تشرين الثاني November 2012
إن الهدف الرئيسي من قراءة الكتاب المقدس هو التعرّف على مؤلفه، وليس فقط التمتّع بقصصه، أو لأنه فُرضَتْ علينا قراءته. يقول القديس بولس الرسول في 2تيموثاوس 16:3 "كل الكتاب هو موحى به من الله". هذا يدلّ على أن الله هو مؤلفه! وقبل قراءة الكتاب المقدس علينا رفع صلاة من أعماق قلوبنا إلى الله تعالى لكي يساعدنا على فهم واكتشاف ما فيه من مواضيع ومعانٍ ونبوءات ورسائل جوهرية تهم خلاصنا، وعندها يصبح الكتاب المقدس كتابًا مُهدًى من المؤلف نفسه إلينا!
كانت هناك فتاة متضايقة لأن والدها لا يعرف الله جيدًا، فقررت شراء كتاب مقدس لتقدمه له بمناسبة عيد ميلاده، وكان عليها أن تكتب له كلمة إهداء. فارتأت أن تكتب: "من ابنتك الصغيرة ماري"، ولكنها تذكرت أنه قال لها سابقًا: لقد أصبحتِ كبيرة... فاستخدمت العبارة: "من التي تحبك"، لكنها همستْ لنفسها قائلة: "ولكني لست الوحيدة التي تحبه!"... وأخيرًا كتبت العبارة: "من المؤلف نفسه".
فتح الوالد الهدية ورأى الإهداء مكتوبًا بخط ابنته ماري، وقرأ العبارة المدوّنة عليها، ففكّر في نفسه قائلاً: "إنني لا أعرف مؤلف الكتاب المقدس!" فجعله هذا الخاطر أن يبدأ بدراسة كلمة الله الحية التي أدّت به إلى معرفة الله، وبالنهاية إلى خلاص نفسه.
كثير من قرّاء الكتاب المقدس يتعلقون بمعانيه، وأمثاله، ومواضيعه، وقصصه، وينسون كاتبه الحقيقي "الله تعالى" الذي يكلمنا من خلال الكتاب المقدس. فعلينا أن نقرأه بتمعّن، وإيمان، ورهبة، واحترام؛ لنشعر أنه تعالى يوجه إلينا كلامه، وحبّه، وحنانه، وتعاليمه، وإرشاداته، لكي نحصل على الخلاص والسلام الداخلي ويكون النجاح حليفنا في مختلف مجالات هذه الحياة. فالكتاب المقدس يحتوي على الكثير من الإرشادات والإنذارات التي وضعها الله تعالى لكي تضبط حياتنا كمسيحيين؛ فيه إشارات حمراء هي موانع ضد الكبرياء، والخطيئة، والعنف، والحسد، والبغض، والفساد، والأنانية، وقلة احترام بعضنا البعض. وعندما ينذرنا الروح القدس بوجود هذه العلل والعيوب فينا، ينبغي علينا أن نتوقف، ونتوب عنها، ونتجنبها، ونطيع، ونخضع لنداء روح الله، ونصلح أحوالنا، ونقوّم اعوجاجنا. صحيح هو ضوء أحمر، ولكنه ضوء المحبة، والتواضع، والإيمان الحق، والعبادة الصحيحة، والسلام، والطهارة، والقداسة.
فعندما نتعرف على مؤلف الكتاب المقدس ونحبّه ونفهم مقاصده ومواعيده الصادقة سنتخذه مخلصًا لحياتنا وصديقًا سماويًا لنا وسندرك جيدًا أن الإرشادات والتعاليم والمفاهيم التي وضعها في الكتاب المقدس هي لحمايتنا، ولتقويمنا، ولإرشادنا، ولقيادتنا إلى الخير والنجاح والسعادة الحقيقية بربنا يسوع المسيح له المجد إلى الأبد، آمين.
