Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران June 2014

Mufid_Said

أود أن أحدثكم عن أصعب طلب يطلبه منا الرب يسوع، وهذا الطلب يتألف من شقين:

الشق الأول هو "سمعتم انه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوّك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذي يسيئون إليكم ويطردونكم" (متى 43:5-44).

 

 

والشق الثاني هو "فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ" (متى 14:6-15). قد نقول: نحن بنعمة المسيح لا نُبغض أحدًا، هم الذين يعتدون علينا ويسيئون إلينا.

في عام 1984 خطف الإرهابيون في لبنان شخصًا اسمه أندرسون، حبسوه في غرفة ضيقة قذرة، وأخذوا يعذّبونه. أمضى أندرسون في ذلك الحبس 7 سنوات، ثم أعطوه كتابًا واحدًا هو الكتاب المقدس.

يقول: قرأت الكتاب المقدس بكل شغف وأنا أفتّش فيه عن كلمة تساعدني؛ كيف أهرب أو أنتقم ممن خطفوني؟ وبينما أبحث في الكتاب فوجئت بالقول: "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم".

وبعد 2455 يومًا أُطلق سراحه يوم 12 نيسان 1991 واستقبله جمع من الصحفيين يسألونه عن حاله.

أجاب: أنا مطالَب أن أغفر لهم مهما كانت التكلفة، وهذا ليس من خير فيّ بل بنعمة ربي يسوع.

أحبائي، إن هذا المطلب العسير الذي يطالبنا به الله لا شك فيه مغزى عظيم، فالله لا يطالبنا بأمر ليس فيه خيرنا... وأول بركة لنا من ممارسة الغفران هي الشفاء النفسي الداخلي، ربما لكراهية احتفظنا بها لسنوات وهي تنخر في عظامنا وأذهاننا وتسلبنا سلامنا بل وتشقينا.

والبركة الثانية هي لأجسادنا، فالكثير من العلل النفسية تنخُر في عظامنا وتسبب الأمراض المزمنة، التي تلصق بنا لاحتوائنا على الكراهية والمرارة.

لقد ضرب لنا الرب يسوع مثل الملك الذي أراد أن يحاسب عبيده. كان العبد الأول مديون بـ 10 آلاف وزنة، ولما لم يستطع العبد أن يفي، أمسكه وزجّ به في السجن، ووصل الخبر إلى الملك فأرسل وأحضر العبد الظالم الذي سامحه بـ 10 آلاف وزنة، ثم أودعه السجن قائلاً له: لقد سامحتك بكل الدين الكبير، أما كان ينبغي عليك أن تسامح أخاك؟

هل هناك أبلغ من هذه القصة التي يجب أن يتفهّمها الإنسان العادي؟

كم يساوي خلاص إلهنا الذي رفع عنا حكم الموت، وغفر لنا إن اعترفنا وطلبنا الغفران؟

أفلا نخجل نحن ونتعلم كيف نطبق أسلوب المسيح في حياتنا اليومية مع من حولنا؟

ألا نعامل الآخرين بذات النعمة التي يعاملنا بها الله؟

إن الذي لم يختبر نعمة الرب، قطعًا لا يستطيع أن يغفر ولا يعرف كيف يحب!

وهناك بركة ثالثة وهي أن غفراننا للآخرين يحوّل الأعداء إلى أحبّاء. "رابح النفوس حكيم" (أمثال 30:11).

لأنه إن أحببنا الذين يحبوننا فأي فضل لنا؟ فإن الخطاة يفعلون هكذا، لكن إن أحببنا الذين يكرهوننا وصلينا لأجلهم، وطلبنا لهم المغفرة، فهذا يفتح باب الرجاء لتبكيتهم وتوبتهم، والأمثلة كثيرة عبر التاريخ لأناس عرفوا المسيح رب الحياة مانح الحب والغفران.

 

كيف نغفر؟

أولًا، بالصلاة لأنه بدون المسيح لا نقدر أن نفعل ذلك. لنصلّ: ساعدنا يا رب بالنعمة أن نحب كما أحببتنا، وأن نغفر كما غفرت لنا.

قرأت عن الصراع الطويل الذي دار بين السود والبيض في ولاية ميسسبي الأمريكية، ثم بعد سنوات قرروا عقد لقاء حول حوار ينهي الخلافات. وقبل أن يبدأ الحوار وقف شاب صغير أسود اللون وسأل سؤالاً: هناك اجتماعات كثيرة في هذا البلد ولكني لم أسمع عن واعظ أبيض يعظ ضدّ التعصب وكراهية السود.

ثم وقف بعده واعظ شيخ وقال: حقًا أنا لم أعظ لأني كنت أخاف أن يغضب مني شعبي، ولكني أريد أن أصحح خطئي وأعتذر لك يا بنيّ، فهل تقبل اعتذاري؟ وهل تغفر لي؟

وأسرع الشاب إلى القس واحتضنه وبكيا ولم تبقَ عين في القاعة لم تدمع. وكان هذا الموقف أبلغ من أي حوار.

أحبائي، إن المسيحية الحقة لا تعرف الانتقام، وعندما صُلب يسوع قال: "أتظنّ أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدّم لي أكثر من اثني عشر جيشًا من الملائكة؟" لكني جئت لكي أطلب ولكي أشفي وأخلّص وأغفر خطية الإنسان. ثم صلى يسوع: "اغفر لهم يا أبتاه، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 34:23).

قد نقول: هو الرب. ولكن ماذا عن اسطفانوس وعن بولس الرسول وغيره عبر التاريخ المسيحي؟ إن المطلب صعب لكننا يجب أن نتممه لأجل خاطر الذي سامحنا بكل خطايانا، ونطلب نعمة من الله لكي تكون حياتنا شهادة لعمل النعمة.

وليكن لسان حالنا: نعظمك ونشكرك يا أبانا السماوي، افتح عيوننا وأذهاننا لندرك هذه النعمة المذهلة، في اسم المسيح فادينا.

المجموعة: حزيران June 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

129 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10477013