Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول (ديسمبر) 2008

للنجوم رسالة روحية سامية إذ يقول المزمور: "إذ أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوّنتها، فمن هو الإنسان حتى تذكره أو ابن آدم حتى تفتقده!“ ثم يستطرد منشداً: "السموات تحدّث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه". لكن، وإن كانت رسالة النجوم عامة مجيدة فإن مهمة نجم المشرق لهي أمجد! فإن النجوم عامة تظهر مجد الله في حكمته وجمال صنعه، أما نجم المشرق فيبرز مجد الله في محبته واتضاعه. النجوم بصفة عامة تعلن الله الخالق، أما ”نجمنا“ فيشير إلى الإله المتجسد. ومع أن النجوم صامتة، لا صوت لها ولا كلام، لكن ”إلى أقصى الأرض خرج منطقهم“... حتى إلى بلاد المشرق حيث جذب النجم المجوس إلى يسوع، وهذه هي مهمة رابح النفوس الذي:


1- يعلن الإيمان
”رأينا نجمه"! هذا ما يردد صداه يوحنا الرسول بالقول: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا“. وبطرس يشدو برؤى التجلي قائلا: "رأينا مجده في الجبل المقدس". هناك فرق بين الرسالة الصامتة وبين الإنكار أو الصمت المطبق... بين الرسالة المكتومة والرسالة المكتوبة كما قال المسيح: "مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ".
"رأينا نجمه"...
هل للناس رؤية مجيدة للمسيح بواسطتنا؟ لقد تميّز نجم المشرق بعدة ميزات يجدر بالمؤمن الكارز أن يتحلّى بها:
أ-  كان النجم عالياً: كعادة النجوم
يجب على المؤمن أن يكون عالياً في اختباره وروحانيته ليربح نفوساً للرب. فقد "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات". نحن نعيش في الأرض ولكن "سيرتنا هي في السماويات، ثم:
ب- كان النجم واضحاً
وإلا لما استطاع المجوس رؤيته. هل رسالتنا غامضة أم واضحة، بسيطة أو معقّدة؟ أراد يسوع أن يعلّم الناس عن العناية الإلهية فضرب لهم مثلاً واضحاً جداً لكنه كعمق اليمّ "انظروا إلى طيور السماء… انظروا إلى زنابق الحقل"، وأيضاً:
ج- كان النجم مميَّزاً
يوجد في الكنائس مؤمنون كثيرون، لكن ما أقلّ المثقَّلين منهم بربح النفوس! ويوجد خدام للإنجيل بالمئات، لكن ما أقل رعاة النفوس. وعلى رابح النفوس أن يكون كنجم المشرق الذي:
2- يصل إلى كل مكان
حتى "في المشرق". ومما يدهشني أن الأديان السماوية نزلت في شرقنا المبارك. والتعليلات متعددة في هذا المجال، ربما لأن الله يعرف مدى استعدادات البشر، أو لأنهم أكثر تعاطفاً وعطفاً، أو لأنهم كانوا ينتظرون النجم الإلهي - وكعلماء يتوقعون إعلان الآلهة لهم. "رأوا نجمه في المشرق"، وينبغي أن يرانا الناس ليس فقط في المشرق بل وفي كل مكان "وإلى أقصى الأرض"، في نطاق العائلة، والمحيط الاجتماعي، ثم في مفارق الطرق والسياجات، ولنوسّع دائرتنا لتشمل الشارع والمدينة، بل ”إلى العالم أجمع“، "وتكونون لي شهودًا".
كان اسطفان بسكون يخدم بأمانة في مدرسة الأحد إذ ظل لثلاثين عامًا في ذلك الجهاد العظيم. فقد أقام 1314 مدرسة أحد جمع فيها 71000 معلمًا. وكان سر نجاح خدمته ما روي عنه أنه بعد أن خدم الرب بنشر بشرى الخلاص الإلهي، قصده أحد الأغنياء في المشرق لكي يتخذه شريكًا له في شراء الأراضي لزيادة ثروته، فلم يكن لهذه التجربة أدنى تأثير على ذلك البطل الروحي. ثم مضت السنون منذ أن افترقا، ولما التقيا أنبأه ذلك الغني أنه ربح من الأراضي التي اشتراها في تلك السنين 50000 ريالاً. عندئذ أخرج بكسون كتاب أعماله وأبان له منه أنه جمع في تلك السنين 50000 ولداً إلى مدرسة الأحد، وقال بصوت النصر والظفر: لا أرغب في الثروة ولا أشتهي الفخر الدنيوي.
