Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار - حزيران May - June 2013

الدكتور أنيس بهنام"عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم، ولكن قد أُظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم، أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجدًا، حتى أن إيمانكم ورجاءكم هما في الله" (1بطرس 18:1-21).
من الأدلة التي تؤكد لنا أن الكتاب المقدس موحى به من الله هو الارتباط والتناسق بين الأسفار المتعددة، بالرغم من أنه كُتب في فترة تمتد نحو 14 قرنًا من الزمان، وكتبه أناس مختلفون في بيئتهم ووظائفهم، فمنهم من كان ملكًا ومنهم صيادو السمك وجباة الجزية، ومنهم راعي الغنم، ومنهم الطبيب، إلا أنه لا يوجد تناقض بينهم. والآن سنتأمل في موضوع الفداء بواسطة "حمل الله الذي يرفع خطية العالم"، فسنجد هذا الموضوع يبدأ في سفر التكوين الذي هو أول سفر في الكتاب المقدس. ويتكرر ظهوره في أسفار أخرى إلى أن نصل إلى آخر سفر في الكتاب المقدس وهو سفر الرؤيا.
في الآيات التي اقتبسناها في مقدمة هذا المقال نتعلم عدة حقائق:

أولاً: أن الإنسان مهما كان غنيًا، أو ذكيًا، أو ناجحًا، فإنه لا يملك ما يوفر له الفداء.

فالفضة والذهب يرمزان إلى أثمن الممتلكات الأرضية، ولكنها لا تفدي الإنسان، إذ يقول الكتاب: "وكريمة هي فدية نفوسهم، فغلقت إلى الدهر" (مزمور 8:49). لقد حاول قايين أن يتقرّب إلى الله على أساس مجهوداته الذاتية، وذلك بأن يقدم لله من ثمار الأرض نتيجة تعبه وعمله (تكوين 4). وقد يكون قد جمع باقة من الزهور الجميلة ذات الرائحة الذكية والكثير من الثمار والفواكهة الشهية، ولكن الله لم يقبل تقدمته. وهلك قايين لأنه تجاهل حاجته إلى الذبيحة، إذ "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 22:9). فلا بد من الخروف، وإن كان في نظر الإنسان أقل قيمة من الذهب والفضة.

ثانيًا: هذا الحمل هو من تعيين إلهي "معروف سابقًا قبل تأسيس العالم".

وهذا نجد له رمزًا في قصة إبراهيم وإسحاق في سفر التكوين 22، إذ سأل إسحاق أباه إبراهيم: "أين الخروف للمحرقة؟" (عدد 7). أجابه رجل الإيمان إبراهيم: "الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني" (عدد 8).

ثالثًا: الخروف المقبول من الله لا بد أن يكون بلا عيب ولا دنس (1بطرس 19:1).

وهذا ما نتعلمه من سفر الخروج 12 بمناسبة عمل الفصح في أرض مصر. إذ قال الرب لموسى: "تكون شاة صحيحة"، وتتكرر هذه الحقيقة مرارًا في سفر اللاويين، سفر الذبائح، إذ يقول في لاويين 21:22: "تكون صحيحة للرضا. كل عيب لا يكون فيها". وهو واضح في الترجمة الإنجليزية It must be perfect to be accepted.

رابعًا: هذا الحمل الذي بلا عيب ولا دنس لا بد أن يُسفك دمه لأن النفس هي في الدم.

هذه الحقيقة ترد مرارًا كثيرة في العهد القديم. فلما أمر موسى الشعب أن يصنعوا الفصح في أرض مصر (خروج 12) ذكر لهم قول الرب: "أرى الدم وأعبر عنكم". فالفداء هو بالدم. وهذا نتعلمه بوضوح في العهد الجديد إذ يقول: "وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 22:9). وأيضًا "الذي لنا فيه (أي في المسيح) الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته" (أفسس 7:1).

خامسًا: إن الدم الذي ننال به الفداء هو دم المسيح، الذي لم يكن الخروف إلا رمزًا له.

وهذا نتعلمه من إشعياء 53 إذ يصبح أمرًا واضحًا لنا أن ملايين الذبائح التي قدمت في العهد القديم كانت كلها رموزًا لذبيحة ذلك الذي يقول عنه إشعياء بالروح القدس: "محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتدّ به" (عدد 3)، وأيضًا "كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (عدد 6). وفي عدد 7 "ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه". كان رجال الله الأتقياء والأنبياء يعرفون أنه سيأتي ويكون عليه رجاء الأمم، أما من هو بالتحديد فلم يعرفوا.

سادسًا: نتعلم أن هذا الذي تكلم عنه إشعياء، والذي كان يشغل أفكار الأنبياء، والذي كان الأتقياء ينتظرونه هو الرب يسوع،

وذلك نجده حين رأى يوحنا المعمدان يسوع ماشيًا فقال: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 29:1). فهو الذي تنبأ إشعياء عن ولادته من العذراء، وتنبأ عنه ميخا النبي أنه يولد في بيت لحم. وهناك نبوءات كثيرة جدًا تمت بمجيئه. "ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس" (غلاطية 4:4). وأعلن المسيح عن نفسه قائلاً: "أن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (متى 28:20). وقال أيضًا: "الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يوحنا 24:12).

سابعًا: "أقامه الله من الأموات".

فهذا الذي أُسلم لأجل خطايانا أُقيم لأجل تبريرنا. "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5). قيامة المسيح هي حقيقة أكيدة تشهد لها الأناجيل الأربعة.

ثامنًا: "وأعطاه مجدًا" (1بطرس 21:1).

وهذا نراه في كل العهد الجديد. قال الرسول بطرس في أعمال الرسل 13:3 "إن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، إله آبائنا، مجد فتاه يسوع، الذي أسلمتموه أنتم". وفي عبرانيين 9:2 نقرأ: "... يسوع، نراه مكللاً بالمجد والكرامة"، وأخيرًا في سفر الرؤيا 11:5-13 "ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش... قائلين بصوت عظيم: مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على البحر، كل ما فيها، سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين".
ليت قلوبنا وأفكارنا تتعلق بهذا الشخص الكريم الذي أحبنا وأسلم نفسه للموت لأجلنا.

المجموعة: أيار - حزيران May - June 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472937