Voice of Preaching the Gospel

vopg

آب Agust 2013

الدكتور القس ميلاد فيلبسأعطى هتلر لأحدهم فرصة ليتكلم بالراديو إلى العالم الخارجي، ولكن المذيع أمره أن يقول كلمة واحدة فقط. وحار الرجل في أمره، ثم صرخ بأعلى صوته: "النجدة!" أي الخلاص. وهذا ما نحتاج إليه. فما هو الخلاص؟ إنه النجاة، والتجديد، والتبرير، والغفران، والراحة القلبية، والفوز، والتقديس.
سئل أحدهم: بماذا أفادك الكتاب المقدس؟ فأجاب: وجدته يقدم لي مخلصًا يمحو بدمه كل خطيئة، ويقدّم لي أبًا شديد العناية بي، ويجهّز لي سماء لأصرف فيها الأبدية. إذًا مفهوم الخلاص يتضمن:

 

أولاً: الخلاص بالنعمة

إن نعمة الله، منذ الأزل وإلى الأبد، هي من "إله كل نعمة" (1بطرس 10:5)، الذي عرشه "عرش النعمة"، "فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح" (1بطرس 13:1). إن كلمة نعمة في العبرية القديمة تعني "الانحناء" لتصير "الإحسان المتنازل". أجل! إن المحبة تربط العبادة بالعاطفة، وعندما تتنازل تنحني لتصير نعمة. وما هي ثمار النعمة؟ أولاً، إدراك أننا بحاجة إلى مساعدة الله للغفران والخلاص، والتخلي عن محبة الذات، والإقلاع عن ماضينا، والتحرر من الالتزام الجسدي وعبودية إبليس. بكل تأكيد إذا رأينا مجد المسيح يمكننا أن نحصل "من ملئه... نعمة فوق نعمة". وهذه النعمة تغير الحياة وتقبل الآخر وتدعم الخدمة. إنها ثورة قلبية تفك قيود التدين نحو الحرية وتدفع اليائس نحو البهجة.
يا لها من قوة سمت     في دماء الحمل
فذنوبي كلها امحت     فهيا اغتسل بالدما                                                            

ثانيًا: الخلاص بالقبول

إن الإيمان بالمسيح ليس مجرد اعتقاد فكري عقلي بأنه مخلص العالم بل قبوله شخصيًا في القلب والإرادة وتسليم الحياة بالكلية له. هذا يعني قبول ناموسه ليكون ناموس حياتنا، وقبول قوته لتكون مصدر معونتنا، وقبول إرادته لتكون إرادتنا، وقبول وصاياه في طاعة واحترام لتكون نبراسًا لأقدامنا ونورًا لسبيلنا. "أما كل الذين قبلوه  فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه".
وقع لوثر في خطأ فادح عندما ناجى نفسه: "متى أصير نقيًا للدرجة التي فيها يكون لي الله رحيمًا"، ولكن بعد أن أشرق عليه نور الإنجيل "أما البار فبالإيمان يحيا"، رأى أن الخلاص ليس بالبر الذاتي بل بالإيمان. هناك بعض المحاولات الذاتية التي تعطل الخلاص كمحاولة إخفاء الخطيئة كما فعل آدم وحواء، أو محاولة الحصول على الخلاص بالإصلاح الذاتي الديني والعلمي والاجتماعي، أو التمسك بأعمال الناموس بدلاً من تسليم الحياة لله كالفريسي. وهل يمكن التأكد من نوال الخلاص؟ إن المواعيد الإلهية ضمانًا للخلاص، والأمثلة الكتابية برهانًا للخلاص، وقوة الله الحافظة هي يقين الخلاص. إن الخلاص يدخل نفس الإنسان من نفس الباب الذي دخلت منه  الخطيئة، وهو الأذن، "اسمعوا فتحيا أنفسكم" (إشعياء 3:55).                                                                               

ثالثًا: الخلاص بالمسيح

أعطانا الرب في سفر الخروج مثلاً عن كيفية الشفاء من سم الخطيئة في شكل الحيات المحرقة، فرفعت حية نحاسية على عصا، وكان على الملدوغ أن ينظر إلى الحية بالإيمان، وهكذا بالإيمان يخلص. "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". إن كثيرين ينطبق عليهم قول الكتاب: "الذي لا يستمع إلى صوت الحواة الراقين رقى حكيم"، لأنه يدفن أذنًا في التراب ويغطي الأخرى بذيله حتى لا يسمع لصوت الراقي. إن النعمة هي أخبار الله المفرحة عن الخلاص.                                          
للهلاك درجات ثلاث: الأولى الإهمال، "فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟". والثانية الرفض والعناد. والثالثة الاحتقار والإهانة، "فكم عقابًا أشرّ تظنون أنه يُحسب مستحقًا من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة؟". لكن في المسيح لنا "قرن خلاص" للقوة، و"صخرة خلاص" للثبات، و"برج خلاص" للضمان، و"خوذة خلاص" للحفظ، و"كأس خلاص" للفرح، و"ينابيع خلاص" للانتعاش، و"ثياب خلاص" للجمال الروحي.

