Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الثاني November 2013

Anis Bahnamقال الرب يسوع لتلاميذه: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ. وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ. وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا". (متى 28:16-5:17)
حقًا ما أعظم الفرق بين المشهد على جبل التجلي وما حدث في الجلجثة! فالجلجثة تُحدِّث عن آلام المسيح، أما جبل التجلي فيخبرنا مقدّمًا عن الأمجاد التي تلي ذلك. فما حدث على جبل التجلي هو صورة صغيرة لأمجاد المسيح في ملكوته. وقد أشار الرسول بطرس إلى حادثة التجلي قائلاً: "لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ. وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ" (2بطرس 16:1-18).
في كل من الأناجيل الثلاثة التي ترد فيها هذه الحادثة، فهي تتبع قول الرب أنه سوف يُقتل ويقوم في اليوم الثالث وأنه سوف يأتي ثانية "بمجد أبيه ومع ملائكته".
فما رآه بطرس ويعقوب ويوحنا كان لمحة للمجد الذي سيأتي به ربنا وفادينا يسوع المسيح، الذي مات لأجلنا على صليب الجلجثة. والآن سنعمل مقارنة بين هذا المشهد الجليل على جبل التجلي وبين مشهد آخر لما أتوا بالرب إلى "موضع يُقال له جلجثة. وهو المسمّى موضع الجمجمة" (متى 33:27).

أولاً: على جبل التجلي "تغيّرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس"، أما في الجلجثة فكانوا قد لطموه على وجهه، وبصقوا عليه، ووُضع على رأسه إكليل من الشوك، فسال الدم من جبينه على وجهه "كان منظره كذا مفسدًا أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم" (إشعياء 14:52). قال بروح النبوّة: "لأني من أجلك احتملت العار، غطّى الخجل وجهي" (مزمور 7:69).

ثانيًا: على جبل التجلي صارت ثيابه بيضاء كالنور. وفي مرقس 3:9 "وصارت ثيابه بيضاء جدًا كالثلج، لا يقدر قصّار على الأرض أن يبيّض مثل ذلك". أما في الجلجثة فإنهم استهزأوا به وألبسوه رداء قرمزيًا سخرية به. "وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب" (متى 31:27). "ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها، لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى ملابسي ألقوا قرعة" (عدد 35).

ثالثًا: على جبل التجلي ظهر موسى وإيليا يتكلمان معه. اثنان من أكرم رجال الله الأنبياء في العهد القديم. موسى الذي شهد له الرب قائلاً: "وأما موسى عبدي فهو أمين في كل بيتي" (عدد 7:12). كما قال: "فمًا لفمٍ وعيانًا أتكلم معه لا بالألغاز وشبه الرب يعاين" (عدد 8:12).
"ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهًا لوجه" (تثنية 10:34). وإيليا كان نبيًا عظيمًا في وقت عصيب جدًا في تاريخ إسرائيل، وأكرمه الرب بأنه لم ير الموت بل أصعده إلى السماء في مركبة نارية. ويختتم العهد القديم بذكر اسمه "هأنذا أُرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف، فيردّ قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن" (ملاخي 5:4-6).
أما في جلجثة، فهناك "جَاءُوا أَيْضًا بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ. وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى جُمْجُمَةَ صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا 32:23-34). ويخبرنا البشير متى أن الاثنين كانا يعيّرانه، ولكن واحدًا منهما ندم وتاب فقال له الرب: "الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 43:23). يا لها من نعمة تفوق إدراك العقل! وعلى جبل التجلي كان مع الرب ثلاثة من تلاميذه، أما في جلجثة فكان تلاميذه قد تركوه وهربوا. "وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزّون رؤوسهم" (اقرأ متى 39:27-43).

رابعًا: على جبل التجلي "إذا سحابة نيِّرة ظللتهم" (متى 5:17). لا شك أن هذه السحابة هي سحابة المجد، أي الشكينة، التي تابعت بني إسرائيل في البرية، والتي كانت تظهر عند خيمة الاجتماع، وهي تعبّر عن وجود الرب. وقد أشار إليها الرب يسوع بخصوص مجيئه الثاني، فقال: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ" (متى 30:24). وأما في الجلجثة لم تكن هناك سحابة نيِّرة، بل كانت ظلمة على كل الأرض من منتصف النهار ولمدة ثلاثة ساعات (متى 45:27). تلك هي الساعات الرهيبة التي فيها حجب الله وجهه عن هذا القدوس البار إذ قَبِل أن يكون بديلاً عنك وعني – أيها القارئ العزيز – وهي التي سماها الرب يسوع "الكأس التي أعطانيها الآب لأشربها" والتي صلى بخصوصها في بستان جثسيماني ثلاثة مرات قائلاً: "يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" (متى 39:26). في تلك الساعات تمّ ما جاء في سفر زكريا 7:13 "استيقظ يا سيف على راعيّ وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود". عبّر عنها كاتب الترنيمة بهذه العبارات المؤثرة:
لما رأى السيف التهب    
قد صاح من هول الغضب
إيلي لِما تركتني
ووجهك عني احتجب
إنك قد ضربتني
بسيف عدلك الرهيب
قد ذاب قلبي داخلي
كالشمع أمام اللهيب
ولكي تعرف الأكثر عن هذا أيها القارئ العزيز، تأمل في مزمور 22 الذي يفتتح بالقول: "إلهي، إلهي! لماذا تركتني؟".
أما على جبل التجلي فجاء صوت الآب قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا" (متى 5:17). وكان المشهد جليلاً حتى أن بطرس قال: "يا رب جيد أن نكون هنا" (عدد 4). أما في الجلجثة فكان الأمر مخيفًا ورهيبًا وكان بطرس قد أنكره وتلاميذه هربوا، والنساء كنّ يلطمن أيضًا وينُحن عليه (لوقا 27:23). وأخيرًا لما صرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح انشقّ حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتّحت (انظر متى 50:27-52).
وأخيرًا، نتعلم أن المسيح نزل مع تلاميذه من جبل التجلي وصنع معجزة أخرى من معجزاته العديدة. أما بعد صلبه فجاء يوسف الذي من الرامة وطلب جسد يسوع ولفّه بكتان نقي ووضعه في قبره الجديد. ولكنه تمم ما قاله لليهود: "انقضوا هذا الهيكل وأنا بعد ثلاثة أيام أقيمه". قال هذا عن هيكل جسده. حقًا هو القيامة والحياة، وكل من يؤمن به ينال الحياة الأبدية. "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 16:3).

المجموعة: تشرين الثاني November 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475472