Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول December 2013

Fares Abu Farhaأجزلت السماء خيراتها وأمطرت بركاتها على أرضنا لسنين وعقود وقرون طوال. لكنها في وقت محدد وزمان محتوم أرسلت لنا عطيةً لا يُعبَّر عنها، ألا وهي شخص الرب يسوع المسيح - له المجد كله.
عندما كنتُ طفلاً، كنت دائمًا أحلم بالهدية التي سأحصل عليها في عيد الميلاد. لكن، عندما كنتُ أحصل عليها وأفرح بها، سرعان ما كنت أنصرف عنها، أو أركنها في زاوية ما، أو لا أعود أهتم بها؛ إذْ كانت تفقد سحرها وجاذبيّتها، وربما كانت تتكسّر أو تضيع. بعد ذلك كنت أحلم بالحصول على هدية أخرى... وهذا كله أمر طبيعي، لأنها هدايا وقتية يمكن تبديلها أو تعويضها وشراء أفضل منها.
يقدّم الله اليوم لك ولي عطية لا يمكن شراؤها بأي ثمن، ولا يمكن العيش من دونها، ولا نستطيع ضمان أبديّتنا مع الله ودخول السماء من غيرها. إنها عطية يسوع المسيح، طفل بيت لحم! فيسوع، على خلاف كل طفل آخر، هو الذي كُتب عنه: "يولد لنا ولد ونُعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام". لقد تمّ تحديد مكان ولادته وزمانها في نبوءات كتابية قديمة. وتمّ تعيين مكان إقامته وهويّة أمه أيضًا. وفضلاً عن ذلك، تمّ الترتيب لخدمته والتهيئة لها وتحديد معالمها، حسب المواصفات المذكورة في إشعياء 61. وحدّدت كلمة الله في العهد القديم أين سيموت، ولماذا، وكيف، ومتى سيقوم. أيّ طفل هذا؟
قرأت ملاحظة جميلة لأحد شرّاح الكتاب المقدس عن قول الكتاب "وتكون الرياسة على كتفه". قال: إن الراعي يسوع هو الذي وجد خروفه الضال في لوقا 5:15-6 "وإذا وجده يضعه على منكبيه (كتفيه) فرحًا، ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: افرحوا معي". فالمسيح يحمل الرياسة والحكم، والأشياء كلها على كتف واحدة، لكنه يضع الخروف الذي وجده - أي الخاطئ التائب الراجع إليه - على منكبيه، أي على كتفيه الاثنتين، لا على كتف واحدة، لأنه عزيز وغالٍ على قلبه. والسؤال: ما الذي يميز يسوع المسيح كعطية عن باقي العطايا؟ إنه،

أولا: العطية المتواضعة

لم يكن أبواه من الأغنياء، إذ عاشت مريم العذراء ويوسف النجّار عيشة غير ميسورة في ناصرة الجليل. وعندما حان موعد ولادة يسوع، لم يجدا مكانًا يقيمان فيه عندما كانا في بيت لحم. يقول الكتاب: "فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" (لوقا 7:2). نرى هذه الحقيقة في كلام يسوع حين قال: "لم آت لأخدُم بل لأَخدِم". يا لها من عطية عظيمة ننحني أمامها سجودًا! فالله العلي الذي يملك الأرض، والسماوات، وجميع المجرّات وكل ما فيها، يختار بمحض إرادته أن يولد بهذه الصورة المتواضعة!

ثانيا: العطية السماوية

لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ (يوحنا 33:6). لم تكن بداية يسوع في بيت لحم ولا في الناصرة، لأنه كائن منذ الأزل وهو قبل كل شيء. وهو "الذي كان والكائن والذي يأتي"، فليست له بداية ولا نهاية. لكنه وُلد بمعنى "تجسَّد"، أي نزل من السماء إلى الأرض متّخذًا طبيعة بشرية. وتؤكد هذه الحقيقة لاهوته وسلطانه حين قال: "لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا". وصف رجل الله داربي حياة المسيح باقتضاب شديد لكن بأسلوب سامٍ ورفيع، فقال: "ابتدأ في المذود وانتهى على الصليب، وبين هذا وذاك لم يكن له أين يسند رأسه!" لماذا؟ لأنه سماوي. قال يسوع: "مملكتي ليست من هذا العالم". وأكّد هذه الحقيقة بقوله في (يوحنا 13:3) "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ".
ليس يسوع العطية المتواضعة والسماوية فحسب، لكنه أيضًا.

ثالثا: العطية المرجوّة

يقول الكتاب: "وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (حجي 7:2). يا صديقي، أنت لستَ محتاجًا إلى مزيد من الهدايا لكنك في أمَسّ الحاجة إلى يسوع ولمسته الحانية. تحتاج إلى من يروي النفس العطشى ويشفي القلب العليل. أنت وأنا نحتاج إلى من يعطينا السلام والضمان، ويسوع وحده يعطينا سلامًا مع الله وسلامًا في داخلنا، السلام الذي يتمتع هو به. قال: سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم (يوحنا 27:14). ويؤكد الرسول بولس هذه الحقيقة قائلاً: لأنه هو سلامنا (أفسس 14:2). ولهذا فإن يسوع هو العطية المرجوّة. والجدير بالذكر هو أن يسوع عند ولادته لم يكن مرغوبًا فيه من بعض الأشخاص. لم يقدّروه ليرحّبوا به، بل أرادوا التخلص منه لأنه شكّل خطرًا عليهم. فلما سمع هيرودس الملك أنّ ملكًا آخر قد وُلد، اضطرب. رأى في يسوع تهديدًا لعرشه وحكمه غير المستقرّ، وقد اضطربت كل أورشليم معه. فالمدينة التي كان ينبغي لها أن تستقبل الخبر بفرح، انزعجت من أمرٍ يمكن أن يزعزع استقرارها.
كذلك يخشى كثيرون دخول يسوع إلى مملكة حياتهم، لأنهم يريدون أن يظلوا ملوكًا على ذواتهم ويعيشوا كما يريدون. لكن المسيح لا يأتي ليحرمك من أشياء جيدة. بل يريد أن يعطيك حياة غنية مُشْبِعة! قال: "أتيتُ لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يوحنا 10:10).
أخيرًا عزيزي القارئ، تخبرنا كلمة الله أنه عندما جاء يوسف ومريم من الناصرة إلى مدينة بيت لحم، لم يكن لهما موضع في المنزل. لم يجد يسوع مكانًا في بيت صاحب الفندق، ولم يجد مكانًا في بيوت المدينة كلها. ولم يجد مكاناً في قلوب كثيرين. وكثيرون هم الذين يرددون في هذه الأيام العبارة نفسها: "ليس عندي له مكان في قلبي وفي حياتي". قد يكون لك مكان لأشياء أخرى كالعمل، والعائلة، والأصدقاء وليس ليسوع. لكنْ، ألا يستحق أن نخلي له القلب كله لنجعله ملكاً وربًّا علينا؟ هل من اللائق أن تستجيب للمسيح بقولك: "ليس عندي مكان له"؟ هذه هي دعوة من الله إليك. ألا تسمع صوته العذب يناديك؟ وهل تلبّي النداء؟ اقبل عطية الله في هذا العيد واجعل اليوم يومَ ميلادك الثاني فتنال مواعيد الله الثمينة وتتمتع بحياة مليئة بالحب والسلام مع الله.

المجموعة: كانون الأول December 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

106 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10473080