Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار (مايو) 2007

عندما تعلمت اللغة، كانت عبارة عن تقليد ومحاكاة وعلم. و لم أكن أدري أن لكل مجال لغته، فرجال الأعمال يتكلمون بالأرقام والحسابات، والمفكرون والعلماء يتكلمون بالمنطق والنظريات والاحتمالات، وقادة الدين يقدسون الأخلاقيات ويتشدّقون بالروحيات ويتمسكون بالممارسات، والسياسيون يستخدمون لغة التاريخ والتصنع والدهاء والسلطة والممثلون يجسمّون الخيال في حقائق والحقائق في خيالات، وهكذا دواليك. ورأيت في ذلك ما يدعو للدهشة والتسلية والخوف والتأمل. وهنا أيقظني خاطر عابر أثار فيّ تساؤلات عدة: لماذا لا نتكلم لغة واحدة في هذا العصر كلغة الكمبيوتر؟ لماذا لا يفهم الواحد الآخر بكل بساطة؟

لماذا لا نتّفق على لغة كلغة الإشارة أو الحروف البارزة؟

 

إن لغة "الكرة" بأشكالها وأنواعها، لغة عالمية يمكن أن أسمعها وأدرك تحركاتها بغض النظر عن جنسية اللاعبين. ولغة الموسيقى والفن أيضاً لغة عالمية، فأنا لا احتاج لمن يشرح لي السلم الموسيقي وأنا أتابع سمفونية ما. ولقد أصبحتْ المعارض نوعاً من أساليب التقارب بين الشعوب، فلماذا لا نفتح الباب لهذه النشاطات على مصراعيه "لغة الكلمة والتعبير عن الرأي الحرّ". أما الاستثمار والتبادل التجاري فقد أصبح لغة الانفتاح والاقتصاد الدولي. وما رأيك في المشاركات العلمية والمنح الدراسية، تلك التي أبرزت الكنوز المخبأة والطاقات المدفونة خلف الكواليس ووراء العشش الهشة. وبالاختصار أصبحت لغة التبادل الثقافي والتجاري والعلمي والتكنولوجي ضرورة لا بد منها دولياً.

وقد بقى لنا أن نتكلم عن لغة السياسة أو بمعنى آخر، ماذا لو تخلى الرؤساء والملوك عن مناصبهم أسبوعياً لمدة ساعة واحدة ليفكروا بعقلية رجل الشارع وليس المشرّع، ويحسّوا بما يجري في المحاكم بدون أعذار، ويستخدموا المواصلات العامة وسط زحمة النهار، ويزوروا الأحياء الفقيرة بدون المقدمات الرسمية، ويبحثوا عن عمل كأي عاطل يحلم بأكلة طيبة، وأن يزوروا المعابد الخالية تقريباً متخفِّين ليتحققوا من ضياع أموال الطيبين هباء. ومن لا خير فيه يرتجي إن عاش أو مات على حد سواء.  لنبرم الاتفاقات الدولية بلا تردد، ولننهِ الخلافات العالمية بالتعاون والتفاهم، ولنودّع التهديد والوعيد، فسياسة الحب واللعب، والجد والجدال والحوار هي لغة المنفعة العامة والمكاسب العالمية.

قرأت عن القنافز وكيف تبني بيوتها وغرف معيشتها تحت أقسى الظروف، فقلت لنفسي: ما أحوج الدول أن تعمل معاً كخلية نحل واحدة. إن هذا وحده طريق الأعمال المشتركة التي تبدأ بالأعمال الثنائية ولا ينتهي مسارها حتى تعمّ المسكونة كلها.

في سنة 1970 كان عليّ أن أتعلّم قيادة العجلة البخارية "جاوا-2 سلندر". وخصّصت الهيئة أحدهم لتدريبي. وبدأ الصديق الوفي بإبداء الملاحظات والتوجيهات اللازمة ما عدا كيفية توقف قاطعة الطريق السريعة. وسرنا معا في طريق ينتهي ببحيرة قارون، وفوجئت بالكارثة لو توقّفت فجأة أو انحرفت بزاوية 90 درجة. دخلت إلى شاطئ البحيرة بانحراف شديد إلى المنطقة الطينية اللينة لأنهي خطراً كان محدقاً. وسألت صديقي بعدئذ لماذا لم تعلمني فن التوقّف كما علمتني فن القيادة. إن معظم الناس تعلموا فن القيادة، والمشاكسة، والإرهاب، والقدح، والعجرفة، ولم يتعلموا بعد فن الصداقة والاحترام والمجاملة الصادقة. إنها سياسة الحوار والجوار، سياسة العائلة الواحدة ووحدة المصير، سياسة التعايش السلمي والمصلحة المشتركة. فهل آن الأوان لنتوقف هنيهة ونسير في درب الحب معاً والمحبة التي لا تسقط أبداً.

إن الله جاء إلينا في صورة إنسان "ظهر في الجسد"، وعلم الإنسان ما لم يعلم، ولقَّن ابن ادم لغة الحب والصدق والحق والغيرية لكي تكون لغة البشر، اللغة الواحدة المشتركة أو لغة السماء على الأرض. ورفض الإنسان لغة المسيح فذهب في طريقه حزيناً يبحث عن الجوهرة الضائعة بلا جدوى وينقب آباراً مشقّقة لا تضبط ماء بحثاً عن السعادة. وأعلن الرب في تجسده قضية الصليب ومجد القيامة وخطة المجيء الثاني. وكانت هذه هي نفس اللغة الإلهية الواحدة التي هي رسالة الله في كل العصور.

 إن طريق النجاح طريق واحد تتعدد دروبه، وطريق الحرية طريق صعب ومكلف تتعدد نتائجه وفوائده. إنها عملية حسابية وسياسية تبدأ بتحرير النفس، وتليين العقل، وتنوير القلب، ومشاركة الوجدان. وإن حرركم "المسيح" فبالحقيقة تكونون أحراراً. والله يهدي من يشاء وهو على كل شيء قدير.

المجموعة: 200705

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

535 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10571260