Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران (يونيو) 2007

”مريم التي تُدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين" (لوقا 2:8).

سبعة شياطين سكنوا جسد مريم المجدلية، وتسلّطوا عليها، وضربوها بالأمراض، ودفعوها إلى تصرفات قبيحة، حتى التقت بالرب يسوع المسيح وأخرج منها هذه المجموعة من الشياطين، فاستراحت روحياً، وعقلياً، وجسدياً، وتبعت المسيح في حياته حتى يوم صلبه، وكانت أول من رآه بعد قيامته.

 

وقبل أن نستطرد في الحديث عن شياطين المجدلية، لا بد لنا أن نتحدث عن: أصل الشياطين.

ما أصل الشياطين؟

وجود الشياطين حقيقة مؤكدة... ويبدو من قراءة الكتاب المقدس، أنهم كائنات روحية شاركوا إبليس في عصيانه ضد الخالق القدوس العظيم وأطلق عليهم الكتاب المقدس اسم "الأرواح النجسة".

وفي قدرة الشياطين أن يسكنوا أجساد البشر كما سكنوا جسد مريم المجدلية وغيرها.. كذلك في قدرتهم أن يسكنوا أجساد الحيوانات كما سكنوا في قطيع الخنازير في كورة الجدريين بعد أن أخرجهم المسيح من جسد الرجل المجنون "فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير، فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر" (مرقس 13:5).

الشياطين أرواح نجسة، يمكن أن تصيب من تسكن في جسده بالعمى، والخرس (متى 22:12)، أو تصيبه بالصرع (مرقس 20:9)، أو بالجنون (مرقس 2:5 و15)، أو بشتى الانحرافات الجنسية والنفسية والروحية.

وكان الرب يسوع يأمر الأرواح النجسة بالخروج من أجساد الناس فتخرج، وعندما قدّم الأب ابنه المصاب بالخرس والصرع إلى يسوع تراكض الجمع حوله "فلما رأى يسوع أن الجمع يتراكضون، انتهر الروح النجس قائلاً له: أيها الروح الأخرس الأصمّ، أنا آمرك: اخرج منه ولا تدخله أيضاً! فصرخ وصرعه شديداً وخرج" (مرقس 25:9-26).

وقد أعطى الرب يسوع لتلاميذه الاثني عشر السلطان على الأرواح النجسة حتى يخرجوها إذ قال لهم: "اشفوا مرضى... أخرجوا شياطين" (متى 8:10).

وستسكن الشياطين سكان العالم غير المؤمنين بالمسيح المصلوب لتجمعهم للقتال في معركة هرمجدون.

"ورأيت من فم التنين، ومن فم الوحش، ومن فم النبي الكذاب، ثلثة أرواح نجسة شبه ضفادع، فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات، تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم، يوم الله القادر على كل شيء... فجمعهم إلى الموضع الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون" (رؤيا 13:16-16).

شياطين المجدلية

والآن بعد أن عرفنا القليل عن أصل الشياطين ننتقل للحديث عن شياطين المجدلية، وقد اخترت لها أسماء.. وفي اعتقادي أن هذه الشياطين تسكن الكثيرين في هذه الأيام.. وهي سر خراب الأسر، والأفراد، والجماعات.. والسبب في سقوط نجوم لمعت في سماء الخدمة ثم تدهورت وسقطت إلى الحضيض، فإلى هذه الشياطين السبعة:

1- شيطان الخطايا الجنسية

هذا الشيطان يصوّر العلاقات الجنسية تصويراً مغرياً، ويدفع الكثيرين والكثيرات إلى الخيانة الزوجية، وإلى الشذوذ الجنسي، سواء كان شذوذ الرجل أم شذوذ المرأة، ويصور للناس أن زواج الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة يجب أن يكون مقبولاً. والرب القدوس يعلن في كلمته أن غضبه معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم... على فجور الرجال الذين اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور.. وعلى فجور النساء اللواتي استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة (رومية 18:1 و26-27).

"لا تضلوا! لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون [المأبون هو الرجل الذي يأخذ مكان الأنثى] ولا مضاجعو ذكور... يرثون ملكوت الله" (1كورنثوس 9:6-10).

2- شيطان محبة المال

هذا الشيطان سكن قلوب الكثيرين، وتغلل إلى النظام الكنسي فجعل الإنجيل تجارة تدرّ الملايين.. وغرّر بكثيرين ليقضوا حياتهم في جمع الثروة التي لا بدّ أن يتركوها يوماً لآخرين. وقد كتب بولس الرسول عن الذين خضعوا لشيطان محبة المال فقال: "وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرّق الناس في العطب والهلاك، لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" (1تيموثاوس 9:6-10).

