Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول Oct 2010

هذه رسالة عن الموت وما بعد الموت.
 الموت حقيقة لا ينكرها أحد "لأنه لا بد أن نموت ونكون كالماء المهراق على الأرض الذي لا يُجمع أيضًا (2صموئيل 14:14).
 "وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة" (عبرانيين 27:9).
 وكما أن الموت حقيقة مؤكدة كذلك أيضًا الحياة بعد الموت.

 ولكي نفهم ماذا يحدث للإنسان بعد الموت لا بد أن نعرف أن الإنسان البشري مكوّن من روح ونفس وجسد، وهذا ما قاله بولس الرسول: "وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1تسالونيكي 23:5). وما قاله كاتب الرسالة إلى العبرانيين "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عبرانيين 4:12).
 
 فماذا يحدث للإنسان بعد الموت؟
 
موت المسيح على الصليب، وهو العمل الذي قام به كإنسان كامل - لأن اللاهوت لا يموت - يرينا بصورة أكيدة ما يحدث للإنسان بعد الموت.
 
 - روح المسيح الإنسان استودعها لله الآب إذ قال وهو على الصليب "يا أبتاه في يديك أستودع روحي. ولما قال هذا أسلم الروح" (لوقا 46:22).
 فروح المؤمن الحقيقي تذهب إلى الله بعد موته.
 وعندما كان اليهود يرجمون استفانوس أول شهداء المسيحية نقرأ عنه: "فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي" (أعمال 59:7). وفي هاتين الآيتين نرى وحدانية الله الجامعة.
 
 - نفس المسيح الإنسان ذهبت إلى الهاوية العليا وبقيت هناك إلى أن قام من الأموات. وقد تنبأ داود عن هذا بالكلمات: "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية" (مزمور 10:16)
 والهاوية تنقسم إلى قسمين: الهاوية العليا والهاوية السفلى. والهاوية بقسميها في أقسام الأرض السفلى (أفسس 9:4). الهاوية العليا حيث نفوس الأبرار إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع من ماتوا من الأبرار والقديسين، والهاوية السفلى حيث تذهب نفوس الأشرار. وعنها قال داود النبي: "لأَنَّ رَحْمَتَكَ عَظِيمَةٌ نَحْوِي، وَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى" (مزمور 13:86).
 إلى هذه الهاوية السفلى ذهبت نفس الغني الذي تحدّث عنه المسيح في قصة الغني ولعازر (لوقا 23:16).
 وبين قسمَي الهاوية، "هوة عظيمة قد أُثبتت" (لوقا 26:16)، قال عنها إبراهيم للغني "حتى إن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون، ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لوقا 26:16).
 
 - جسد المسيح دُفن في القبر، وقد أخذه يوسف الذي من الرامة بإذن من الوالي الروماني "فَاشْتَرَى كَتَّانًا، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ" (مرقس 46:15). وجسد المسيح لم ينتن، لأنه وُلد بغير خطية... أما أجساد الذين يموتون من البشر سواء كانوا مؤمنين أو هالكين، فتتحلل وتصير ترابًا كما قال الرب لآدم بعد سقوطه، "لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تكوين 19:3). وكما قال كاتب سفر الجامعة "فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجعُ الرُّوحُ إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَا" (جامعة 7:12).
 ولن يعود المؤمنون الحقيقيون إلى شخصياتهم المتكاملة إلا بعد القيامة في أجساد سماوية. وقد كتب بولس الرسول عن هذا الجسد الممجّد قائلاً: "هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ... يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًًّا" (1كورنثوس 42:15-44).
 بعد هذا كله يخطر ببالنا السؤال:
 
 هل يجوز لنا نحن المؤمنون الأحياء أن نتصل بالقديسين الذي ماتوا أو نطلب معونتهم وشفاعتهم؟
 
وهنا يجيب الله العظيم بكلمته النقية قائلاً:
 "وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: اطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ. أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيَسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟ إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ[أي ليس لهم نور]" (إشعياء 19:8-20).
 فإن أردت معرفة الحق بخصوص أمر ما، فاقرأ وادرس كلمة الله فهي وحدها السراج والنور للسبيل، وفيها تجد الجواب الشافي لأسئلة الحياة.
 ويقول الرب أيضًا بلسان موسى النبي لشعبه:
 "مَتَى دَخَلْتَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لاَ تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. لا يوجد فيك... مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ" (تثنية 10:18-12).
 ولماذا منع الرب شعبه من الاتصال بالموتى لسؤالهم أو استشارتهم؟ إنه منعهم للأسباب الآتية:
 
 1) لأن استشارة الموتى تتطلب وسيطًا من الجان، ومن يتصل بالجان أو يستشير الموتى مكروه عند الرب
 لما أراد الملك شاول أن يستشير صموئيل النبي بعد موته لجأ إلى امرأة صاحبة جان.
 "فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَابًا أُخْرَى، وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ... فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟ فَقَالَ: أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ" (1صموئيل 8:28 و11).
 ونعترف أننا نقف حيارى أمام صعود صموئيل بواسطة الجان... ولكن المؤكد أن ما فعله الملك شاول كان مكروها عند الرب. وقد عاقب الرب شاول بسبب التجائه إلى الجان للسؤال، "فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضًا لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ، وَلَمْ يَسْأَلْ مِنَ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ" (1أخبار 13:10-14).
 
