Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران June 2010

تختلف نظرة المجتمعات إلى المرأة بحسب حضارتها وثقافتها وعقائدها. فالبعض رفعها إلى مصاف الآلهة وهذه هي النظرة المادية الجنسية. والبعض تطلع إليها كأم المجتمع، وركيزة العائلة، ومدرسة الأجيال، وأمل المستقبل. وآخرون ازدروا بها وجعلوها سلعة، ومتاعاً، ومتعة، وجارية، تتهددها كلمة وتدمرها ورقة.

قال حكيم: عندما خلق الله حواء، أحضرها الى آدم فأسرته وأسرت نفسه وجذبت قلبه. فسأل الله: يا رب، لماذا خلقت حواء أجمل المخلوقات؟ فقال له الله: لكي تحبها. وعاد فسأله: لماذا شعرها الجميل مسترسل هكذا كقطيع معز رابض على جبال جلعاد؟ فأجابه الله: لكي تحبها. وبعد أن انتهى آدم من حسن وصفه وتبيان ولوعه، سأل الله: إذن، لماذا خلقتها غبية؟ فقال له: لكي تحبك!
أيها الرجال إنكم أحياناً لا تقيِّمون أنفسكم بأمانة، فأنتم تعيشون في أبراجكم العالية وغروركم البغيض. ليكن الله في عون المرأة!
من هي المرأة؟
المرأة هي جنة الجنين، وعالم الرضيع، وربيع عمر الطفل! المرأة هي سماء الذليل، وقلب الأمل، ونسمة الأجل. هي الغفران مع وضوح الإساءة، والمحبة رغم تقلّبات الزمن، والعطاء بلا مقابل، والأمس في أحلى ذكرياته، والغد في بسمة آماله، واليوم في قوة نبضاته. هي الجيل القادم إذا أحسن إعدادها، والماضي المظلم إذا أفسدنا مقوّماتها، وأم كل حي يجب احترامها.
قال نابليون: أنا أساوي ما صنعته أمي، فأنا أحد تماثيلها.
وقال لنكولن: ما أعمله وأعلمه وما أحلم به، كل ذلك من صنع أمي.
وقال هيجو: إن الطفل يقول: ماما، لأنه لم يتعلم بعد أن ينطق كلمة الله.
وقال توري: ليس في الدنيا وظيفة أنبل وأسمى من وظيفة الأم، الأم الحقيقية.
سُئل ولد صغير من صديق له: أين بيتكم؟ فنظر الى أمه بعينين مملوءتين بالمحبة وقال: هو حيث تكون أمي!
يقول الكتاب المقدس: الابن الجاهل حزن لأمه لأنها الحسّ الرقيق، والرجل الجاهل يحتقر أمه لأنها الرفيق الصديق. والطارد أمه هو ابن مخزٍ فهي تاج الإنسانية، والمنطلق على هواه يخجل أمه فهي منارة البشرية. لذلك من سب أباه أو أمه ينطفئ سراجه في حدقة الظلام لأنها الشمعة المتفانية، والسالب أباه أو أمه وهو يقول: لا بأس فهو رفيق لرجل مخرب لأنها المرساة الحانية. ولقد أوصى المسيح بأمه عند الصليب: يا يوحنا هوذا أمك، وأوصاها: يا امرأة هوذا ابنك. وعند اليهود: لا تحتقر أمك إذا شاخت، ومن شتم أباه أو أمه يقتل قتلاً، والعين المستهزئة بأبيها والمحتقرة أمها تقوّرها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر.
أيتها الأم، هذّبي أولادك بمعرفة الرب، فكم من وعود في الكتاب المقدس طيّبت قلوب أمهات باكيات، وقوّمت الأخلاق الوحشية، وأصلحت العقول الحائرة، وشفت النفوس المريضة.
قال الفيلسوف «كانط»: إن الكتاب المقدس كافٍ وحده لسدّ مطالب الجنس البشري وإصلاح نقائصه. وليس كتاب آخر له من السلطة والرقة في مخاطبة أفهام الناس وشعورهم كما لهذا الكتاب.. نحسن صنعاً لو أقمنا بنيان سلامنا وتقوانا على الإنجيل لأن فيه دون سواه مصدر كل الحقائق الروحية السامية التي حاول العقل السيادة عليها فخاب.
وقال الفيلسوف «لوك»: إن كمال الكتاب المقدس وسموّه لممّا يدهش العقل ويقف عنده الفكر حائراً. أما نفور ذوي الأفهام الناقصة منه فمنشأه أن هذا الكتاب يكشف لهم حقيقة أنفسهم، ويكلّفهم بواجبات لا تألفها طباعهم ولا يميلون بحسب الفطرة لإتمامها، فيشقّون عليه عصا الطاعة ويضادونه لأنه يعارضهم، ولا غرابة في ذلك. لذلك تخصص بعض أعداء الإنجيل في ملاحقة قادة المسيحية للحد من خدمتهم جيلاً بعد جيل.
سأل «ولبر تشبمان» مرة «وليم بوث» رئيس جيش الخلاص: ما هو سر قوتك؟ فأجاب: السر هو أن الله أمسك بكل كياني، فقد وجد أناساً عقولهم أرجح من عقلي، وإمكانياتهم أعظم من إمكانياتي، ولكن من اليوم الذي فيه رأيت في رؤيا ما يستطيع الرب أن يفعله لفقراء لندن، ملك الرب كل كياني وحياتي.
أيتها الأم!
ثابري في الجهاد الموضوع أمامك في صمت دون مباهاة، وليكن شعار حياتك: «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» (يشوع 24:24).
قال «جورج واشنطن» محرّر أمريكا: وفوق هذا فقد كان للكتاب للمقدس أعظم تأثير أخلاقي على الجنس البشري، وبسببه زادت بركات الهيئة الاجتماعية.
وقال «توماس جفرسون» أحد رؤساء أمريكا: قلت مراراً وأقول الآن بأن مطالعة الكتاب المقدس تجعل من الناس أحسن المواطنين، وأفضل الآباء، وأجمل الأزواج، وأسعد العائلات.
هذا هو الكتاب المقدس الذي أقسم عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فلا تظلموه.
لما خلق الله آدم وحواء لم يخلق غير حواء واحدة، ولم يحصل بينهما طلاق ولا تعدّد زوجات حتى مات كلاهما. هناك نمت العواطف الرقيقة، وتدرّب القلب على الروابط الإلهية التي أوجدها الله نفسه وسمت بالضمير عن الأهواء والإرادة الذاتية. ومع أن العائلة قاست الكثير من التعدي على الله وعصيانه، عندما قتل قايين هابيل، لكن المحبة، محبة أم كل حي، أزهرت الحياة العائلية السعيدة.

