Voice of Preaching the Gospel

vopg

شباط (فبراير) 2007

تأملت في أسباب سعادة الإنسان وشقائه، ووجدت أنه لم يستطع أن يجيب عن هذه الأسئلة: من أنا؟ ومن أين أتيت؟ وإلى أين أمضي؟ ولماذا أنا موجود؟ لكنه استطاع أن يجيب عن أسئلة أخرى منها كيف أتمتع بيومي أو أهرب منه؟ وكيف أُسعد أو أُشقي الآخرين؟ وهنا حاول أن ينظم برنامجه اليومي ويحلل الأفكار الخاطفة ويقيس الاحتمالات ويستعد للمفاجآت. إنها ”كيف“ وليست ”لماذا“.

 

والتفتّ إلى الحركة العلمية والدينية، فليس في الدين حرج. ورأيت أن البحث في عين الله إشراك. ومع هذا بحثت عن الله، فرأيت الله في نظام الكون وغموض الدين، ومصدر الأخلاق ومحدودية العلم، وجمال الطبيعة وسر الزمن، وصراع النفس وصوت الضمير. فقلت في نفسي إننا نحن البشر نتخبّط بين التخمين والمنطق وبين الذاتية واللامركزية. وهنا رأيت الله.

رأيت الله في الحروب كدواء وجراحة. ورأيت الله في كثرة المشاكل بلا سبب مقنع، والضغوط النفسية بدون داع، وتبرير التصرفات، وضبط النفس، وانفصام الشخصية، والأخطاء البشرية اللاإرادية، وإشباع الرغبات، والسعي لإراحة أو لإسكات صوت الضمير. رأيت الله في فكر الحكماء، وقرارات أرباب السياسة، وثورة الطبيعة، وعيون الأطفال، وتحديات العلم، وأقوال الأنبياء، ومثالية والدي وإنارة قلبي. وهنا ضاعت بعض الكلمات فلم أواصل كتابتها.

ورأيت عوامل الهدم والبناء، وتزايد الحاجة لرجال الأمن، والسمك الكبير يأكل الصغير، ودخان الحرائق، وآثار الزلازل، ومشكلة المخدرات، والادعاءات الكاذبة، وانعدام الرقابة على الرقابة، وتفشي المحسوبية، وقصور البشر. فقلت: هذا هو الإنسان. وهنا رأيت الله.

كل قانون علمي أو نظرية علمية لا بد أن تنطوي على علية. بمعنى أن الظواهر قد تفسر عليا وقد لا يكون علي. فمثلاً بعض قوانين علم الضوء مثلما نقول أن الضوء يسير بكذا، هذا أول قانون الضوء. وإنما يصف مسار الضوء. لكن عمانوئيل كانط يعترض على مثل هذه القوانين لأنه يريد لكل قانون علمي أن يقدم تفسيراً علياً يكشف عن علاقة بين  العلة والمعلول. أي إن التغيرات في عالم الظواهر تسير طبقاً لقانون العلاقة بين العلة والمعلول. ونتيجة لهذه العلاقة بين الجوهر والعلية تحدث تغيرات على جوهر واحد. فالجوهر شيء ثابت لكن العلية مرتبطة بتقلب الصفات على شيء ما. لا نقول إن صفة ما علة في أحداث صفة أخرى، وإنما نقول إن تغلب الصفات عليها كامنة في وجود هذا الجوهر. بمعنى آخر تغلب الصفات على الجوهر يحدث طبقاً لقواعد. ومن ثم تصور الجوهر لازم لتصور العلية، فالعلية علاقة بين حادثتين أو بين شيئين. إنها علاقة ناشئة عن فكرة فطرية أو قبلية أو عن ضرورة تجريبية أو ضرورة نفسية. وهنا رأيت الله، لأن الضرورة النفسية هي تلازم بالإدراك الحسي والتعاقب الذاتي أو الموضوعي، فالمعرفة الإنسانية معرفة موضوعية أيضاً. يوجد عالم موضوعي خارج عني ومستقل عني، لكن الانطباعات الحسية إنما هي في أساسها ذاتية. والغريب أن معرفة الله فطرية. إنها كالزمن المطلق لا يمكن إدراكه. وهنا رأيت الله.

إنما ما يسميه كانط ”أفكاراً خاصة“ لا نصل إليها في عالمنا المحسوس لكنها لا تزال طاغية علينا. ولذلك نفترض أن له وجوداً واقعياً خارجياً حين نجد أنه ضروري لحياتنا الخلقية والدينية. وهذا هو معنى المبررات العلمية، فالعالم العلمي جزء من العلم الفيزيائي والإنسان جزء من هذا العالم الذي يخضع للحتمية. وهكذا فإن عالم الظواهر وعالم الحقائق ليسا عالمين وإنما عالم واحد منظور إليه من زاويتين: ”زاوية القدرات العقلية“ وزاوية ”عالم الأشياء في ذاتها“.

إذن لا تناقض لوجود شيء لا أراه ولا يمكن معرفته لأن معرفة الإنسان موضوعية. لذلك فإن العقل العلمي لديه القدرة الكافية على الدفاع عن وجود العالم المعقول وتبريره عن طريق نظرية عملية وعلية عميقة متكاملة في الأخلاق يمكنها أن تدافع عن وجود الله وخلود النفس وحرية الإرادة.

رأيت الله في المسيح، فقلت: ”عظيم هو سر التقوى. الله ظهر في الجسد“، ورأيت الله في الصليب فنلت الخلاص والغفران. رأيت الله في الكون، فقلت: ”السماوات تحدّث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه“، ورأيت الله في المعجزات، فقلت: ”يا لعمق غنى الله ورحمته وعلمه، ما أبعد أفكاره عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء“. رأيت الله في كلمته، فقلت: ”لكل كمال وجدت حداً أما وصاياك فواسعة جداً“. ورأيت الله في أخي فأحببته وخدمته. رأيت الله في بيتي، فقلت: ”أما أنا وبيتي فنعبد الرب“. ورأيت الله في قلبي فاكتشفت الطريق والحق والحياة. و ”طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله.

المجموعة: 200702

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

164 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10561537