Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول December 2010

تشوّق الآباء والأنبياء على مر العصور والأجيال، أن يشاهدوا بالعيان ما كانوا يتنبأون عنه بالإيمان، إلى أن "جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ" (غلاطية 4:4).
هذا هو الذي وعد به الله آدم وحواء منذ القديم بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية، عندما قال الرب الإله للحية: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ (أي المسيح الذي سيولد من نسل المرأة بدون رجل) يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ"، وهذا ما قد تمّ فعلاً. فعلى الصليب سحقت الحية (إبليس) عقبَي المسيح، وفي قيامته المجيدة سحق المسيح رأس الحية وتم فيه القول: "لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" (عبرانيين 14:2).

هذا هو الذي تنبأ عنه إشعياء النبي بقوله: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إشعياء 6:9).

"ويُدعى اسمه عجيبًا" فهو،

أولاً: عجيب في اسمه. فداود النبي تغنَّى باسمه قائلاً: "يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ، وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ" (مزمور 17:72).

والشياطين تُخْرَج باسمه. "فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!" (لوقا 17:10).

ويكتب لنا لوقا البشير بأن الخلاص أيضًا باسمه إذ يقول: "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 12:4). وبولس الرسول يؤيد ذلك بقوله: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ" (رومية 13:10).

والخطايا تُغفر لنا باسمه: "وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ" (لوقا 47:24).

ويوحنا الرسول يؤكد على ذلك بالقول: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ... لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (1يوحنا 12:2). وإشعياء النبي يقول: "إِلَى اسْمِكَ وَإِلَى ذِكْرِكَ شَهْوَةُ النَّفْسِ" (إشعياء 8:26). حقًا إن "اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ" (أمثال 10:18).

ثانيًا: عجيب في ولادته. جميع الآباء والأنبياء وُلدوا حسب الطبيعة من زرع بشر. أما يسوع فقد وُلد بأعجوبة تفوق نواميس الطبيعة إذ قد حُبل به من الروح القدس من عذراء لم تعرف رجلاً.

ثالثًا: عجيب في مهده. لقد وُلد وديعًا ومتواضعًا في مذود البقر، لكي يعلمنا أن الحياة الأرضية فانية وضئيلة بالنسبة إلى الأبدية الباهرة التي وصفها بولس الرسول بقوله: "بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (1كورنثوس 9:2).

نعم، لقد وُلد بين الحملان لأنه هو "حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 29:1).

رابعًا: عجيب في حياته. لقد كانت حياته خالية من الخطية والخطأ. جميع الآباء والأنبياء أخطأوا، أما يسوع فيتحدى الأجيال قائلاً: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" (يوحنا 46:8). وهو الذي قيل عنه: "لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ" (يوحنا 46:7).

لقد جاع كإنسان، لكنه كابن الله أشبع الجموع من خمس خبزات وسمكتين. لقد عطش كإنسان ولكن كابن الله قال: "أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا". لقد تعب كإنسان ولكنه كابن الله قال: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ". لقد مات كإنسان ولكنه كابن الله قام من القبر ظافرًا محقِّقًا للبشر أجمع بأنه هو القيامة والحياة.

خامسًا: عجيب في قدرته. لقد وقف أمام المرض، فإذا بالمرض يخرّ خاشعًا عند قدميه. وعندما أتوا بأعمى، أخذ طينًا ووضعه مكان العينين وقال للأعمى: اذهب واغتسل. فذهب واغتسل وعاد صحيحًا. وعندما رأى أرملة نايين تبكي على ابنها الميت المحمول إلى القبر، أتى وأوقف الموكب ولمس النعش وأقام الميت ودفعه إلى أمه. وماذا نقول عن لعازر الذي مات ودُفن وكان له في القبر أربعة أيام؟ لكن المسيح ذهب إلى القبر وأقام الميت. "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيي مَنْ يَشَاءُ" (يوحنا 21:5).

ولما كان التلاميذ في السفينة وهبّت الرياح وكادت تُغرق السفينة، جاء يسوع وانتهر الريح والبحر فصار هدوء عظيم. فقال التلاميذ بعضهم لبعض: "أي إنسان هذا فإنه يأمر الريح والبحر فيطيعانه" (متى 27:8).

