Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول Oct 2010

يتعامل الكثيرون بشيء من التهاون مع الكنيسة واجتماعاتها؛ فالبعض يظنون أن قراءة الكتاب والصلاة في البيت تغني عن الوجود في محضر الرب، والبعض يرون الأمر أنه مجرد المكان الذي فيه الواعظ الأفضل! والبعض يرون أنها حرية شخصية سواء حضرنا أو لا، عبدنا أو لم نعبد، تواجدنا في الداخل مع العابدين أو وقفنا في الخارج مع المتفرجين! إنها حرية شخصية! وأخشى أننا نُحزن قلب الرب بعدم تقديرنا لمحضره كما يريد هو.

أقصد بمحضر الرب: مكان اجتماع الكنيسة معًا للسجود؛ فالكنيسة ليست هي المبنى والحوائط، بل هي جماعة المؤمنين، جسد المسيح، حيث يحضر الرب في الوسط إتمامًا لوعده الصادق: "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (متى 20:18؛ انظر أيضًا عبرانيين 12:2).

أولاً: أهمية اجتماع الكنيسة معًا

1- إنه إعلان واضح أمام العالم والملائكة عن نجاح مشروع الله في المسيح على الصليب، فها هي كنيسة الله التي اقتناها بدمه مجتمعة معًا ورأسها المسيح في الوسط (أعمال 28:20؛ أفسس 22:1).

2- هذا هو الهدف الأسمى لوجود الكنيسة على الأرض؛ أعني العبادة والسجود: "كَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ" (1تسالونيكي 9:1).

ثانيًا: عظماء الكتاب المقدس في محضر الرب

كان عند رجال الكتاب المقدس تقدير كبير للوجود في محضر الرب مثل داود، وآساف، وحزقيا، ويسوع، والتلاميذ مع المؤمنين الأوائل، وغيرهم.

1- صموئيل: رغم أنه عاش في أيام خرابٍ روحي، لكننا نراه وهو طفل صغير يسجد أمام الرب في شيلوه (1صموئيل 24:1-28)، بل كان يخدم أمام الرب، وأقام في هيكله الذي فيه تابوت الرب. ورغم إهانة أولاد عالي للرب ولمحضره، إلا أن صموئيل تزايد نموًّا وصلاحًا لدى الرب.

2- داود: كان له الأشواق والتقدير للوجود في حضرة الرب: "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (مزمور 4:27). وأيضًا: "فَدَخَلَ الْمَلِكُ دَاوُدُ وَجَلَسَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: مَنْ أَنَا يَا سَيِّدِي الرَّبَّ؟ وَمَا هُوَ بَيْتِي حَتَّى أَوْصَلْتَنِي إِلَى ههُنَا؟" (2صموئيل 18:7).

3- مؤمنو الكنيسة الأولى: "وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ" (أعمال 46:2).

ثالثًا: التقدير والاحترام اللائق لمحضر الرب

يظهر تقديرنا للرب الذي قال عن نفسه: "أَنَا مَلِكٌ عَظِيمٌ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ" (ملاخي 14:1) في احترامنا لمحضره.

 كيف؟ !

نحترم محضر الله:

1- بالورع في عبادة إلهنا: "اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ" (مزمور 9:96). فحينما استهان أولاد عالي بالرب وذبيحته وعملوا الشر في باب خيمة الاجتماع أماتهم الرب لأنه قال: "الَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ" (2صموئيل 30:2).

2- باحترام ميعاد الاجتماع: قال الرب: "أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي" (أمثال 17:8).

3- بعدم استغلال مكان وتوقيت الاجتماع لأغراض أخرى؛ فكثيرون يتركون الاجتماع في الداخل ويقفون خارجًا بشكل لا يليق للدردشة أو تبادل الأشياء والأحاديث بين الشبان والشابات بطريقة لا تكرم الرب وتعثر الآخرين. وأمور مثل هذه أثارت غضب الرب يسوع يومًا من الأيام إذ قال: "بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!" (متى 13:21).

رابعًا: احترام محضر الرب بتقديم ذبائح مقبولة عند الله

حزن الرب جدًا من الكهنة في سفر ملاخي قائلاً لهم: "أَيْنَ هَيْبَتِي؟... أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي" (ملاخي 6:1-8). وذلك لأنهم قدموا ذبائح معيبة كالأعمى، والسقيم، والأعرج، والمُغتَصَب؛ وهي تشير إلى نوع من العبادة لا يقبلها الرب. لماذا؟

1- السقيم: عبادة هزيلة بالجسد بدون عمل وقوة الروح القدس، فالكتاب يعلمنا: "حَارِّينَ فِي الرُّوحِ، عَابِدِينَ الرَّبَّ" (رومية 11:12).

2- الأعمى: عبادة دون تركيز أو تمييز لما نردد أو نصلي.

3- الأعرج: كلام رائع في العبادة بلا تطبيق في الحياة العملية.

4- المغتصب: ذهن مشتت وكأنّ وحشًا افترسه، فيجلس الشخص في الاجتماع بلا تركيز، مُغيَّب العقل: "هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا" (مرقس 6:7).

يذكرنا الرسول بطرس قائلاً: "كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ­كَحِجَارَةٍ حَيـَّةٍ­ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1بطرس 5:2). نقدّم بالروح وبخشوع ذبيحة الحمد: "ذابح الحمد يمجدني"، و"ذبيحة التسبيح؛ أي ثمر شفاه معترفة باسمه"، نقدمها بوقار لله بيسوع المسيح.

خامسًا: هل أنا بحاجة للمواظبة على اجتماعات الكنيسة

لا يمكن أن أستغني - كعضو في جسد المسيح - عن باقي أعضاء الجسد؛ فأنا في حاجة للشركة مع بقية أعضاء الجسد، للأسباب التالية:

1- للبنيان والرعاية: هل يمكن أن ينمو أحد أعضاء الجسد وهو مستقل يعيش وحده؟! لذلك يؤكد الرسول بولس في 1كورنثوس 12 تنوّع عمل الأعضاء، وفي رومية 12 يؤكّد تنوّع المواهب، والهدف هو بنيان ونموّ جسد المسيح. فأتشجع وأتعلّم بين إخوتي في الكنيسة.

2- التمتّع بحضور خاص للرب: "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (متى 20:18)، "لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ، حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ" (مزمور 3:133). وهو ما حُرم منه توما حينما ظهر المسيح في العلية بسبب غيابه عن هذا الاجتماع.

عزيزي، إن واحدة من الفضائل المسيحية هي الاحترام والتقدير لمحضر الرب في الكنيسة حيث الرب في الوسط. لذلك كن خاشعًا، ساجدًا، مواظبًا، مقدِّرًا للرب، ومقدِّمًا بالروح كل ذبيحة مرضية عنده، فهو مستحقّ لأنه ذُبِح واشترانا لله بدمه!

 

عن مجلة "نحو الهدف"
 

المجموعة: 201010

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

455 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475594