Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2014

الدكتور القس منيس عبد النورالإيمان هو الثقة بان ما نتوقَّع لا بد أن يتحقق، والاقتناع بأن ما لا نراه، موجود حقًا، فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى، هكذا قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين. لنصلِّ أن يقنعنا روح الله لنمتلئ بالإيمان، لأنه مكتوب: "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عبرانيين 6:11). والروح القدس هو الذي يقنعنا بأن إيماننا صحيح، وهو الذي يوجه قلوبنا بأن إيماننا صحيح، وهو الذي يوجّه قلوبنا على الحق لأنه يرشدنا إلى كل الحق، لذلك فإن ثمر الروح: إيمان، بمعنى الثقة في من يستحق أن نثق فيه. وهناك ثلاثة معان لكلمة إيمان، نصلي أن يحقق الله هذه المعاني الثلاثة في حياتنا وأن يعمقها في قلوبنا بفعالية الروح القدس. المعنى الأول للإيمان: التصديق، أن نصدق الله فيما قال وفيما أوحى به إلينا.
والإيمان هو: الأمان، عندما نعتمد على الله ونتكل عليه ونتمسك بمواعيده، فإذا بنا في أمان كامل.
والإيمان هو: الأمانة، أن نكون أمناء. فإن وضعنا ثقتنا في الله فسنسير بالأمانة أمامه. والروح القدس ينشئ فينا الإيمان بهذا المعنى الثلاثي.

1- التصديق

المعنى الأول للإيمان هو التصديق، أن نصدق الله. تجيئنا رسالة، فمن أدرانا أن هذه الرسالة صادقة أم خاطئة؟ الإجابة: إن الروح القدس يقنعنا أن هذه الرسالة صحيحة، وأنها صوت الله لنا. وأضرب لكم مثلاً ببولس الرسول نفسه، هذا الرجل الذي اضطهد الكنيسة وقاوم الإيمان المسيحي، معتقدًا أنه يؤدي خدمة لله وهو يلقي القبض على المسيحيين. وأخذ رسائل من شيوخ الكهنة ومضى ينكل بجماعة المسيح بقدر ما استطاع، ونقل نشاطه من أورشليم ليذهب إلى دمشق. هذا الرجل الغيور المتحمّس لما يؤمن أنه صواب، وأن يسوع الناصري الذي جاء، ليس هو المسيح المنتظر، وأن المسيح الآتي لم يجئْ بعد... ما الذي غيّر شاول الطرسوسي ليجعله يكتب إلى تلميذه تيموثاوس قائلاً: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا". كيف تغيّر من مقاوم لفكرة المسيحية إلى كارز لصدقها؟ يقول: آمنت، ووثقت فيما جاء المسيح به، وليس واثقًا فقط، ولكني أعتقد أن الكلمة مستحقة كل قبول، وأنني أول الخطاة الذين افتداهم المسيح. هذا هو عمل الروح القدس: "إيمان". فبفعالية الروح القدس تغيّر إيمانه ليضع ثقته كاملة في المسيح المخلص؟
نقرأ العظة التي ألقاها الرسول بطرس في يوم الخمسين في الأصحاح الثاني من سفر الأعمال. كانت عظة قوية فعلاً، لخّص فيها الرسول فكرة المسيحية وختمها في الآية 36 بقوله: "فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ربًا ومسيحًا". لاحظوا قوة قوله. كأنه يقول: أيها المستمعون، ليست هناك مسافة كبيرة بين مكان اجتماعنا وبين تلة الجلجثة، ولم يمضِ زمن طويل بين ما أتحدث عنه اليوم وما جرى هناك. والآية 37 تقول: "فلما سمعوا نُخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟ قال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس". في ذلك اليوم آمن ثلاثة آلاف شخص بالمسيح المخلص. ما الذي أجرى هذا التغيير في الذين وبّخهم بطرس على صلبهم المسيح؟ الإجابة: فعالية الروح القدس الذي بكتهم في قلوبهم.
في إنجيل يوحنا 28:6-29 سأل اليهود المسيح قائلين: "ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله؟ أجاب يسوع وقال لهم: هذا هو عمل الله: أن تؤمنوا بالذي هو أرسله". فالعمل المطلوب منا أن نؤمن بالذي هو أرسله. الإيمان هو التصديق أن المسيح هو المخلص.
يثار دومًا سؤال: كيف جاء هذا الإنسان إلى المسيح؟ من قاد هذا الشخص إلى المسيح؟ كيف وصلت الرسالة إلى هذا الإنسان الذي كنا نستبعد تمامًا أن تصله الرسالة؟ الإجابة: إنه الروح القدس استخدم وسيلة من وسائل الإعلام، إذاعة مسموعة... كلمة مكتوبة... عظة مقولة في مكان ما... نموذجًا من حياة إنسان تقي... استخدم الروح القدس هذه الوسائل المختلفة ليجتذب هذا البعيد إلى معرفة حق الإنجيل: الخبر المفرح.
هل يوجد شخص تتابعه لتأتي به للمسيح؟ لست أنت الذي تعمل فيه، بل الروح القدس. ضع ثقتك في الروح القدس. إن الله سيستجيب صلاتك من أجله، فإن الروح القدس فعًال وقويّ ومجدّد... لسنا نحن الذين نغيّر، ولكن الله هو الذي ينمي البذار في القلوب التي تصغي. ليس الزارع شيئًا ولا الساقي، ولكن الروح القدس هو الذي يعمل في القلوب... ثمر الروح... إيمان... تصديق... وأنت أيها المؤمن، لا تيأس أبدًا فإن الروح القدس سيوصل الرسالة لتثمر في نفس من تصلي من أجله.

