Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار (مايو) 2007

آيات ثمينة يجب أن نضعها معاً لنفهم معنى الحياة في دائرة إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.. وهذه هي الآيات الذهبية:

 

· ”فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدّموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة“ (رومية 1:12-2).

 

· ”أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح“ (مزمور 27:118).

الأغلبية من المؤمنين اختاروا أن يعيشوا في دائرة إرادة الله السامحة، بدلاً من الحياة في دائرة إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.. والذين يعيشون في دائرة إرادة الله السامحة يدخلون في شتى المتاعب والتجارب، نفسياً وفكرياً وجسدياً. ولكي يعيش المؤمن في دائرة إرادة الله الصالحة فلا بد أن يقدّم جسده ذبيحة مقدسة لله.. وأن لا يشاكل أو يحاول التمثـُّل بأبناء هذا العالم الشرير، بل يجدد ذهنه ليكون له فكر المسيح.

الذبيحة المطلوبة

ولنقرأ بتدقيق ما قاله بولس الرسول بخصوص الذبيحة المطلوبة: ”فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدّموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية“.

·  وأول شرط في الذبيحة المطلوبة هو أن تكون ذبيحة حية. الإنسان الأثيم الذي لم ينل خلاص الله بالإيمان القلبي بالمسيح المصلوب، إنسان ميت بالذنوب والخطايا (أفسس 1:2). والله لا يقبل الذبيحة الميتة... الله يطلب ذبيحة حية... ذبيحة نالت حياة القيامة مع المسيح... ذبيحة المؤمن الذي أحياه الله، وأخرجه من طين الحمأة.

·        الله يطلب ذبيحة مقدسة أي مخصصة بكاملها للرب.

·  الله يطلب ذبيحة مرضية، أي خالية من العيوب. ”وإن قرّبتم الأعمى ذبيحة، أفليس ذلك شراً؟ وإن قرّبتم الأعرج والسقيم، أفليس ذلك شراً؟ قرّبه لواليك، أفيرضى عليك... والآن ترضّوا وجه الله“ (ملاخي 8:1-9).

·  الله يطلب عبادة المؤمن العقلية، أي عبادته من كل الفكر ”تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك“ (لوقا 27:10).

·  الله يطلب من المؤمن أن يقدّم له جسده ذبيحة. والجسد يحوي النفس والروح والعقل، والحواس الخمس. ومعنى تقديم جسدك ذبيحة، عبَّر عنه بولس الرسول بالكلمات: ”كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا... ولا تقدّموا أعضاءكم آلات إثم للخطية، بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله“ (رومية 11:6 و13).

أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح

بعد أن تقدّم جسدك ذبيحة حية على مذبح الرب، لا بد أن تربط الذبيحة بوثق إلى قرون المذبح.

ولماذا يتحتّم ربط الذبيحة إلى قرون المذبح؟

لأن كثيرين من المؤمنين بعد تقديمهم ذواتهم ذبيحة للرب.. بعد عظة قوية أو تجربة نارية.. يرجعون عن تكريسهم إذ يرون أن هذا التكريس يعني توقيع حكم الموت على الذات والجسد.

حدث هذا مع ديماس زميل بولس الرسول في الخدمة... فقد ذكره بولس في رسالته إلى فليمون قبل لوقا، فقال: ”يسلم عليك أبفراس.. وديماس ولوقا العاملون معي“
(فليمون 24). وذكره في رسالته إلى كولوسي بعد لوقا: ”يسلّم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس“ (كولوسي 14:4). ثم ذكره بنغمة الأسف في رسالته إلى تيموثاوس: ”بادر أن تجيء إليَّ سريعاً. لأن ديماس قد تركني إذ أحبّ العالم الحاضر“ (2تيموثاوس 9:4-10).

هناك إمكانية أن يرجع المؤمن عن تكريسه الكامل للرب، ولذا قال الرب: ”أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح“.

فما هي الربط التي نوثق بها ذبيحة جسدنا إلى قرون المذبح؟

1- رباط التأمل في صليب المسيح

”ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي... فتفكّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلّوا وتخوروا في نفوسكم“ (عبرانيين 2:12-3).

لقد ربط بولس الرسول نفسه برباط الصليب فقال: ”وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم“ (غلاطية 14:6). وقال للقديسين في كورنثوس: ”لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً“ (1كورنثوس 3:2).

عندما تتأمل في صليب المسيح، وتعرف أنه ”مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا“ (إشعياء 6:53)، فإنك ستقول من قلبك مع المرنم:

حين أرى صليب من     قضى فحاز الانتصار

ربحي أرى خسارة      وكل مجد الكون عار

2- رباط إدراك محبة المسيح

لمحبة المسيح أربعة أبعاد سجلها بولس في كلماته: ”ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم، وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله“ (أفسس 17:3-19).

