Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2011

"ابن الدموع لا يمكن أن يضيع". هذا ما قاله رجل الله القديس أمبروز أسقف ميلان لمونيكا أم أوغسطينوس الذي انجرف وراء كل تيار، وانحرف مع كل شهوة. وإذ استمرت الصلاة من أجل ولدها - ودموعها تسبق صلاتها - جاء الوقت واكتمل عمل الروح القدس في قلب أوغسطينوس.

الأخت ليديا جرجور "ابن الدموع لا يمكن أن يضيع". هذا ما قاله رجل الله القديس أمبروز أسقف ميلان لمونيكا أم أوغسطينوس الذي انجرف وراء كل تيار، وانحرف مع كل شهوة. وإذ استمرت الصلاة من أجل ولدها - ودموعها تسبق صلاتها - جاء الوقت واكتمل عمل الروح القدس في قلب أوغسطينوس. فبعد سماعه العديد من مواعظ أمبروز، ولقي منه كل محبة واهتمام ازداد الصراع داخله، فذهب يومًا إلى حديقة منزله منفردًا مع نفسه، وفي جلسة واحدة استعرض شريط الماضي المرير، وهناك سمع صوت صبي في منزل مجاور يقول: "خذ واقرأ"، فتناول نسخة من الكتاب المقدس ولما فتحها وقع بصره على كلمات الرسول بولس: "... فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ" (رومية 12:13-14). تجاوب مع الكلمة وفتح قلبه لعمل نعمة الله المغيّرة والمحرّرة. صار أوغسطينوس إنسانًا جديدًا، فانتقل من الموت إلى الحياة في صيف 386 م، وكان قد بلغ الثانية والثلاثين من عمره. بعد مدة، وهو في الطريق، سمع خلفه صوتًا يناديه، فالتفت وإذ بإحداهنّ تقول له: "أنا هي، ألم تعرفني يا أوغسطينوس؟" فأجابها: "أوغسطينوس مات والذي أمامك هو إنسان آخر". قال الرب يسوع في إنجيل يوحنا 10:10 "وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ"؛ معلنًا عن غاية مجيئه إلى أرضنا. ولكن، لماذا لا يختبر معظم الناس هذه الحياة الفضلى؟ نجد الجواب في موعظة الرب يسوع على الجبل (متى 13:7-14): "اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ". إذًا كثيرون يدخلون دون أية وقفة تأمل أو تساؤل. هم يتبعون الأغلبية وكأن مبدأ الأغلبية هو الأصح. أما الأقلية فهم الذين يجدونه؛ ومن يجد شيئًا يكون قد بحث عنه. وبمعنى أدقّ، إنهم رجعوا إلى نفوسهم، وتابوا توبة صادقة معطين الأمر الأهمية التي يستحقها. نعم، إنها مسألة حياة أبدية أو موت أبدي. لهذا قارن الرب يسوع نفسًا واحدة بالعالم كله، قائلاً: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (متى 26:16). ليتنا نستغلّ هذه الفرصة التي جعلها الرب أمامنا قائلاً في تثنية 19:30، "قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ... فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا". ولكن، كيف أختار الحياة؟ وما هي الحياة؟ أو من هو الحياة؟ لقد أوضح الرب يسوع ذلك قبل ساعات من ذهابه إلى الصليب قائلاً: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 6:14). إذًا الرب يسوع هو الحياة كما سبق أن قال: "فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 39:5-40). أما عن الموت فقد قال الرب يسوع: "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ... أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ" (رؤيا 1:3). إذًا هو موت روحي كما وصفه بولس الرسول: "وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا... أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كو13:2). والآن، هل حفّزتنا هذه السطور القليلة لنفكر بالحياة الأبدية، ولنأخذ خطوات جدّية نحوها عالمين أن "أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رو 23:6). فإذا كان الأمر كذلك، تعالوا بنا نستمع للرب يسوع وهو يخلص ويوضّح ما علينا عمله في (يوحنا 24:5): "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ".

المجموعة: تشرين الأول October 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

133 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10555585