سادسًا: عجيب في محبته. لقد افتقر وهو غني، لكي نستغني نحن بفقره! لقد أخلى نفسه من المجد الأسنى لكي يهبنا الأمجاد السماوية! لقد نزل من السماء إلى الأرض لكي يرفعنا من الأرض إلى السماء! لقد أحبنا إلى المنتهى إذ بذل نفسه فدية لأجل خلاصنا. "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 16:3).

سابعًا: عجيب في شهادة الأنبياء عنه. إذ "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 43:10).

هو الذي رآه دانيآل النبي قائلاً: "كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ".

وهو الذي تنبأ عنه يعقوب أبو الأسباط قائلاً: "لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ [أو الذي يشيل أو الذي يحمل خطايانا على جسده على الصليب] وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ" (تكوين 10:49).

وهو الذي تنبأ عنه إشعياء النبي قائلاً: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إشعياء 6:9). لم يقل إشعياء: لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ولدًا، لكنه قال: يولد لنا ولد، ونعطى ابنًا. فالمسيح وُلد طفلاً في بيت لحم. لكنه أُعطي لنا ابنًا. وهو الذي قيل عنه بأنه: "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا... كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ". والسبب أن "كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا" (إشعياء 5:53 و7 و6).

ثامنًا: عجيب في أزليته. فهو الذي تنبأ عنه ميخا النبي بأن "مَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ" (ميخا 2:5). وهو الذي كُتب عنه: "الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي" (عبرانيين 3:1). وهو الذي قيل عنه: "فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى... الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ" (كولوسي 16:1). وهو الذي "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا" (كولوسي 9:2). وهو الذي قال لليهود: "قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ" (يوحنا 58:8). ويقول عنه بولس الرسول: "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تيموثاوس 16:3).

تاسعًا: عجيب في سموّ صفاته. فهو للبناء حجر الزاوية، وللجائع خبز الحياة، وللعطشان ماء الحياة، وللتعبان معطي الراحة، وللمائت القيامة والحياة، وللتائه الطريق، وللقاضي الديان، وللمحامي الحق، ولمحرر الأخبار "الأخبار السارة"، وللكاتب الألف والياء، وللفيلسوف "الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ"، وللمريض الشافي، وللحزين المعزّي، وللتلميذ المعلم الصالح، وللخروف الراعي الصالح الذي يبذل نفسه فدية عن الخراف، وللمزارع رب الحصاد، وللكرّام الكرمة الحقيقية، ولبائع الزهور زنبقة الوادي، وللذين يعيشون في الظلمة نور العالم. ولكن أعظم شيء للخطاة هو "حمل الله الذي يرفع خطية العالم".

عاشرًا: عجيب في قيامته ومجيئه الثاني. جميع الآباء والأنبياء ماتوا وقبورهم تشهد لهم، أما يسوع فقد أكّد الملاك للنسوة بعد قيامته قائلاً: "لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ". وعن مجيئه الثاني قال للتلاميذ: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي... أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ... آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يوحنا 1:14-3).

وفي الختام أريد أن أقول بأن المسيح جاء لغرض واحد وهو، لكي يُصلب على صليب العار لكي يرفع عار خطايانا ويبرّرنا أمام العدالة الإلهية. لقد أكمل لنا عمل الفداء إذ قال على الصليب: "قد أُكمل". فبدون الصليب يصبح مسيح المذود إنسانًا عاديًا أو معلّمًا قديرًا. ولكن في الصليب يتمم الله وعده لنا فيصبح المسيح "الذبح العظيم" الذي جاء خصيصًا ليفتدينا من خطايانا بموته النيابي على الصليب من أجلنا. ففي المذود نرى اتضاع ابن الله الأزلي، وفي الصليب نرى محبته القصوى لخطاة مثلنا.

هل تركت للمسيح موضعًا في قلبك
إنه الآن ينادي هامسًا في أذنك
أسرعنّ... أسرعنّ! وافتح القلب له
يدخلنّ يملكنّ يصبح الكل له

المجموعة: 201012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10560566