Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2014

نظرية الكمالهل الله حقيقة أم خيال؟ وهل هو فكرة فلسفية أم تصوّر صوفي؟ وما هو الله أو من هو؟ هل هو من صنع الإنسان أو ضرورة الوجود؟ هل الكون هو البداية وكيف وجد؟ وهل الإنسان أبدع نفسه؟ وهل الخلق عشوائي والفناء فرض والغد مجهول؟ هل الميل الديني خرافات والنظام الأخلاقي خزعبلات؟ هل مقياس الكمال نزعة أم ممارسة الشر حرية؟ وبكلمة أخرى، هل عندما قال المسيح «كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل، هل يقصد أنه يمكن الوصول إلى الكمال، وهل هو أمر ملزم لنا؟ وبالتأمل في الكون والخليقة الآدمية وفكرة الألوهية تتحدانا ثلاثة أفكار فلسفية، ومن هنا نستخلص أن وراء الطبيعة ثلاثة خصائص لا تنكر في الخالق أو العامل الأول في الخليقة:

البحث الأول: الكمالات الثلاثة

أولا: كمال القدرة
 "ارفعوا عيونكم إلى العلاء وانظروا من خلق هذه... لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحد". تأمل أغسطينوس الخليقة وذهب إلى ما وراء الكون لعله يجد حلًا لمشكلة الإبداع والنظام والتصميم والغائية ولم يستطع أن يكيل مياه البحر في حفرة، "من كال بيده المياه، وقاس السماوات بالشبر، وكال بالكيل تراب الأرض، ووزن الجبال بالقبان، والآكام بالميزان؟" (إشعياء 12:40). في معاملات الله مع أيوب لم يضاعف الله أولاده تعويضًا له لأن أولاده لم يصبهم سوء، لأن أولادنا ملك للرب "سيّجت حوله وحول بنيه". نحن وأولادنا ملك للرب.

ثانيا: كمال المعرفة
أسس البليونير رون هيويارد من كاليفورنيا ديانة العلمولوجيا سنة 1952، وتتشكل من مجموعة من التعاليم الدينية والمعتقدات لدراسة العلم أو دراسة المعرفة "سنتولوجيا"، ألا يقودنا ذلك إلى مزمور 139 "رقمت كل عظامي"؟ أليست هذه هي متطلبات تركيب ما تشتريه بالإنترنت حاليًا؟ إنها تجمع بالأرقام. لا تخف على عظمك "حتى شعور رؤوسكم فهي محصاة لا تسقط واحدة بدون إذن أبيكم"؛ و"قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك"؛ "أنا عارف أعمالك".

ثالثا: كمال الصلاح
لا بد أن يكون ذلك الخالق خير "إله أمانة لا جور فيه" البتة، لأن الله "ليس إنسان فيكذب ولا ابن إنسان فيندم"، فلا تشك في وعوده "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي". سمعت تعليقًا لأحدهم قدّمه أحد رعاة الغنم عن مزمور 23 "يرد نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه"، ويقول: عندما يسمن الخروف قد ينقلب على جنبه ولا يستطيع النهوض إلى أن يأتي الراعي ويقيمه. لذلك يدعونا الله أن نشترك في طهارته وقداسته "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"، وفي محبته وعدله، أقصد في صفاته. إن علاقة الأم بأولادها أقرب من علاقة الأب لأن الابن يعرف نبضات قلبها لمدة تسعة أشهر فتعزيه "كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم يقول الرب". وفي كمال عدله لا يظلم أحدًا. هذه كلها تشير إلى كمال الله المطلق، أما الإنسان فكماله نسبي، وعمره محدود يغار من الآخرين "لا تغر من الأشرار، ولا تحسد عمّال الإثم... فإنهم مثل العشب الأخضر يذبلون... عبر فإذا هو ليس بموجود..."، كلنا تراب و"حسنة هي الغيرة في الحسنى". والإنسان يدين أخاه، "من أنت يا من تدين غيرك؟ "... أخرج أولًا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر القذى الذي في عين أخيك". الله يرى الخشبة في عين أخيك أنها قذى لأنه غفرها فهل تدين الله، الذي يراها قذى في محبته؟ إنه الآب الذي يغفر، فهل تريد أن تأخذ مكان الله "الله هو الذي يدين". "من أنت يا من تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكن الله قادر على أن يثبته".
هذه كلها تشير إلى كمال الله المطلق أما كمال الإنسان فإنه كمال نسبي، كما أن الكمالات الإلهية الذاتية والشخصية لا يشاركه فيها أحد لأنها جوهرية في طبيعته، لكن هناك كمالات صفاته التي يطالبنا فيها الله أن نتمثل بأخلاقه ومبادئه ومقاييسه. والسؤال هو: كيف يكتسب النسبي من المطلق أو يستمد منه صورة جمال أخلاقه وكمال صفاته؟ هناك عدة حلقات مترابطة يجب أن نتحلى بها.