 2) لأن استشارة الموتى أو الالتجاء إليهم من الخطايا والأرجاس التي مارستها الأمم الوثنية ورفض صريح لوصية الله
 "لاَ تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. لاَ يُوجَدْ فِيكَ... مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى" (تثنية 9:18 و11). استشارة الموتى من رجس الأمم الوثنية محظور على المؤمنين ممارسة هذا العمل الرجس.
 
 3) لأن الموت ينهي خدمة القديسين وعلاقتهم بمن على الأرض
 نقرأ عن كهنة العهد القديم "وَأُولئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ من أَجلِ مَنْعِهِمْ بِالْمَوْتِ عَنِ الْبَقَاءِ" (عبرانيين 23:7). فموت الكاهن كان ينهي خدمته.
 ويقول بولس الرسول للقديسين في فيلبي: "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. وَلكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. وَلكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ. فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي الإِيمَانِ" (فيلبي 21:1-25).
 فانطلاق بولس ليكون مع المسيح يعلن نهاية خدمته للمؤمنين الذين على الأرض. ولو أن بولس كان في قدرته أن يتصل بالمؤمنين الذين على الأرض بعد موته، أو أن يصلي لأجلهم في السماء أو يؤدي لهم أي خدمة لقال هذا... ولكنه أعلن أنه بذهابه ليكون مع المسيح تنتهي صلته تمامًا بالقديسين الذين على الأرض.
 
 4) لا نجد في كل الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد أن المؤمنين طلبوا معونة القديسين الذي سبقوهم، أو طلبوا منهم أن يشفعوا فيهم
 لم يطلب القديسون في العهد القديم معونة أو شفاعة إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، والأنبياء... كما لم يطلب القديسون في العهد الجديد معونة أو شفاعة يوحنا الرسول، أو بطرس الرسول، أو القديسة مريم أم يسوع.
 طلب شفاعة من مات من القديسين، يخالف تمامًا إعلانات الكتاب المقدس... هو تقليد دخل إلى بعض الكنائس من الوثنية ولا أساس له في كلمة الله النقية.
 إن سؤال الموتى أو طلب شفاعتهم يعني عصياننا السافر لوصايا الله، وانجرافنا مع رجس الوثنيين. وعقيدة الشفاعة الكفارية، والشفاعة التوسلية، عقيدة غريبة عن كلام الله.
 
 5) طلب معونة أو شفاعة من مات من القديسين يضعهم في مرتبة الألوهية
 لو كان في قدرة القديس الذي مات... أن يسمع طلبات القديسين الأحياء، فمعنى هذا أنه صار بعد موته "مطلق الوجود" أي موجود في كل مكان.
 كيف يسمع القديس الذي مات من يطلب شفاعته ومعونته من أستراليا، وأفريقيا، وأمريكا، وأسيا، وأوربا... إلا إذا كان قد صار مُطلق الوجود، وإذا اعتقدنا أن المؤمن بعد موته يصير مطلق الوجود فهذا شرك بالله وبدعة من التي قال عنها بولس الرسول لكنيسة كورنثوس "لأنه لا بدّ أن يكون بينكم بدع أيضًا" (1كورنثوس 19:11).
 والرب وحده هو "المطلق الوجود"، و"المطلق القدرة"، و"المطلق المعرفة".
 يسوع المسيح وحده، ولا سواه، هو الوسيط الوحيد، والشفيع الوحيد، لأنه مات على الصليب - ولم يمت أحد من القديسين لفداء المؤمنين - ولأنه مطلق الوجود، إذ قال لتلاميذه: "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر (متى 20:28).
 وقال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "وَأَمَّا هذَا (يسوع المسيح) فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ" (عبرانيين 24:7-25).
 إن طلب الشفاعة من أي شخص غير يسوع المسيح هو إهانة موجهة إلى شخصه الكريم واستهانة كبرى بعمله العظيم الذي أكمله بموته على الصليب... فموت المسيح هو أساس شفاعته.
 
 6) موت القديسين ينهي صلتهم بكل ما هو تحت الشمس
 
 يقول كاتب سفر الجامعة: "لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا... فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ" (جامعة 5:9-6). إقرأ أيضًا أيوب 22:16؛ ومزمور 3:146-4؛ ومزمور 16:103.
 هذا هو مصير الإنسان بعد الموت. وهذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه كل مؤمن بخصوص من ماتوا من القديسين، أما المؤمن بالمسيح وبكمال عمله الذي عمله على الصليب فهو يستطيع أن يقول مع أيوب بكل يقين:
 "أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي (فاديّ) حَيٌّ، وَالآخِرَ عَلَى الأَرْضِ يَقُومُ، وَبَعْدَ أَنْ يُفْنَى جِلْدِي هذَا، وَبِدُونِ جَسَدِي (الذي ضربه الشيطان بقرح رديء) أَرَى اللهَ (في جسدي الممجّد). الَّذِي أَرَاهُ أَنَا لِنَفْسِي... " (أيوب 25:19-27).
 فآمن بالرب يسوع المسيح... واقبله مخلصًا لنفسك وربًا لحياتك لتضمن بكل يقين مصيرك الأبدي.
 

المجموعة: 201010

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

176 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10474770