Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز (يوليو) 2008

كثيراً ما يهتمّ المرء بما يقوله الناس ويودّ معرفة ما يتفوّه به الآخرون عنه أو رأيهم فيه، ولو على سبيل حبّ الاستطلاع، أو تجنباً للانتقاد، أو تحسباً للأقدار، أو رغبةً في الثأر والردّ عليهم، حتى أن المسيح نفسه سأل تلاميذه: من يقول الناس أني أنا ابن الانسان؟

وحمل الجواب عدة آراء. يقولون إيليا الرجل الناري، الخائف الجريء، الأمين المتوّج، صديق عوبديا التقي، رسول الله إلى أخآب الجشع، مبيد أنبياء البعل، رجل الصلاة والسماء، رائد النهضة الروحية "الرب هو الله".

 

وفي جواب آخر، يقولون إرميا النبي الباكي، الدامع الشاكي، المتواضع المقاوم، المسجون المنتصر، مجالس الملوك وعدو الكهنة، الولد الذي أسيء فهمه، والمواطن المُفترى عليه. وصرّح الرب له بالقول: لا تقل إني ولد. وآخرون قالوا: إنك يوحنا المعمدان لأن المعمدان كان البريء الخشن، المتوحّد المعتكف، ساكن البيداء وواعظ العراء، الصوت الصارخ في البرية والنذير الممتلئ بالروح القدس، الذي نادى بأعلى صوته: ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص.

وأخيراً قال البعض: ”أو واحد من الأنبياء“. وعندما لا يجد الجاهل شيئاً فإنه يتفوّه بأيّ شيء، فربما هو النبي الذي أشار إليه موسى النبي. إن هذه الفئة من الناس قوم يقرأون السطر من آخره. وكم من ظن خرّب بيوتاً وشرّد أطفالاً. لذلك لا تضع يداً على أحد بالعجلة.

ماذا يقول الناس؟

فالقول الحسن بالميزان، والقول الرديء بالقنطار!

قول الحكماء كالمناسيس، وكلام الجهال كالريش!

قول العلماء مبني على الأصول والوقائع، أما قول السفهاء فمصدره الإشاعات والكذب!

قول الناس متواتر أو منقول، أما قول الأتقياء فبعد فحص وتدقيق.

لذلك لا تقبل شكاية على شيخ ورئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً.

وماذا أيضاً قالوا عن المسيح؟

ألم نقل أنك سامري وبك شيطان..

هذا لا يخرج شياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين..

أليس هذا هو يسوع بن يوسف. فكيف يقول هذا أني نزلت من السماء، ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت؟

خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها.

إنهم أبناء الحية القديمة وسلالة قايين العقيمة، وذرية الخطية اللعينة، شركاء إخوة يوسف في الجريمة، وخريجو مدرسة الإسخريوطي الرجيمة. تهمهم الأمور المادية، والبورصة التجارية، والتهم الجنسية، والقصص السرية، والمشاكل الضريبية.

ماذا يقول الناس؟

قد يقولون ”أوصنا في الأعالي“، وقد يقولون ”أصلبه، أصلبه“، نفس الناس ونفس الأشخاص، فالطبع الحيواني يغلب التطبع الإنساني أحياناً، فيقتل الأخ أخاه، والأصل الترابي يسود على الاكتساب البيئي، فيقلب المعايير ويصبح النذل شريفاً والبريء مجرماً، والصفحة البيضاء قد تلوّثها أيدي المربّين فيطلع النبات معوجّاً، والكلاب على أشكالها تقع.

قالوا: المشكلة في اللسان.

قلت: المشكلة في أصل الإنسان.

قالوا: المشكلة في المجتمع.

قلت المشكلة في العرف المتبع.

قالوا: المشكلة في الأفواه والكلمات المتقاطعة.

قلت: المشكلة في الآذان السامعة.

قالوا وقلنا فالأقوال تنتشر، كالرعد... كالسم... كالنار تستعر. يوما سيقطع رب العرش ألسنة باتت تدمر خلق الله والوعر.

وأنت ماذا تقول عنه؟

ماذا تقول ملائكة المذود وفجر القيامة، شياطين القبور والبشر، قبة السماء والأرض الغبراء، الأنبياء القدماء الصغار والكبار، الأبدية بنعيمها وجحيمها، الطبيعة المحتجة والطبيعة المحتجبة. إنه المسيح ابن الله الحي، هدف النبوات وفاتح السماوات، موضوع المعلنات ومعضلة الديانات، أعلى الهامات ومعجزة الدهريات، صانع الرجالات ومهدي التائهات، إنه المسيح.

سُئل دانيال وبستر السياسي الأمريكي المشهور بتقواه: كيف يكون المسيح إلهاً وإنساناً معاً؟ فأجاب: لا أقدر أن أعرف ذلك. وإن أمكنني أن أعرف ذلك أكون مثله إلهاً، وأنا أريد إلهاً أعظم وأكبر من عقلي. حقاً إن سرّ التجسّد أعلى من عقولنا المحدودة.

المجموعة: 200807

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10559334