فما أعظم ذلك المرسل الذي كرز كالنجم وعاش وجاهد حتى الدم. إن رابح النفوس كارز صامت. وهو أيضًا:
3- يؤثر في الكيان
إن القول الكريم "أتينا لنسجد له" يحمل لنا أعمق مغزى. أما ذلك الاختبار المجيد "فرحوا فرحاً عظيمًا" فيشير إلى أكثر من معنى. هذا هو التأثير المزدوج للكارز المخلص إذ أنه في البداية دفعهم للسجود ثم ألهب فيهم جذوة الفرح... فالتأثير المبدئي كان للتعبد والثاني للتعمّق... الأول قبل مشقة السفر والأخير بعد تكملة المشوار... كانت الفاتحة دعوة ونداء وكانت الخاتمة استجابة وعزاء!!!
كانت إحدى السفن تغرق في نهر التايمز، وبعد أن أنقذ البحارة أحد الرجال الغرقى - الذي بدأ يشعر بالبرد لأن ملابسه كانت مبللة وقواه منهكة - طلبوا منه أن يمسك بالمجداف ليجرّ شخصًا آخرا. وهكذا بدأ محاولاته وأخذ يشعر بالدفء!
ما لنا نشكو الفتور والضعف؟ ليتنا نبدأ بربح النفوس التي مات المسيح لأجلها. ثم إن نجم المشرق،
4- يدعم الإعلان
"وقف حيث كان الصبي"! فالكارز المثالي هو الذي يأتي بنا إلى المسيح. لقد جاءوا إلى أورشليم ولم يكن يسوع هناك ولم يكن هذا هو المكان الذي وُلد فيه ملك الملوك حيث النعرة الدينية والقوة السياسية. لقد كان هناك رؤساء الكهنة ومجمع المناقشات الكتابية... لكن لم يكن هناك متدين محب للرب. كان هناك ملوك كهيرودس الذي لم يهتم إلا بالمُلك والعرش والتاج، فحطّم الطفولة وأهان الرجولة. أليس هذه صورة مصغّرة للكنيسة التي تطرد يسوع وتُبقي العقائد، تُظهِر المعرفة وتَنكُر المسيح؟ إن النجم اللامع لا يترك النفوس عند هيرودس أو في قبضة رؤساء وقادة الدين بل يحضرهم إلى رئيس نفوسنا وأسقفها يسوع المسيح.
دعا الرب إبراهيم لكنه بسبب العواطف والعلاقات العائلية ظلّ في حاران عشر سنوات ضاعت من حياته الروحية وتقدُّمه في النعمة، لكنه لما جاء إلى كنعان نال النعمة الموعود بها. ونحن لا يتحقّق لنا المجد الروحي إلا بالتقدّم إلى شخص المسيح ونعمته.
"وقف (النجم) حيث كان الصبي"، ظهر لكي يعلن عن المسيا وها هو يرشد إليه. إن رسالتنا في أورشليم ناقصة لكنها تكتمل في بيت لحم - بيت الخبز، بيت التواضع والمحبة المتأنسة.
تأثرت بشدة وأنا أرافق وليم ساندي خلال اختباره المجيد ورؤياه العجيبة في كتاب الكتب عندما قال:
منذ أربع وعشرين سنة، بصحبة الروح القدس مرشدي… أدخلني غرفة النبوءة حيث آلات الرصد - كبيرها وصغيرها - لرصد الكواكب بعيدها وقريبها، وفي رصدها كوكب الصبح المنير رأيته يتلألأ لخلاصنا فوق تلال اليهودية المقمرة، حيث الرعاة متبدّون يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، فآمنت بأنه وُلد لي ليغفر خطاياي ويوفي العدل الإلهي على الصليب عني… وأخيرًا في روعة ولهفة وشوق، أدخلني قاعة العرش في سفر الرؤيا حيث بهرت نظري الأمجاد تتلو بعضها بعضًا… وامتدّ بي البصر فرأيت الملك جالسًا على عرشه يحيط به السرافيم والكروبيم والمجد كله الذي يعجز اللسان عن وصفه. حينئذ أحنيت ركبتى، ثم رنّمت ورنّمت معي الأجناد السماوية، وليتك ترنم معي:
 بقوة لاسم يسوع أشدو وأنشد
دعوا الملائكة تجثوا وتسجد
 هاتوا له التاج الذي جل عن المثل
وتوّجوه وحده ربًا على الكل

المجموعة: 200812

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

126 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472164