أيتها المرأة!
إن زينة الإنسان ثلاثة: الحلم والمحبة والتواضع، فاتصفي بهم.
إن إنكار النفس هو ضبط طباعنا الحادة التي تطلب النقمة، وهو التحلّي بالصبر وقوة الاحتمال أمام غباء الصغار وجهل الكبار. هو أن نخفي عن اليد اليسرى ما تفعله اليد اليمنى من الخير. هو أن نقوم بالخدمة للرب حتى وإن كان العالم لا يقابلنا بالمديح والثناء. هو بالاختصار أن نتمثل بالمسيح "احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 29:11).
يقال أن شاباً حُكم عليه بالإعدام وهو لا يزال في عمر الزهور. لما وضع على رقبته حبل المشنقة كانت آخر كلماته: لولا أبي وأمي لما وصلت الى هذه النهاية.
وشاب آخر حُكم عليه بالسجن المؤبد، وكانت كلماته الأخيرة: أبي هو السبب في سجني، فهو الذي علمني أن أحلف، وأشتم، وأسكر، وأقامر، وأرتكب أنواع الموبقات التي وصلت بي الى هذا المكان.
من أصعب وأخطر المواقع التي شاهدها بحار انجليزي كهل في حياته هو ما جرى لسفينته وسفينة انجليزية أخرى. فتحت جنح الظلام ظنّ كلٌّ من قبطانَي السفينتين أن السفينة الأخرى هي سفينة معادية فنشبت الحرب بينهما بشدة حتى قتل عدد كبير من بحارة السفينتين وتحطمت كلتاهما تقريباً. ولما طلع الفجر اكتشفا أن السفتنتين تحملان العلم الواحد... أيتها الأم! عيشي في نور المسيح لتتجنّبي الليل والظلام في بيتك.
وإن نسينا فلا ننسى سيدة الأمهات القديسة العذراء مريم كأم مثالية. وتتجلى قدوتها في مراحل ثلاثة في حياة المسيح:
ففي طفولته، كم تعبت وجاهدت في رحلات شاقة من الناصرة الى بيت لحم. ثم هروبها الى مصر لحمايته من بطش هيرودس الملك.
وفي صبوته في أيام عيد الفصح عندما اختفى عنها في أورشليم وإذ به في الهيكل، فأظهرت حباً واهتماماً به وخوفاً عليه.
وفي رجولته وهو على الصليب، كم تألّمت وهو يموت تلك الميتة الشنيعة، فكانت كالشمعة التي تحترق لتضيء على الآخرين. إن أمثال هذه الأم يجب ذكرهنّ دائماً، ومدح تضحياتهن وبساطتهن.
قال بنيامين وست: قبلة واحدة من أمي على جبيني صيّرتني رساماً. إنها الإناء الأضعف، ويمكنها أن تنجز عملاً يعجز عنه الأقوياء.
لما صار «وليم هوارد تافت» رئيساً للولايات المتحدة، أرسل مبلغاً من المال لمساعدة الكنائس الصغيرة، مع هذه الكلمات: لذكرى أمي، إنني على يقين بأنها كانت تودّ أن أعمل شيئاً من هذا النوع. فالمرأة بإمكانها أن تحتمل المسؤولية، والتعليم، والإرشاد، والإصلاح، وصنع السلام بمحبتها وهدوئها وإيمانها وصلاتها. إن دموع الأم لن تذهب هباء.
في ذكرى رحيل أمي كتبت في إحدى المجلات كلمات مطلعها:
نسيت الكل حين ذكرت أمي...
حنان الحب والقلب الرحيم
فكم لاقيت أماً لم أرها
تداوي الجرح والكدم الأليم
دمعتُ اليوم دمعاً من قليبي
فأسخنت الشجون حشا الحليم
أقول سلامة أحلى ابتسامة
وفيض دعائها رحب النعيم
يتوق المرء شوقك في ازدياد
كبعد أليم عن كل سديم
تعانقني اليدان بصدق نبض
فتدفئني الحياة بلا نسيم
لقد صدق قول الكتاب المقدس: "أكرم أباك وأمك التي هي أول وصية بوعد، لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض".

المجموعة: 201006

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

126 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10587286