Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران (يونيو) 2008

يعلمنا الكتاب المقدس عن تأثير الخطية وخطورتها بأنها ”طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء“ وهي وصمة عار لجميع الشعوب كما هو مكتوب: ”البر يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطية“ (أمثال 34:14). فقد تبدو الخطية جذّابة وحلوة ولذيذة في بدايتها لكنها مرة وقاسية في نهايتها.

 

وقف أحد الرّعاة يتكلم عن الخطية ويهاجمها بشراسة. وفي نهاية الاجتماع بعد أن انتهى من الوعظ،  قال له أحدهم:

”حقاً إن عظتك جميلة ورائعة، لكنك تكلمت عن الخطية بوضوح وصراحة على مسمع من أولادنا. كان ينبغي أن تستخدم كلمة خطأ بدلاً من كلمة خطية“.

قال له الراعي: ”لنذهب ونشتري زجاجة سْترِكنين - وهو سمّ قاتل وفتاك للفئران - ونبدل اسمها بـ زيت النعناع على أن نحتفظ بمحتوياتها. ماذا يحدث لو فعلنا ذلك؟“

أجاب: ”هذا خطر كبير لكل من يستخدمها كزيت النعناع وسيموت فوراً“.

فأجابه الراعي: ”هكذا الخطية، لا يصحّ إلا أن نصفها كما هي بوضوح وصراحة. لتناول شخصية شمشون بن منوح في العهد القديم في سفر القضاة 13-16). عندما تقرأ عن هذا الرجل تصاب بالدهشة. إذ كيف لرجل جبار بأس هزم ألف شخص دفعة واحدة بفكي حمار، وشقّ الأسد إلى نصفين أن يحدث له ما حدث؟ كان سر قوته هو أنه نذير للرب. لكننا نستخلص من سيرته كيف أن الخطية أحاطت به بسهولة إذ بدأت بأوتار طرية وانتهت بسلاسل نحاسية. نعم، كانت الأوتار طرية ناعمة، وانتهت بسلاسل نحاسية قاسية وقوية. إنه لأمر غريب أن تسأل دليلة شمشون: ”بماذا توثق لإذلالك؟“

 فيجيبها: ”إِذَا أَوْثَقُونِي بِسَبْعَةِ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ، أَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ“.

فقالت له دليلة: ”هَا قَدْ خَتَلْتَنِي وَكَلَّمْتَنِي بِالْكَذِبِ، فَأَخْبِرْنِيَ الآنَ بِمَاذَا تُوثَقُ؟“ ثم قالت: ”كَيْفَ تَقُولُ أُحِبُّكِ، وَقَلْبُكَ لَيْسَ مَعِي؟ هُوَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَدْ خَتَلْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ الْعَظِيمَةُ“.

وَلَمَّا كَانَتْ تُضَايِقُهُ بِكَلاَمِهَا كُلَّ يَوْمٍ وَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ، ضَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمَوْتِ، فَكَشَفَ لَهَا كُلَّ قَلْبِهِ، وَقَالَ لَهَا:

”لَمْ يَعْلُ مُوسَى رَأْسِي لأَنِّي نَذِيرُ اللهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، فَإِنْ حُلِقْتُ تُفَارِقُنِي قُوَّتِي وَأَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَأَحَدِ النَّاسِ“.

هذه هي الخطية: تبدأ مُلحّة إلى أن توقعك في براثنها وأنت تقول لها: ”على الرحب والسعة“.

ثم اعترف لها شمشون بالسر... اعترف بسَّر الله له وهو نائم على ركبتَي الخطية، قال: ”إني نذير الرب“. ويبدو أن شمشون قالها وهو غير مدرك خطورة الموقف، فقد سكر من الخطية إلى أنه نسي أن ذلك هو سر من الله له. وهكذا أنت،  إذا ابتعدت ونسيت أنك ابن لله فسهل عليك أن تسقط!

لقد أفشى السر وهو نائم على ركبتيها وأذلته حقاً. فقلعت عينيه وراح يجرّ طاحونة السجن كالحيوان وهو أعمى. يا له من إذلالٍ وكرامة ضائعة!!!

إن كان سر قوة شمشون هو لأنه نذير الرب، أما نحن فسرّ قوتنا هو الرب نفسه. وعندما نبتعد عنه نأكل الخرنوب ولا نجاة!  لذا فأين قوتك يا جبار البأس؟

عزيزي، إن كنت مكان شمشون فعليك الرجوع قبل أن تُقلع عيناك، أو تفقد كرامتك وتذلّ منها، لأن الباب مفتوح الآن.

فاذكر من أين سقطت وتب، وقل مع الابن الضال التائب الراجع إلى أبيه: ”أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ... وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اجعلني كأحد أجراك“ وثق تمام الثقة أنه يقبلك، ولكن لن يجعلك كأجير. بل كابن لابساً أحلى الثياب وجالساً معه في العرس. ليباركنا الله ويجعل عيوننا مفتوحة دائماً ويقظين من الأوتار الطرية قبل أن تقودنا إلى سلاسل نحاسية! ولإلهنا كل المجد إلى الأبد أمين.

المجموعة: 200806

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475878