البحث الثاني: الكمالات الأربعة

القناة الأولى: ننال الخلاص
"ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" إن الخلاص هو الخطوة الأولى في الحياة الروحية "وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه". والخلاص ببساطة هو أن تتحوّل من إنسان جسدي إلى إنسان روحي، ومن حالة الجهل بالإلهيات إلى الاستنارة القلبية بعمل روح الله "وليس أحد يقدر أن يقول: يسوع رب إلا بالروح القدس". إنه التمتع بالغفران والسلام والحب والرجاء والسعادة والراحة، وقد قال المسيح: "تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"، لذلك - حالًا تعالوا إلى المسيح يا من تعبتم بحملكم - الآن لتنالوا الحياة الأبدية أيضًا. إنها قصة جدي الذي ابتُلي بكل الأمراض وصلى حفيده لأجله هذه الصلاة البسيطة: "يا رب خذ جدي القديم وأعطنا جدًا جديدًا". "إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا".

القناة الثانية: نسلك بالروح
إن قبول المخلص والفادي في القلب بالإيمان، أو الخلاص هو بداية الحياة الروحية ويليه السلوك بالروح "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". وفي رومية 1:8-14 يوضح لنا الكتاب المقدس معنى السلوك بالروح. إن السلوك بالروح يتطلب سبع اختبارات وهي: الاهتمامات الروحية (ع 5)، وسكنى روح الله فينا (ع 9)، والسلوك في البر كما في الموعظة على الجبل (ع 10)، والانقياد بالروح (ع 14)، والصلاة بـ "روح التبني" (ع 15)، وشهادة الروح القدس (ع 16)، والتألم مع المسيح (ع 17). فهل أنت إنسان جسدي مبيع تحت الخطية أو إنسان الله؟

القناة الثالثة: نقدر إحسانه
يقول المرنم: "ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي؟" (مزمور 12:116). والجواب في الأعداد 10-12، و17-18 بالقبول، والعبادة، والأمانة، والشهادة. "كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو. أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه". إنها تبدأ بكأس الخلاص. يقول المرنم:
حيثما النهر جرى شافيًا مطهرًا
راحتي تعزيتي حيثما النهر جرى

القناة الرابعة: نعمل أعماله
يتساءل شعب الله عن معنى الآية الواردة في يوحنا 14:12 «من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، لأني ماضٍ إلى أبي. ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن". إن المسألة بسيطة جدًا، لأنه يمكن عمل أعمال المسيح إن كنا نملكه ونحيا له، لأنه قضى على الأرض فقط ثلاث سنوات ونيف وهي مدة خدمة قصيرة، وبالمقارنة مع بطرس فقد ربح بطرس ثلاثة آلاف نفس في عظة واحدة في يوم الخمسين (أعمال 8:2-11)... وليس ذلك بقوتنا بل «مهما سألتم باسمي"، أي إنه ليس منا أولًا وأخيرًا، بل "الله هو العامل فيكم" لأجل اسمه... "باسمي".
لاسم يسوع هللوا لتسجد الأملاك
إكليل ملك كللوا رب الجميع ذاك
"فكونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"...
والكمال لله وحده.

