Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2011

"فعاد وعمله وعاء آخر". عندما نتأمل في مصنع الفخار، نجد فيه منظرين متناقضين: ففي الواجهة، نرى منظرًا جميلاً، ومعرضًا عظيمًا لأحسن وأجمل وأفخر أنواع الأواني الخزفية. وفي الخلف توجد كوم كبيرة من الطين القبيح...

"فعاد وعمله وعاء آخر". عندما نتأمل في مصنع الفخار، نجد فيه منظرين متناقضين: ففي الواجهة، نرى منظرًا جميلاً، ومعرضًا عظيمًا لأحسن وأجمل وأفخر أنواع الأواني الخزفية. وفي الخلف توجد كوم كبيرة من الطين القبيح... تصوّر المنظرين! بينهما يقف الفخاري على الدولاب ليحوّل هذا الطين القبيح ويشكّله إلى أحسن أنواع الأواني الخزفية الفاخرة. فيأخذ الطين من الخلف ويصنعه، ثم يضع الأواني في الأمام في المعرض. هكذا هو عمل الله في حياتنا... عندما نعطيه الفرصة ليعمل فينا. كلم الرب إرميا وطلب منه أن يزور مصنع الفخاري. فذهب ورأى أنه "فَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ... فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ" (إرميا 3:18). هنا نرى صورتين هامتين: 1- قدرة وسلطان الفخاري 2- طبيعة وشخصية الطين 1- قدرة وسلطان الفخاري الفخاري له سلطان مطلق على الطين... وصف بولس سلطان الله المطلق في رسالة رومية 19:9-21 "فَسَتَقُولُ لِي: لِمَاذَا يَلُومُ بَعْدُ؟ لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟ بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟ أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ، أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟". ويقول الرب لنا كما قال لإرميا: "أما أستطيع أن أصنع بكم هكذا؟" (6:18). عندما نتأمل في سلطان الله المطلق نرى أن أعماله تتماشى مع طبيعته. فهو قدوس، وعادل، وحكيم ومحب! "لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟" (رومية 34:11). ونقرأ في سفر إرميا 18:23: "لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ الرَّبِّ وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟ مَنْ أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ؟". 2- طبيعة وشخصية الطين هل للطين شخصية؟! إن شخصيتنا هي كالطين "لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ" (مزمور 14:103). نحن أموات بالذنوب والخطايا (أفسس 1:2-2). عندما نتأمل في طبيعة وشخصية الطين مقابلة مع شخصية الفخاري وطبيعته، نجد أن الفخاري يريد طينًا يمكن تشكيله - الذي هو الإنسان في يد الله. فالطين ليس له قدرة، أما الإنسان فله إرادة ومشيئة... وكثيرًا ما يضعنا الله على الدولاب لتشكيلنا لأن لديه خطة لكل إنسان! هل نستطيع أن نسأله: "لماذا تضعني على الدولاب؟ إن غرضه في ذلك هو لتشكيلنا، ليصنع منا وعاء آخرًا... وعاء فاخرًا يفتخر هو به. وإن تأملنا بشخصية الفخاري نجد أنه يشكل الأواني بانتباه كامل، وحنان ورغبة في خلق شيء فريد من نوعه. إنه يتفنن في تشكيل الطين. هذا ما يصنعه الله معنا عندما نعطيه الحرية في تشكيلنا من جديد ليصنع منا أوعية للكرامة. يستخدم الرب طرقًا كثيرة لتشكيلنا، والاختلاف بين الإنسان والطين هو أننا نستطيع إما أن نقبل أو أن نرفض تشكيل الرب لنا. والطريق إلى الرب طريق مقدس، لا يدخل فيه نجس كما قال إشعياء: "وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ. لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ، بَلْ هِيَ لَهُمْ. مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ" (إشعياء 8:35). أخي وأختي، هل تقبل تشكيل الرب لك؟ هل تسلّمه نفسك ليشكلك حسبما يرى، ليصنع منك إناء للكرامة يمجده... لكي يرى الناس أعمالنا الحسنة ويمجدوا أبانا الذي في السماوات؟

المجموعة: تشرين الأول October 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

261 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10473170