Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2013

Anis Bahnam"اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ، لأَنَّ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ" (نحميا 10:8).
لما تمت السبعون سنة للأسر البابلي جاء الوقت الذي تنبأ عنه إرميا النبي، وسمحت مملكة مادي وفارس برجوع من يريد الرجوع إلى أرض إسرائيل. وكانت مهمة عزرا هي إعادة بناء الهيكل وترميمه. ومهمة نحميا هي إعادة بناء سور أورشليم وترميم المدينة. "ولما استُهلّ الشهر السابع وبنو إسرائيل في مدنهم، اجتمع كل الشعب كرجل واحد إلى الساحة... فأتى عزرا الكاتب بالشريعة... وقرأ فيها... إلى نصف النهار... وكانت آذان كل الشعب نحو سفر الشريعة" (نحميا 73:7 - 1:8-3).


فكان لكل هذا تأثير عميق على كل الشعب، فكانوا يبكون وينوحون، إذ فهموا كلام الرب، وأدركوا النتائج المريرة لعصيانهم وعصيان آبائهم. كما أن كثيرين بكوا إذ رأوا الفرق الكبير بين هيكل سليمان والهيكل الذي بُني في أيام عزرا، كما هو واضح مما جاء في حجي 3:2، إذ قال حجي: "من الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول (أي في أيام سليمان)؟ وكيف تنظرونه الآن؟ أما هو في أعينكم كلا شيء!". ولذلك كانوا يبكون وينوحون – ولا عجب طبعًا – ولكن، هل يليق أن يستمروا في البكاء والعويل؟ قال سليمان في سفر الجامعة 1:3 و4: "لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السماوات وقت... للبكاء وقت وللضحك وقت. للنوح وقت وللرقص وقت".
ونحن الآن إذ ننظر إلى حالتنا وحالة الكنيسة في أماكن كثيرة في أيامنا هذه، نجد ما يجعلنا نحزن كثيرًا. ولكن، هل نستمر في الحزن، أم هناك ما يساعدنا إزاء ما نراه؟
نجد ردًا جميلاً على هذا السؤال في الآية التي افتتحنا بها هذا المقال، أي في نحميا 1:8.

 

1- "اذهبوا كلوا السَّمين       واشربوا الحلو"

أيها الأحباء، إن مشكلتنا تتعلق كثيرًا بالطعام والشراب الذي نتناوله، وأقصد طبعًا الطعام والشراب الروحي.
هل نغذّي نفوسنا بما نراه ونسمعه من برامج التسلية على التلفزيون التي ليس لنا فيها فائدة روحية، حتى وإن كانت بريئة ومسلية؟
هل مراقبة المباريات الرياضية بشغف تقوينا روحيًا؟ كم من مؤمن يتكاسل بخصوص الذهاب إلى الكنيسة ولكنه يسرع إلى مراقبة برنامجه المفضل قبل أن يبدأ لئلا يفوته جزء منها؟
ما هو المقصود من الطعام السمين والشراب الحلو بالنسبة للمؤمن؟ أليس هو كلام الله الذي قال عنه إرميا النبي: "وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" (إرميا 16:15)، وقال عنه داود أنه "أحلى من العسل وقطر الشهاد" (مزمور 10:119)؟ ولن أطيل الكلام عن هذا، فقد تعوّدنا أن نسمعه ثم ننساه. ولكن ليتنا نتوسل إلى الرب من أجل أنفسنا ومن أجل المؤمنين الآخرين لكي ينقذنا من طعام هذا العالم الذي هو إما مسمم أو بلا فائدة.    

2- وابعثوا أنصبة لِمَن لَمْ يعدّ له

يا لها من كلمات تحمل معاني ثمينة!
ماذا تبعث للآخرين أيها المؤمن؟
بماذا تحدثهم؟
أبكلام الهزل الذي لا يليق، حتى وإن كان مضحكًا، ولكن لا غذاء فيه، أم تبعث لهم أنصبة من كلام الله؟
هل يهمك أن يستفيدوا وينالوا نصيبًا من الطعام الروحي لتشجيعهم، لكي يفرحوا هم أيضًا وينمو نموًا روحيًا متواصلاً؟
هل تساعد على نشر الكتاب المقدس؟
هل تعطي نسخة من الإنجيل كهدية لمن ليس عنده؟
وهل عندك رغبة في تشجيع المؤمنين على فهم ما جاء في الكتاب المقدس؟
هل كلامك مصلح بملح ليعطي نعمة للسامعين؟
هل تمنح أحد معارفك اشتراكًا في مجلة روحية ليستفيد مثلك؟
إبعث أنصبة لمن لم تُعدّ لهم، عالمًا أن تعبك ليس باطلاً في الرب، بل ستكون المكافأة لك أعظم من أي ربح مالي، يوم تعطي حسابًا للرب، الأمر الذي لا بد منه.

