أصحاح 12
هذا الأصحاح مليء بالتعاليم العملية النافعة لنا في حياتنا اليومية.
1:12-3  يشجعنا على الثبات في الإيمان بناء على سحابة الشهود في أصحاح 11. وينصحنا أن نتخلص من كل ثقل يعطلنا في سيرنا كمؤمنين. فمن يركض في ميدان السباق لا يحمل أثقالاً إن أراد أن يفوز بالجائزة. قد لا يكون الثقل في حد ذاته خطيئة، ولكنه معطِّل. مثل الانهماك في أمور الزمان. كذلك ينذر ضد الخطيئة وينصح بالصبر في جهادنا الروحي. ولعل أهم عبارة في هذا الفصل هي ما جاء في عدد 2 و3 الذي يبدأ بالقول: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع".

4:12-11  هذا الجزء يتعلق بموضوع التأديب الإلهي الأبوي وموقفنا إزاءه.
أولاً: "لا تحتقر تأديب الرب"، أي لا تستخفّ به -  وبذلك لا تستفيد منه.
ثانيًا: "لا تخُرْ"، أي لا تفشل أو تفقد العزيمة.
ثالثًا: أن نستفيد منه عالمين أن هذا التأديب الأبوي "يعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام" (عدد 11).

12:12-17  يتعلق بمسؤوليتنا نحن المؤمنين الآخرين. أولاً، أن لا نكون عثرة لهم، بل نشجعهم، ننذر المتهاونين ونشجع الضعفاء. وقوله عن عيسو "أنه طلبها بدموع" لا يشير إلى التوبة، بل إلى البركة، وذلك بعد أن فاتته الفرصة ولم يبقَ مجال للتوبة. وفي هذا إنذار خطير للمتهاونين (إقرأ تكوين 30:27-40).

18:12-24  في هذا الجزء مقارنة جميلة بين الناموس والنعمة. جبل سيناء المضطرم بالنار يشير إلى إعطاء الناموس (خروج 19) — كان المنظر مرعبًا. أما جبل صهيون فيشير إلى النعمة. حقًا ما أجمل ما جاء عنه في المزامير. وأخيرًا في 25:12-29 إنذار خطير لمن لا يبالي (أي يستعفي من المتكلم)، كما أن فيه تشجيعًا في قوله: "لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى" (عدد 28). ثم إنذار أخير في قوله: "لأن إلهنا نار آكلة". النار تحرق الشر وتنقي الذهب.
أصحاح 13
1:13-6  يستمر الكاتب بوحي الروح القدس في إسداء نصائح مهمة ونافعة. أولاً، "لتثبت المحبة الأخوية"، فالمحبة هي رباط الكمال. ثم كرم الضيافة، فيشير إلى إبراهيم إذ أضاف ملائكة (تكوين 18). ثم يحرضنا على أن نذكر المؤمنين المضطهدين، وذلك بالصلاة لأجلهم ومساعدتهم هم وعائلاتهم بقدر الإمكان. ثم ينتقل إلى موضوع الزواج "ليكن الزواج مكرّمًا" — كلمات نحتاج إليها في هذه الأيام التي كثر فيها الطلاق والخيانة الزوجية. ثم "لتكن سيرتكم خالية من محبة المال". وهذا كان موضوعنا في هذه المجلة في عدد يناير/ فبراير من هذا العام. بهذه المناسبة ننصح بقراءة 1تيموثاوس 6:6-19.

عبرانيين 7:13-16  هذه أيضًا آيات يجب أن تُقرأ بتمعّن: "اذكروا مرشديكم... وتمثّلوا بإيمانهم". ولكن هناك المثال الكامل، يسوع المسيح الذي لا يتغيّر أبدًا. من عدد 9 إلى 14 يلخص لنا الهدف الأساسي لهذه الرسالة، وهو أنه قد انتهى دور الذبائح الحيوانية والأشياء التي لم تكن إلا مجرد رموز وظلال، وإن كان كثيرون سيرفضون المؤمن العبراني نتيجة ذلك، فليُتَذَكَّر أن يسوع المسيح رُفض أيضًا وصُلب خارج المحلة، أي خارج أورشليم "فلنخرج إذًا إليه خارج المحلة حاملين عاره" (عدد 13). هذه الوصية كانت لازمة جدًا لليهودي الذي يريد أن ينال الخلاص والحياة الأبدية، فوطنه الآن ليس مدينة أورشليم "لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة" أي أورشليم السماوية. وفي هذا درس ذو مغزى لنا في هذه الأيام. فالأمر المهم ليس هو إرضاء طائفة أو تقاليد موروثة، بل علينا أن نقبل أن يرفضنا الناس إذا اضطرّ الأمر، ونتبع يسوع المسيح "حاملين عاره"، لأنه هو احتمل الرفض والعار من أجلنا، فلنخرج إليه "خارج المحلة" منتظرين مجيئه. فهو ذهب ليعدَّ لنا مكانًا، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا معه (يوحنا 1:14-3). في العددين 15-16 يعلمنا أن الذبائح الروحية التي يريدها الرب منا الآن تشمل أولاً ذبيحة الحمد والتسبيح. كما جاء في مزمور 14:50، 23 "ذابح الحمد يمجدني"، و"اذبح لله حمدًا". وثانيًا ذبيحة "فعل الخير والتوزيع". وهناك ذبيحة ثالثة في رومية 1:12 وهي ذبيحة حية مقدسة، هي أجسادنا التي نكرسها له ونخدمه بها.

17:13 هذه أيضًا نصيحة هامة خصوصًا في هذه الأيام التي فيها كثيرون لا يحبون الخضوع، ولكن الرب يريد أن نكون "خاضعين بعضنا لبعض في خوف الله" (أفسس 21:5). فكم بالأولى يجب أن نخضع لمرشدينا! في عدد 18 نتعلم حاجتنا لأن نصلي بعضنا لأجل بعض.
وأخيرًا نعطي تعليقًا مختصرًا على عبارة "إله السلام". هناك آلهة كاذبة تحرّض على القتل، ولكن إلهنا إله السلام، فهو صانع السلام ومانح السلام. ويعلمنا أن نكون مسالمين. وهو أيضًا "إله المحبة"، وإله الرجاء، وإله كل نعمة، و"إله كل تعزية". ما أسعدنا به وكم نشكره على الرسالة إلى العبرانيين، والدروس الثمينة المفرحة التي لنا فيها، ولإلهنا كل المجد.

• السابق
• التالي