Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار May 2010

السؤال: كثُر الطلاق في هذه الأيام... ماذا تقول لشخص يطلبه؟ وهل توافق أن ينفصل الزوجان بدون طلاق؟

إذا وُجدت علة الزنا يحق للطرف البريء إعفاءه من استمرار العلاقة الزوجية مع الشريك الخائن "وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي" (متى 9:19). لكن البريء يمكن أن يسامح المخطئ، إذا تاب، وتستمر الحياة الزوجية.

ويقول الكتاب إن "الَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ" (متى 6:19). فما لم يجمعه الله يمكن أن يفرقه الإنسان. فلو أن طرفاً مؤمناً تزوج بشريك غير مؤمن فهذا لم يجمعه الله، لأن كل شريك ينبغي أن يكون نظير شريكه "وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ" (تكوين 18:2). ولكن الشريك المؤمن يجب ألا يفارق. "وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، فَلاَ تَتْرُكْهُ. لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ. وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. وَلكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هذِهِ الأَحْوَالِ، وَلكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ" (1كورنثوس 13:7-15). أما غير المؤمن فيفارق إن شاء. من هذا أرى أن الطرف البريء له الحق أن يتزوج لكن لا يسعى إلى الطلاق. والأفضل أن يعطي المؤمن شريكه فرصة أخرى إنِ استطاع.

وانفصال الطرف البريء عن الطرف المذنب لأجل ملكوت السماوات، أقلّ ضرراً من الطلاق، فهناك من منعوا أنفسهم عن الزواج لأجل ملكوت السماوات، "لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ" (متى 12:19). لأنه ليس جيداً أن يكون آدم وحده، ولا حواء وحدها.. لكن المؤمن يتنازل عن الزواج إن رأى في هذا طاعةً لدعوة إلهية، أو فائدة شخصية.

وأعتقد أن الزوجين المتخاصمين يجب أن يدرسا مشاكلهما مع رجل دين أو ناصح تقي يقدم النصيحة التي تعمل على لمِّ شملهما إن استطاع، وذلك من أجل الأولاد، ومن أجل إعطاء الزوجين فرصة للمّ الشمل.

ما رأيك في الإجهاض عموماً؟  وخصوصاً إن أظهر الفحص الطبي أن الجنين معوَّق أو مشوّه؟

إجابة هذا السؤال ليست سهلة، لهذا سأقدّم النص الكتابي المتعلّق بها، ثم أذكر ثلاث حالات: اثنتين حدث فيهما إجهاض، وفي الحالة الثالثة لم يحدث إجهاض.

يقول الكتاب: "أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ... فِي يَدِكَ آجَالِي" (أيوب 5:14؛ ومزمور 15:31). فليس من حق مخلوق أن يحدّد مواعيد مخلوق آخر.

أما الحالة الأولى التي حدث فيها إجهاض فيرويها رولاند بينتون، أستاذ تاريخ الكنيسة بجامعة ييل بأمريكا في كتابه "الحب والجنس والزواج في تاريخ الكنيسة". قال إن الكنيسة الأولى واجهت مشكلة هي أن أكثر المؤمنين من الرجال كانوا من طبقة العبيد، بينما كانت أكثر المؤمنات من النساء من طبقة الشريفات. ولما كان المؤمن يجب أن يتزوج معيناً نظيره (أي يناسبه) تزوجت المؤمنات الشريفات رجالاً مؤمنين من العبيد. وكان القانون المدني يفرض أن يحمل الطفل وضع والده الاجتماعي. فرأت الكنيسة وقتها أن تجهض المؤمنة الشريفة جنينها حتى لا يرث عبودية والده، على أن يتمّ الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، ظناً منهم أن الروح تدبّ في الجنين بعد ثلاثة شهور من بدء الحمل. لم تكن عندهم معلومة طبية صحيحة كما عندنا اليوم بأن الجنين كائن حيّ من أول لحظة وجوده.

أما الحالة الثانية التي لم يحدث فيها إجهاض فقد قرأت عنها قصة حقيقية نشرتها مجلة "ريدرز دايجست" عن طبيب في أمريكا دُعي لتوليد سيدة مات زوجها حديثاً، تاركاً لها 12 طفلاً، والطفل القادم سيكون رقم 13. ووجد أثناء توليدها أن ساقَي الطفل القادم ليستا متساويين، فتردد لحظة في أن ينقذ الأم من رعاية طفل معوّق، وينقذ الوليد من سخرية زملائه في المستقبل في المدرسة.. ولكنه أخيراً قرر أن يعطي الطفل فرصة الحياة. ورفض أن يتقاضى أجراً على مجهوده في ولادة الطفل. واعترافاً بالفضل أطلقت الأم على الوليد المعوّق اسم الطبيب المولّد.

ومضت السنوات نسي فيها الطبيب هذه القصة. ورُزق الطبيب بحفيد أصابه مرض نادر في عينيه لا يعرف الطب له علاجاً. ثم سمع الطبيب المولّد أن طبيب عيون وجد علاجاً لمرض عينَي حفيده، والغريب أن اسميه الأول والثاني كانا يشبهان اسميه الأول والثاني. وعندما أخذ حفيده للطبيب وجد أن ساقَي طبيب العيون العبقري ليستا متساويين!

أما الحالة الثالثة فهي أن شابة غير متزوجة كانت تحمل جنيناً عمره ثلاثة أشهر. وكان والد الطفل من حظيرة أخرى، وطلبت نصيحتي: هل تجهض الجنين؟ فوعدتها أن أصلي من أجلها. وأُجهض الجنين من ذاته بدون تدخّلٍ بشري!

المجموعة: 201005

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

427 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10473985