2- الأمان

المعنى الثاني للإيمان هو: الأمان الذي نناله عندما نتكل على الله تمامًا. قال الله على فم النبي إشعياء في الأصحاح السابع من سفره: "إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا". عندما نؤمن تمتلئ نفوسنا بالأمان، لأننا نرى أننا قد صرنا في سلام مع الله. "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح"، وبه – بالإيمان بالمسيح – نفتخر على رجاء مجد الله.
قال الكتاب: "لا سلام قال إلهي للأشرار". لكن هناك أمنًا للنفس المحتمية في الله. "اسم الرب برج حصين يركض إليه الصدّيق ويتمنّع". ليزد الرب إيماننا لندرك أن الروح القدس ينشئ فينا إيمانًا يولِّد اطمئنانًا حقيقيًّا في قلوبنا.
في تكوين 22 نرى إبراهيم مضطربًا وقد أخذ ابنه ليذبحه بيده... كيف؟ هذا يحتاج إلى إيمان وسلام داخلي يجعلان إبراهيم يقدم على هذه الخطوة الكبيرة. في الطريق سأل إسحاق إبراهيم أباه وقال: "يا أبي، هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة؟" أليست هذه الكلمات سيفًا يمزّق قلب إبراهيم؟ وكانت إجابة إبراهيم لولده: "الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني". الله يرى ويدبّر، رتب الذبيحة التي أخذت مكاني ومكانك، "مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا".
عندما نضع ثقتنا في ربنا نجد الأمن، فلنتمسّك بمواعيده لنا ولنقل: "على كلمتك ألقي شبكتي، وسوف أوفق لأنك القادر أن تفعل أكثر جدًا مما أطلب أو حتى أفتكر". عظيم هو إلهنا، ليس مثل الرب تلقي اتكالك عليه لتجد الأمان والطمأنينة... ثمر الروح إيمان بمعنى أمان.

3- الأمانة

الإيمان هو التصديق. الإيمان هو الأمن. الإيمان هو الأمانة. والروح القدس ينشئ فينا أمانة لله.
في إنجيل لوقا 19 نقرأ هذه الكلمات الرائعة: "نعمّا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير". صلوا أن تكون هذه الكلمات من نصيبنا.
يحكي الأصحاح الثاني عشر من الملوك الثاني، عن الملك يهوآش الذي أراد أن يرمم الهيكل، فجاء بصندوق وثقب ثقبًا في غطائه، ووضعه إلى جوار المذبح، وترك للشعب أن يقدموا تبرعاتهم في ذلك الصندوق. عندما كان الصندوق يمتلئ كان رجال الملك يجيئون ويحسبون الفضة ثم كانوا يدفعونها لعاملي الشغل فكانوا يرممون بها بيت الرب. "ولم يحاسبوا الرجال الذين سلموهم الفضة بأيديهم لكي يعطوها لعاملي الشغل لأنهم كانوا يعملون بأمانة"... لم تكن هناك حاجة إلى محاسب أو أمين صندوق أو إلى إيصالات – مع أن هذا مهم – لم يحاسبوهم لأنهم كانوا يعملون بأمانة.
ذات الفكرة تتكرر في الأصحاح الثاني والعشرين من نفس السفر في أيام الملك يوشيا، مرة أخرى في السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا جمعوا الفضة التي سوف يرممون بها بيت الرب وأعطوها "للنجارين والبنائين والنحاتين ولشراء أخشاب وحجارة منحوتة لأجل ترميم البيت، إلا أنهم لم يحاسبوا بالفضة المدفوعة لأيديهم، لأنهم إنما عملوا بأمانة"... أغلب الظن أن هؤلاء العمال قاموا بعملهم مجانًا... كان حبهم للرب حبًا غامرًا، وكانت أمانتهم لله عظيمة، ولذلك لم يحاسبهم أحد.
أحبائي
صلوا أن يفيض ثمر الروح إيمانًا لنصدق الله... لنجد الاطمئنان والأمن عنده... لنكون أمناء في عملنا كل يوم لمجده.

المجموعة: تشرين الأول October 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

124 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475788