3- شيطان الكبرياء

هذا الشيطان يتلوّن بعدة ألوان... فهناك شيطان كبرياء العلم، فيظن من يسكنه هذا الشيطان أنه يعرف ويفهم كل شيء وهو في الواقع يجهل الكثير.. وهناك شيطان كبرياء السلطة... وشيطان كبرياء الغنى، وشيطان كبرياء الجنس، وهو الشيطان الذي تسلط على عقل "هتلر" فأطلق على الألمان اسم "الجنس الآري" أي الجنس النقي الذكي... وبهذا الكبرياء قاد ألمانيا والعالم كله إلى حرب مات فيها الملايين... اذكر دائماً أنه "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أمثال 18:16).

4- شيطان القتل

قال يسوع لليهود الذين رفضوه وأرادوا أن يقتلوه: "أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتّالاً للناس من البدء" (يوحنا 44:8).

شياطين القتل تسكن أجساد الذين يقتلون الأبرياء باسم الله أو بدافع الحقد والحسد.. الله محبة ولا يمكن أن يأمر أحد بالقتل بغير سبب. وحوادث القتل التي نسمع عنها كل يوم في شوارع العاصمة واشنطن، والمدن الكبرى في أمريكا، وفي بلاد إنجلترا، وفي مصر، وفي العراق، وفي أفغانستان، وفي أسبانيا، وفي العالم كله هي بدافع الشياطين التي سكنت أجساد القتلة.. ومصيرهم نقرأ عنه هذه الكلمات:

"وأما القاتلون... فنصيبهم في البحيرة المتّقدة بنار وكبريت" (رؤيا 8:21).

أذكر أن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وكل قاتل نفس ليس له حياة أبدية (1يوحنا 15:3).

5- شيطان المسكرات والمخدرات

هذا الشيطان له تأثير رهيب... فهو يدفع من يسكن جسده إلى إدمان المسكرات والمخدرات.

"لمن الويل؟ لمن الشقاوة؟ لمن المخاصمات؟ لمن الكرب؟ لمن الجروح بلا سبب؟ لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج" (أمثال 29:23-30).

هذا ما تفعله الخمر... أما المخدرات... المارجـوانا، والكوكاييـن، والحشيـش، والهيروين، وباقي القائمة فهي توقف العقل عن التفكير السليم، وتصوّر لمن يتعاطاها عالماً خيالياً يختلف تماماً عن عالم الواقع.. وكم قضت جرعة زائدة على كثيرين من المدمنين، فماتوا في ريعان شبابهم وعزّ قوتهم وأوج شهرتهم.

6- شيطان الجمال القبيح

كيف يتفق الجمال مع القبح؟

يصير الجمال قبحاً حين تستخدمه المرأة الجميلة لإغراء الآخرين!

يصير الجمال قبحاً حين تتصرّف المرأة بغير عقل في زينتها وملابسها!

"خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل" (أمثال 22:11).

الجمال هبة الله للمرأة... وهبات الله يجب أن تُستخدم لمجده وكرامته.

7- شيطان عبادة الأصنام

عرف يوحنا الرسول أنه من الممكن أن ينحرف المؤمنون إلى عبادة الأصنام، فكتب في آخر آية من رسالته الأولى الكلمات: "أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام"  (1يوحنا 21:5).

ما هو الصنم الذي تتعبّد له في قلبك؟

المعبود هو الذي يشغل فكرك وقلبك عن محبة الله والتعبّد له.. وشيطان عبادة الأصنام يمكن أن يدفعك لعبادة صنم غير الله.

×     صنم العلم الكاذب الاسم، الذي تسلّط على عقلك بالليل والنهار، فدفعك للشك في وجود الله... وفي وحي الكتاب المقدس.. وفي حقيقة الخلق المباشر... خلق الله للإنسان بلا تطوّر وخلق العالم من العدم.

×     صنم علاقة غير شريفة تسيطر على عواطفك وأفكارك.

×     صنم عادة تضر جسدك كالتدخين... السيجارة التي لا تستطيع أن تعيش بدونها.

×     صنم تعاطي المخدرات وهو صنم انتشر وجوده في العالم كله رغم القوانين الحكومية التي تحاربه.

أخرج المسيح من مريم سبعة شياطين... وفي سلطانه أن يحرّرك من كل ما ذكرت من الشياطين...

وهذه كلمات المسيح: "الحق الحق أقول لكم: إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية... فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 34:8 و36).

فلماذا تعيش تحت عبودية الشيطان من أي نوع كان؟! آمن بالرب يسوع المسيح وهو يفتح عينيك فتتحرر من سلطان الشيطان وتنال بالإيمان به غفران خطاياك ونصيباً مع المقدسين.

المجموعة: 200706

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

344 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10539548