رابعًا: الخلاص بالخوف

ينصح بولس الرسول أهل فيلبي 13:2 "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة"، فقد كان عليهم أن يسعوا لكي يكون لهم فكر المسيح وأن يعلنوا هذا الفكر. وبذلك يتمموا خلاصهم رغمًا عما يهددهم. وإن كان علينا أن نتمم خلاصنا، لكن "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" ولكي نعمل مسرته. إن فكر المسيح له علاقة بالفرح والطاعة والألم، إي إن العمل بخوف في مواجهة المقاومات الخارجية والانقسامات الداخلية يتطلب الكثير من التدرب في البرنامج الإلهي التعليمي للألم. إن خلاص شعب الله القديم من مصر ومرحلة البرية القاسية رمزان لخلاصنا من صراعات الجسد، والعبودية، وكلاهما يتمان هنا. أما انتصارات أرض كنعان فتشير إلى المجد العتيد أن يستعلن فينا. قال أحدهم: إني سعيد لأجل حصولي على ثلاثة أنواع من الخلاص: الأول خلاص من الخطيئة، والثاني خلاص من الهموم، والثالث خلاص من الشكوك.                                         

خامسًا: الخلاص بالخبر

كيف تغير عظماء مثل أغسطينوس؟ إنه سمع عظة عن "لنسلك بلياقة كما في النهار: لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر" (رومية 13:13)، أما يوحنا كلفن فتأثر بالآية: "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا" (إشعياء 5:53). تأثر اسبرجن بعظة عن "التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض" (إشعياء 22:45)، وذاب قلب مودي عند سماعه الآية "مرة واحدة تكلم الرب، وهاتين الاثنتين سمعت: أن العزة لله" (مزمور 11:62). وغيره تأثّر بالآية: "وأنت فهل تطلب لنفسك أمورًا عظيمة؟ لا تطلب" (إرميا 5:45)، وجورج مولر بالآية: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). وهكذا الجنرال فنج الذي تأثر بالقول: "من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا" (متى 39:5). يقول الكتاب: "لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص. فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟... إذًا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رومية 13:10 - 17).

سادسًا: الخلاص بالتوبة

إن الكتاب المقدس يضع التوبة والإيمان كشرطين لازمين للخلاص في مرقس 15:1، فما الفرق بينهما؟ الإيمان هو اليد التي بها تتناول الخلاص، أما التوبة تبدأ بالاعتراف. الإيمان يشعر التائب بالحاجة للخلاص. الإيمان يتحرك بالمحبة والتوبة تنتج تطهير النفس.  في المحبة أرى أن لي شيئًا لآخذه، هبة بلا ثمن.                                                                                                       
خلص تشارلز فني وهو يصلي في الغابات، وسام جونس نال الخلاص بجوار أبيه وهو على فراش الموت. ومودي قبل المسيح وهو يبيع في مخزن أحذية في بوستن. ودكتور تشابمان صار للمسيح وهو ولد صغير في مدرسة الأحد. وتخلص توري لما كان يقارن بين المسيحية والإلحاد كملحد. لا يتجدد الناس بنفس الطريقة، فقد جاءت ليدية عن طريق العاطفة، والسجان عن طريق الإرادة، وبولس بالكشف الإلهي، وكرنيليوس بالحجة المنطقية.                                                                                                      

سابعًا: الخلاص بالصبر

في عظة بطرس الرسول يوم الخمسين يضع سبع خطوات للخلاص (أعمال 2) تبدأ بسماع الكلمة، والتوبة، والغفران، والإيمان، وعمل الروح القدس، والمعمودية بالماء، والثمر الروحي. والخلاص له ثلاثة شروط: أولها اليقين بغفران خطاياك، والثاني الحصول على قلب جديد، والثالث أن تصير للمسيح، "والذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (متى 13:24). فما هي علاقة الخلاص بالصبر؟ تكلم المسيح عن خراب أورشليم وما سيتبعه من اضطهادات ودمار، وقال: "بصبركم اقتنوا أنفسكم". سأل أيوب قديمًا: "ما هي نهايتي حتى أصبِّر نفسي؟" فيجيب العهد الجديد: "لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد" (عبرانيين 36:10)، "لأن الضيق ينشئ صبرًا، والصبر تزكية، والتزكية رجاء"، وفي النهاية "فهذا يخلص".
بعد أن تكلم خادم الله مع أحدهم عن موت المسيح ولزومه لأجل خلاص البشر، أجابه: أنا لا أحب أن أسمع شيئًا عن الصليب.  ولماذا لا تُكلمنا عن المسيح كمثال؟ قال له الخادم: وهل أنت مستعد أن تتبع المسيح كمثال؟ إنه في 1بطرس 22:2 يقال عنه: "الذي لم يفعل خطية"، فهل يمكنك أن تخطو هذه الخطوة؟ ولما أبدى أسفه، فهم أن حاجته الأولى هي إلى المسيح المخلص.

المجموعة: آب August 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10555167