نظرية الكمال

هل الله حقيقة أم خيال؟ وهل هو فكرة فلسفية أم تصوّر صوفي؟ وما هو الله أو من هو؟ هل هو من صنع الإنسان أو ضرورة الوجود؟ هل الكون هو البداية وكيف وجد؟ وهل الإنسان أبدع نفسه؟ وهل الخلق عشوائي والفناء فرض والغد مجهول؟ هل الميل الديني خرافات والنظام الأخلاقي خزعبلات؟ هل مقياس الكمال نزعة أم ممارسة الشر حرية؟ وبكلمة أخرى، هل عندما قال المسيح «كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل، هل يقصد أنه يمكن الوصول إلى الكمال، وهل هو أمر ملزم لنا؟ وبالتأمل في الكون والخليقة الآدمية وفكرة الألوهية تتحدانا ثلاثة أفكار فلسفية، ومن هنا نستخلص أن وراء الطبيعة ثلاثة خصائص لا تنكر في الخالق أو العامل الأول في الخليقة:
البحث الأول: الكمالات الثلاثة
أولا: كمال القدرة
 "ارفعوا عيونكم إلى العلاء وانظروا من خلق هذه... لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحد". تأمل أغسطينوس الخليقة وذهب إلى ما وراء الكون لعله يجد حلًا لمشكلة الإبداع والنظام والتصميم والغائية ولم يستطع أن يكيل مياه البحر في حفرة، "من كال بيده المياه، وقاس السماوات بالشبر، وكال بالكيل تراب الأرض، ووزن الجبال بالقبان، والآكام بالميزان؟" (إشعياء 12:40). في معاملات الله مع أيوب لم يضاعف الله أولاده تعويضًا له لأن أولاده لم يصبهم سوء، لأن أولادنا ملك للرب "سيّجت حوله وحول بنيه". نحن وأولادنا ملك للرب.

ثانيا: كمال المعرفة
أسس البليونير رون هيويارد من كاليفورنيا ديانة العلمولوجيا سنة 1952، وتتشكل من مجموعة من التعاليم الدينية والمعتقدات لدراسة العلم أو دراسة المعرفة "سنتولوجيا"، ألا يقودنا ذلك إلى مزمور 139 "رقمت كل عظامي"؟ أليست هذه هي متطلبات تركيب ما تشتريه بالإنترنت حاليًا؟ إنها تجمع بالأرقام. لا تخف على عظمك "حتى شعور رؤوسكم فهي محصاة لا تسقط واحدة بدون إذن أبيكم"؛ و"قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك"؛ "أنا عارف أعمالك".

ثالثا: كمال الصلاح
لا بد أن يكون ذلك الخالق خير "إله أمانة لا جور فيه" البتة، لأن الله "ليس إنسان فيكذب ولا ابن إنسان فيندم"، فلا تشك في وعوده "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي". سمعت تعليقًا لأحدهم قدّمه أحد رعاة الغنم عن مزمور 23 "يرد نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه"، ويقول: عندما يسمن الخروف قد ينقلب على جنبه ولا يستطيع النهوض إلى أن يأتي الراعي ويقيمه. لذلك يدعونا الله أن نشترك في طهارته وقداسته "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"، وفي محبته وعدله، أقصد في صفاته. إن علاقة الأم بأولادها أقرب من علاقة الأب لأن الابن يعرف نبضات قلبها لمدة تسعة أشهر فتعزيه "كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم يقول الرب". وفي كمال عدله لا يظلم أحدًا. هذه كلها تشير إلى كمال الله المطلق، أما الإنسان فكماله نسبي، وعمره محدود يغار من الآخرين "لا تغر من الأشرار، ولا تحسد عمّال الإثم... فإنهم مثل العشب الأخضر يذبلون... عبر فإذا هو ليس بموجود..."، كلنا تراب و"حسنة هي الغيرة في الحسنى". والإنسان يدين أخاه، "من أنت يا من تدين غيرك؟ "... أخرج أولًا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر القذى الذي في عين أخيك". الله يرى الخشبة في عين أخيك أنها قذى لأنه غفرها فهل تدين الله، الذي يراها قذى في محبته؟ إنه الآب الذي يغفر، فهل تريد أن تأخذ مكان الله "الله هو الذي يدين". "من أنت يا من تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكن الله قادر على أن يثبته".
هذه كلها تشير إلى كمال الله المطلق أما كمال الإنسان فإنه كمال نسبي، كما أن الكمالات الإلهية الذاتية والشخصية لا يشاركه فيها أحد لأنها جوهرية في طبيعته، لكن هناك كمالات صفاته التي يطالبنا فيها الله أن نتمثل بأخلاقه ومبادئه ومقاييسه. والسؤال هو: كيف يكتسب النسبي من المطلق أو يستمد منه صورة جمال أخلاقه وكمال صفاته؟ هناك عدة حلقات مترابطة يجب أن نتحلى بها.

