Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول December 2012

الدكتور ناجي منصوريقول الرسول بولس: "إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي"، وهو بهذا يعطي هذه المعرفة حق قدرها، إذ إنه يعتبر كل شيء خسارة في سبيل معرفة الرب يسوع المسيح. وهو في هذا كان محقًا كل الحق، إذ أن مجرد معرفة شخص الرب في حد ذاتها هي بمثابة صمام أمان للإنسان في جهاده ضد الشر والفساد؛ بل هو وسيلتنا الأولى للهروب من نجاسات هذا العالم وشروره: "لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2بطرس 20:2).


بل هذه المعرفة – كما يذكرها الكتاب - هي الحياة الأبدية ذاتها، "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (يوحنا 3:17).
ولكن أوضح الآيات التي تتكلم عن السيد المسيح وتعرفنا بشخصه الكريم هي تلك الآية التي سطرها الوحي الإلهي، وتنبأ بها النبي إشعياء عن الرب يسوع: "لأنه يولد لنا ولد، ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام" (إشعياء 6:9).
نجد في هذه النبوة سبعة صفات عظيمة للرب، فهو: 1- يولد لنا ولد؛ 2- ونعطى ابنًا؛ 3- وتكون الرياسة على كتفه؛ 4- ويُدعى اسمه عجيبًا مشيرًا؛ 5- إلهًا قديرًا؛ 6- أبًا أبديًا؛ 7- رئيس السلام.
ولكنني قبل أن أبدأ في الحديث عن هذه الصفات منفردة، أحب أن أذكر أن الوحي هنا بدأ الكلام عن الرب يسوع بالإشارة إلى كونه إنسانًا، وبعدئذ يتحدث عنه كونه إلهًا قديرًا، وهذا في حد ذاته رائع ومثير، يجعل الإنسان يتعجب ويتساءل: كيف يكون هذا؟ أي كيف يوصف الإله بأنه ولد؟ والإجابة ببساطة شديدة: إن الرب يسوع المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد، فكان بذلك إلهًا كاملاً وإنسانًا كاملاً في نفس الوقت، كما تقول الآية: "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ" (1تيموثاوس 16:3).
والآن عزيزي القارئ دعنا نعود لكلمات تلك الآية الجميلة لكي نتأملها سويًا:

 

"يولد لنا ولد"

لقد وُلد الرب يسوع المسيح ولادة طبيعية من المطوبة العذراء مريم، وبشّر الملاك الرعاة قائلاً: "أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لوقا 11:2). فقد تشارك الرب معنا في كل الصفات الإنسانية، "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما" (عبرانيين 14:2). ومع كونه إنسانًا كاملاً إلا أنه يختلف عنا في ثلاثة أشياء:

أولاً: في كونه بلا خطية

"لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ" (عبرانيين 15:4).

ثانيًا: جاء من عذراء

"وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ". (إشعياء 14:7)

ثالثًا: المسيح هو "نسل المرأة" قد جاء بدون تدخل رجل

"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" (تكوين 15:3).
لو أضفنا إلى هذه نبوءة رابعة عن مكان مولد المسيح، والتي تقول: "أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ... فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ" (ميخا 2:5)، فحينئذ يحق لنا أن نضع هذا التساؤل لدى كل يهودي: كيف لك أن تنكر مسيحنا؟ كيف يكون هناك مسيح آخر لم يأتِ بعد وما زلت تنتظره؟ ومن أين تأتي بمسيح آخر يجمع كل هذه النبوات في شخصه؛ مسيحًا من بيت لحم، نسل امرأة عذراء ومن نسل داود؟ "أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا، يَأْتِي الْمَسِيحُ؟" (يوحنا 42:7). بل وإني أتساءل أيضًا:  كيف تضمن له نقاء النسب خاصة بعد تعرض اليهود للتشرد على مدى ألفي عام  في أنحاء كثيرة من العالم، مما أدّى إلى انصهارهم في مجتمعات جديدة تشردوا إليها وتزوجوا من أهلها وأصبح الاختلاط واضحًا في النسب؟ فكيف يستطيعون إذن أن يثبتوا بأن المسيح القادم سيكون من نسل داود؟

"ونعطى ابنا"

"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 16:3).
المسيح أزلي، ولذلك لم يكن زمن ولادته من العذراء مريم هو تاريخ وجوده، فهو موجود قبل تأسيس العالم. "في البدء كان الكلمة... وكان الكلمة الله" (يوحنا 1:1-2).

"وتكون الرياسة على كتفه"

فالمسيح رئيس الحياة: "رئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك" (أعمال 15:3).
وهو رئيس الرعاة: "وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى" (1بطرس 4:5).
والمسيح هو رئيس خلاصنا: حيث يقول الرسول بولس: "لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ" (عبرانيين 10:2).
هو رئيس كهنتنا: "لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات يسوع ابن الله".
(عبرانيين 1:4)
وهو رئيس الإيمان: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع" (عبرانيين 2:12).
وهو رئيس ملوك الأرض: "وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ" (رؤيا 5:1).
وهو أيضا رئيس السلام: "إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إشعياء 6:9).

ويدعى اسمه عجيبا مشيرا

هل يوجد أعجب من اسم الرب؟ إنه عجيب لا يستطيع العقل البشري أن يدركه. يقول المسيح له المجد: "كل شيء قد دُفع إليّ من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا الآب. ولا أحد يعرف الآب إلاّ الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (متى 27:11). وأصل الاسم يسوع: "ياه شوع" أي "الله المخلص"، الله الذي ظهر في الجسد.
سر شخصه عجيب، واسمه عجيب وعمله عجيب. "وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى21:1).
فهو الاسم الذي يعطي الخلاص لكل من يؤمن به. "كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أعمال 43:10). "ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 12:4).
وهو الاسم الذي "من أجله غُفرت لنا الخطايا" (1يوحنا 12:2).
ومن أجله "يرد نفسي يهديني إلى سُبل البر" (مزمور 3:23).
وهو الاسم المكتوب عنه "إن سألتم شيئًا باسمي فإني أفعله" (يوحنا 14:14).
وهو الاسم الذي بواسطته شفى بطرس الأعرج منذ ولادته. واسم الرب كناية عن شخصه.
مشيرًا: هو المكتوب عنه: "لي المشورة والرأي. أنا الفهم. لي القدرة" (أمثال 14:8).

وهو "إلها قديرا"

معناه في الأصل "الله القدير". فهو الذي تحنن على الجموع، وبقدرته شفى مرضاهم،  وأشبع من خمسة أرغفة وسمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد (متى 14:14-21). وبقدرته أمر البحر أن يهدأ، "كان فى السفينة مع تلاميذه وكان نائمًا كإنسان... فقام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم" (متى 23:8-27).

أبا أبديا

عبارة "أبًا أبديًا" هي في الأصل "أبا الأبدية"، أي أبًا لكل الدهور، الذي يجمع كل ما في السماء والأرض في شخصه. ليتنا نهتم بهذه الصفة للرب يسوع ونضعها دائمًا على قلوبنا وأذهاننا لأنها صفة تستحق منا التأمل "يسوع أبونا إلى الأبد".

رئيس السلام

عندما وُلد المسيح هتفت الملائكة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لوقا 14:2).

المجموعة: كانون الأول December 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

150 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10573926