3- اليوم إنما هو مقدس لسيدنا

تذكّر أيها المؤمن أن اليوم، وكل يوم، هو مقدس لسيدنا، أي لربنا يسوع المسيح. لأننا قد اشتُرينا بثمن. ونتيجة لذلك يجب أن أفكر لا في ما هو لنفسي، بل ما هو ليسوع المسيح. يجب أن لا أكون مشغولاً بأحوالي وظروفي بل أن أحوّل نظري وفكري نحو سيدنا وحبيبنا فنكون حقًا "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله". لا شك أننا نحتاج أن نفحص قلوبنا ونمتحنها. ولكن ليتنا لا نطيل النظر في ضعفاتنا ونقائصنا، بل في كمال وأمجاد يسوع المسيح، الذي فيه قد بوركنا بكل بركة روحية في السماويات. كلمة "مقدس" تعني مخصص أو مكرس. فإذا أدركنا أن اليوم مقدس ومخصص للرب، ألا يكون لهذا تأثير قوي على حالتنا الروحية؟ أما إن كنا ننسى ذلك، ونظن أن لنا حق التصرف في أوقاتنا كما نشاء فنهتم بإشباع رغبات الجسد، فإننا سنخسر خسارة كبيرة، بل نصبح أسرى لشهواتنا. إن أيامنا على هذه الأرض قليلة ومحدودة، فليتنا نكون حكماء "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة"، والأوقات التي نضيعها لن تعود مرة أخرى.

4- ولا تحزنوا، لأن                  فرح الرب هو قوّتكمْ

هناك حزن بحسب مشيئة الله، يقول عنه الرسول بولس في 2كورنثوس 9:7: "الآن أنا أفرح، لا لأنكم حزنتم، بل لأنكم حزنتم للتوبة. لأنكم حزنتم بحسب مشيئة الله"، وأيضًا: "لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة. وأما حزن العالم فينشئ موتًا" (عدد 10). وفي عدد 11 "فَإِنَّهُ هُوَذَا حُزْنُكُمْ هذَا عَيْنُهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، كَمْ أَنْشَأَ فِيكُمْ: مِنَ الاجْتِهَادِ". هذا الحزن الذي تكلم عنه الرسول بولس هو الحزن الذي يصحب الاعتراف بالخطأ، ويؤدي إلى التوبة القلبية الصادقة – ولكنه يجب ألاّ يستمر. ونستطيع أن نفهم هذا مما حدث مع المرأة الخاطئة في بيت الفريسي في لوقا 36:7-50. كانت المرأة تبكي حزينة على خطاياها وتغسل رجلي الرب بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها. ولكن كيف انتهى الأمر؟ قال لها الرب: "إيمانكِ قد خلصك، اذهبي بسلام"، فانتهى الحزن والبكاء وامتلأ القلب بالفرح والرجاء. ينذر الروح القدس ضد الاستمرار في الحزن، إذ يقول: "لئلا يُبتلع مثل هذا من الحزن المُفرط" (2كورنثوس 7:2). إذًا الهدف ليس هو الحزن بل الفرح الذي يلي الحزن المؤقت، لأن فرح الرب هو قوتكم".
يا لها من كلمات تشجع المؤمن في كل حين، "فرح الرب هو قوتنا"! كثيرون من المؤمنين يبحثون عما قد يؤدي إلى القوة الروحية. وبعض الكنائس تعمل نشاطات مختلفة وبرامج للشباب، وقد يكون معظمها أو حتى كلها نافعًا لحدٍّ ما. ولكن "الحاجة إلى واحد"، وهو الرب يسوع المسيح، مصدر الفرح الحقيقي ومصدر القوة الحقيقية.
كثيرون يشتكون من الضعف والجفاف في اجتماعات العبادة، والبعض يحاولون أن يعوضوا عن هذا بموسيقى أفضل، أو مواعظ أكثر بلاغة، وكل هذا قد لا يكون منه أي ضرر، ولكن تأثيره سطحي ومؤقت. أما سر القوة الحقيقية فهو فرح الرب. لو كان المؤمنون والمؤمنات، قبل الذهاب إلى الاجتماعات الكنسية، يقضون وقتًا في محضر الرب ليفرحوا ويبتهجوا به مرنمين وساجدين وشاكرين له، لتغيّر الحال تمامًا. أما إذا كنا نذهب وأذهاننا مليئة بمشاغل اليوم أو تسلياته فسنضعف وتضعف اجتماعاتنا.
ليتنا نتعلم معنى القول "تلذّذ بالرب"، وذلك بأن نتذكر كل حسناته، نتذكر أننا كنا خطاة مندفعين نحو البحيرة المتقدة بنار وكبريت، ولكنه أنقذنا منها كما أنقذنا من سلطان الظلمة. ولو فكرنا في هذا كله نمتلئ آنئذ بالفرح، وتفيض قلوبنا بالشكر والحمد لمن أحبنا وبذل نفسه لأجلنا، وسنختبر بحق معنى القول: "لأن فرح الرب هو قوتكم". لا عجب أن الرسول بولس قال للمؤمنين في فيلبي هذه الكلمات الجليلة التي طالما رددناها بأفواهنا، والآن يجب أن تمتلئ بها قلوبنا "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضًا افرحوا" (فيلبي 4:4).

المجموعة: نيسان April 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

216 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476880