتسكعين في الشوارع، والثاني من متوسطي الحال، والثالث من أعلى القوم ومن الطبقة الراقية في المجتمع.

وفجأة نرى السكير يقفز من حافة رصيف الميناء ليسقط نحو خمسة أقدام داخل البحر.. فيصيح الاثنان الآخران بأعلى صوتيهما: "ماذا عساك تريد أن تفعل؟" فيصرخ الرجل الذي سقط في الماء:

"أريد أن أقفز قفزة تصل بي إلى كتالينا".

يقول الثاني، وهو الرجل العادي الذي من متوسطي الحال: "إنني أستطيع أن أفعل أحسن من ذلك". فيتقدم ليقفز، فيقفز عشرة أقدام داخل البحر، ضعف المسافة التي قفزها السكير.

أما الثالث، الإنسان غير العادي والذي من أسمى القوم، فإنه يضحك بازدراء على الرجلين اللذين قفزا في الماء. ثم يتراجع حوالي 50 ياردة ويقفز بكل قوة ليصل إلى نحو عشرين قدماً داخل البحر، ضعف المسافة التي قفزها العادي وأربعة أضعاف المسافة التي قفزها السكير. وإذا بحرس الميناء يتدخل ويخرجهم من الماء، ويسألهم عما يفعلون، فتكون إجابتهم جميعاً، إننا نحاول أن نقفز لنصل إلى "كتالينا". الإنسان العادي يفتخر بتفوقه على السكير، وغير العادي بإحرازه التفوق على الاثنين معاً لكن الضابط المسئول عن حراسة الساحل لا يستطيع إلا أن يهز رأسه صارخاً: "أيها الحمقى.. إنكم جميعاً لا زلتم بعيدين 26 ميلاً عن الهدف الذي تريدون الوصول إليه"!

مع أن الإنسان العصري يعتبر نفسه أفضل أو على الأقل مثل الآخرين، إلا أنه لا يزال بعيداً عن الهدف الذي وضعه الرب لنا. إنه من المستحيل لأي واحد أن يقفز من رصيف الميناء حتى يصل إلى "كتالينا". ومن المستحيل لأي واحد أن يصل إلى السماء بأعماله بعيداً عن الرب يسوع المسيح، وهو الذي قال: "ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي"  (يوحنا 6:14).

بقلم  جوش ماكدويل

ترجمة: نعيم عشم

المجموعة: 200605

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

113 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472482