·  محبة المسيح عريضة شملت العالم كله.

·  محبة المسيح طويلة تصل إلى أبعد إنسان وتناديه أن يأتي إليه.

·  محبة المسيح عميقة تصل إلى الخاطئ الغارق في جب الهلاك وطين الحمأة وتخرجه من هناك.

·  محبة المسيح عالية ترفع المؤمنين به إلى الجلوس معه في السماويات.

حين ندرك مقاييس محبة المسيح سنهتف مع بولس قائلين: ”لأن محبة المسيح تحصرنا. إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذاً ماتوا. وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام“ (2كورنثوس 14:5-15).

يحتفظ لنا التاريخ بقصة حدثت للدكتور جورج ماثيسون الكاتب والخادم المعروف... فقد خطب فتاة جميلة... وأثناء فترة الخطبة أحسّ بتعب في عينيه فذهب إلى طبيب العيون الذي قال له:

”يؤسفني أن أخبرك أنك ستفقد بصرك كلية في خلال ستة شهور! خرج ماثيسون من عند الطبيب والدنيا تدور به، واتّّجه إلى منزل خطيبته لينقل لها الخبر، علّه يجد في حبها له العزاء والسلوى... قال لخطيبته: ”هل تقبلين الزواج من رجل أعمى؟“ قالت: ”ولكنك تبصر يا جورج“. قال: ”بعد ستة شهور سأفقد بصري بالكامل. هذا ما قاله الطبيب“. وفي برود خلعت الفتاة خاتم الخطبة من إصبعها وهي تقول: ”خذ خاتمك، فلم أتصوّر قط أن أتزوّج برجل أعمى. خرج جورج من بيت الفتاة حزيناً يائساً.. وفي الطريق سمع صوت ترنيم آتٍ من كنيسة.. دخل الكنيسة، وكانت الرسالة: ”نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً“ (1يوحنا 19:4). وتكلم الراعي عن عظمة محبة الله التي تنادي، وتحتضن، وتريح الخطاة.. وفي تلك الليلة آمن جورج ماثيسون بالمسيح رباً، ومخلصاً، وبعد وقت قصير كتب ترنيمته المعروفة:

”أيتها المحبة التي لم تتخلّ عني

ها أنا أضع نفسي المتعبة على كتفك

وقد استخدم الرب جورج ماثيسون في خدمة واسعة.

اربط ذبيحتك بالتأمل في محبة المسيح.

3- رباط قراءة كلمة الله وحفظها في قلبك

استخدم يسوع كلمة الله حين جرّبه الشيطان في البرية إذ قال له: ”مكتوب“، ”لأنه مكتوب“، ”اذهب يا شيطان لأنه مكتوب“ (متى 4:4 و6 و10).

فإذا كنت لا تقرأ الكتاب المقدس، وتحفظ آياته، فكيف تستطيع أن تقاوم تجارب إبليس وتستمر في تكريسك لله؟! كتب بولس الرسول إلى تيموثاوس عن الكتاب المقدس قائلاً: ”وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكِّمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع. كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر. لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهِّباً لكل عمل صالح“ (1تيموثاوس 15:3-17).

لكي تكون كاملاً متأهباً لكل عمل صالح يجب أن تقرأ، وتتأمّل، وتحفظ كلمة الله.

إن كلمة الله ستربطك بقرون المذبح، وتحفظك من التراجع عن تكريسك الكامل للرب، وتعطيك الغذاء الكامل لروحك ونفسك.

4- رباط النظر إلى المجد العتيد

لكي تستمر في حياتك المكرّسة للرب، ركّز عينيك في المجد العتيد.

·  هذا ما فعله بولس الرسول، فقال: ”فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا“ (رومية 18:8).

·  وما فعله إبراهيم، ”بالإيمان تغرّب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكناً في خيام مع إسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه. لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله“
(عبرانيين 9:11-10).

·  وما فعله موسى، ”بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون. مفضّلاً بالأحرى أن يذلّ مع شعب الله على أن يكون له تمتّع وقتي بالخطية. حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة“ (عبرانيين 24:11-26).

فلكي تستمر في تكريس جسدك ذبيحة لله، اذكر دائماً كلمات بولس الرسول: ”لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوماً. لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى بل إلى التي لا تُرى. لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية“ (2كورنثوس 16:4-17).

فأوثق ذبيحة جسدك بربط إلى قرون مذبح التكريس حتى لا ترجع إلى الوراء.

المجموعة: 200705

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

223 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10555979