Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني (يناير) 2008

الوحي والكتب السماوية، أو الإعلان المكتوب والرؤى الإلهية، أو الكشف الروحي والتجلي الرباني، يتضمن الإنزال أو الإعجاز والكلام السامي، أو الإحساس بالحضرة والقدرة، أو الفقدان والذوبان في الأجواء السماوية، أو الاندفاع والارتفاع إلى مصاف الأنبياء، أو الوجود تحت تثقّل روحي يخضع المرء إلى ما نسميه بالوحي الإيحائي، أو تلقّي رسالة وإنذاراً لإنهاض الروح. وهنا نتساءل: هل الوحي نفحة من الخالق أو تنفس الله في الأنبياء؟ أو أنه خضوع الإرادة البشرية للتصرف الإلهي؟ والمهم هنا هو أداة الوحي وفحوى الإنزال وكيف يمكننا أن نميّز بين ما الموحى به وما يظنه الناس وحياً؟ إنه توافق لاإرادي بين اللامنظور والمنظور إن أردنا أو لم نرد. إنه إبلاغ الحق الإلهي للبشر بواسطة الروح القدس في أفكار وقلوب أشخاص مختارين. إن الوحي يتطلب أولاً سيطرة الله وسيادته، والتسليم البشري الكامل، والأمانة في النقل، والموضوع المباشر للمكتوب الإلهي والفئة المعنية بتدخّل صاحب السلطان المطلق. فالوحي إلهام مستمدٌّ من الله وشهادة الله عن نفسه.

 

وهنا نرجع إلى الأساليب الإلهية المستخدمة في البث الإلهي أو إبلاغ المعرفة الفائقة الإدراك للمخلوق المحدود. في التوراة والإنجيل مثلاً يرينا أن "الروح (الروح القدس) شهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها"، ولذلك "تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس". ويأتي هذا الاختيار الفائق بأن يلمس الرب فم البشر "جعلت كلامي في فمك". ومن هنا يردّد النبي قولاً لا نفهمه كثيراً مع أننا نحسّ بتأثيره في الضمير والعقل والكيان الداخلي "هكذا قال الرب"، ويتكلم من روح العلي، فينتاب السامع شعوراً بالوقار، والتبكيت، والتعزية، والاهتمام، والتجاوب، والبكاء، والصبر، والرجاء، والسلام. إن الوحي هو وصايا الرب بإرشاد الروح القدس. وبالاختصار هو نفسه مصدر الوحي، وليس للعنصر البشري دور رئيسي فيه. هذا هو خضوع الطاقة البشرية لكي تستجيب للغاية الإلهية. ونتيجة لذلك فإن أشخاص الكتاب المقدس لم يتكلموا باسمهم الشخصي أو إنتاجاً لأفكارهم وآرائهم الخاصة.

وهنا نصل إلى مقولة هي موضوع اختلاف بين الفقهاء وذوي الألباب عن المقصود بالتنزيل أو الوحي المكتوب. هل هو تنزيل بالنقطة والحرف والصورة المرئية، أو بالفكرة، والصلاحية، والتفهم، والتفتّح، والتميُّز  والتفرُّد النبوي، والعلاقة الخاصة بين الموحى منه والموحى إليه؟ إننا نجد في السجل الإلهي القديم والجديد إشارة إلى إعلان الله أو حجب هذا الاعلان، إلى الإملاء أو المحاورة، إلى كشف الحجاب عن النبي أو ضرب الأمثال، إلى الوقوع في سبات عميق أو أحلام اليقظة أو رؤى الليل أو أضغاث أحلام. إن هذا كله يختلف تماماً عن الإيحاء أو وحي الشعراء أو إلهام المحبين، فإن صنعة البشر بشرية أما إعلانات الله فهي سماوية. إبداعات البشر هي قبس من نِعَم الله، أما الوحي الإلهي فهو مصدر خلاص وشفاء للنفس البشرية التي أحبها الله وجاء المسيح لأجلها.

والسؤال الآني الذي يطرح نفسه هو كيف نميّز الوحي الصحيح من الوحي المفتعل؟ منذ أسبوعين حصلت على تصريح من رئيس دائرة الشرطة بسان فرانسيسكو لزيارة سجن سان فرانسيسكو العام ضمن خطة التوعية والثقافة الدينية بالمدينة. قادتني الظروف لزيارة أحد المعروفين لديّ هناك وتبادلنا حديثاً ودّياً قصيراً، لكن وجدته التزاماً عليّ أن أتأمل معه في مزمور 91 لداود النبي ككلمة اطمئنان وبُشرى طيّبة للنفس المحطّمة. سردنا أولاً أربعة أسماء الله: "العليّ" الذي يلاحظ ويحرّك كل البشر. ثم تدرّجنا إلى "القدير" ومعناه إله المعجزات الذي لا يعسر عليه أمر ما. وقادنا الحديث إلى الاسم "الرب" أي السيد والمتسلط في مملكة الناس. وتلا ذلك الاسم "الله" وهو الاسم الديني لله عزّ وجلّ. إن الله أقرب إليّ من نفسي وحلاّل جميع معضلات حياتي. وسردنا المزمور عدة مرات بالإنجليزية حتى قرأنا "لأنك قلت: أنت يا رب ملجأي" والتي تفيد بالمعنى ”لأنك أحببتني“، ووجدنا سبع امتيازات:

”لا يلاقيك شراً،

ولا تدنو ضربة من خيمتك،

يدعوني فأستجيب له،

معه أنا في الضيق،

أنقذه وأمجده،

من طول الأيام أشبعه،

وأريه خلاصي".

 وعلت الابتسامة والارتياح قسمات وجه صديقي. لقد فعلت كلمة الله ما لا يمكن لكتاب التاريخ أو الجغرافية أو العلوم أو الفلسفة أو علم النفس عمله.

المجموعة: 200801

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

67 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476107