البحث الثاني: الكمالات الأربعة
القناة الأولى: ننال الخلاص
"ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" إن الخلاص هو الخطوة الأولى في الحياة الروحية "وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه". والخلاص ببساطة هو أن تتحوّل من إنسان جسدي إلى إنسان روحي، ومن حالة الجهل بالإلهيات إلى الاستنارة القلبية بعمل روح الله "وليس أحد يقدر أن يقول: يسوع رب إلا بالروح القدس". إنه التمتع بالغفران والسلام والحب والرجاء والسعادة والراحة، وقد قال المسيح: "تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"، لذلك - حالًا تعالوا إلى المسيح يا من تعبتم بحملكم - الآن لتنالوا الحياة الأبدية أيضًا. إنها قصة جدي الذي ابتُلي بكل الأمراض وصلى حفيده لأجله هذه الصلاة البسيطة: "يا رب خذ جدي القديم وأعطنا جدًا جديدًا". "إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا".

القناة الثانية: نسلك بالروح
إن قبول المخلص والفادي في القلب بالإيمان، أو الخلاص هو بداية الحياة الروحية ويليه السلوك بالروح "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". وفي رومية 1:8-14 يوضح لنا الكتاب المقدس معنى السلوك بالروح. إن السلوك بالروح يتطلب سبع اختبارات وهي: الاهتمامات الروحية (ع 5)، وسكنى روح الله فينا (ع 9)، والسلوك في البر كما في الموعظة على الجبل (ع 10)، والانقياد بالروح (ع 14)، والصلاة بـ "روح التبني" (ع 15)، وشهادة الروح القدس (ع 16)، والتألم مع المسيح (ع 17). فهل أنت إنسان جسدي مبيع تحت الخطية أو إنسان الله؟

القناة الثالثة: نقدر إحسانه
يقول المرنم: "ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي؟" (مزمور 12:116). والجواب في الأعداد 10-12، و17-18 بالقبول، والعبادة، والأمانة، والشهادة. "كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو. أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه". إنها تبدأ بكأس الخلاص. يقول المرنم:
حيثما النهر جرى شافيًا مطهرًا
راحتي تعزيتي حيثما النهر جرى

القناة الرابعة: نعمل أعماله
يتساءل شعب الله عن معنى الآية الواردة في يوحنا 14:12 «من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، لأني ماضٍ إلى أبي. ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن". إن المسألة بسيطة جدًا، لأنه يمكن عمل أعمال المسيح إن كنا نملكه ونحيا له، لأنه قضى على الأرض فقط ثلاث سنوات ونيف وهي مدة خدمة قصيرة، وبالمقارنة مع بطرس فقد ربح بطرس ثلاثة آلاف نفس في عظة واحدة في يوم الخمسين (أعمال 8:2-11)... وليس ذلك بقوتنا بل «مهما سألتم باسمي"، أي إنه ليس منا أولًا وأخيرًا، بل "الله هو العامل فيكم" لأجل اسمه... "باسمي".
لاسم يسوع هللوا لتسجد الأملاك
إكليل ملك كللوا رب الجميع ذاك
"فكونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"...
والكمال لله وحده.نظرية الكمال

هل الله حقيقة أم خيال؟ وهل هو فكرة فلسفية أم تصوّر صوفي؟ وما هو الله أو من هو؟ هل هو من صنع الإنسان أو ضرورة الوجود؟ هل الكون هو البداية وكيف وجد؟ وهل الإنسان أبدع نفسه؟ وهل الخلق عشوائي والفناء فرض والغد مجهول؟ هل الميل الديني خرافات والنظام الأخلاقي خزعبلات؟ هل مقياس الكمال نزعة أم ممارسة الشر حرية؟ وبكلمة أخرى، هل عندما قال المسيح «كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل، هل يقصد أنه يمكن الوصول إلى الكمال، وهل هو أمر ملزم لنا؟ وبالتأمل في الكون والخليقة الآدمية وفكرة الألوهية تتحدانا ثلاثة أفكار فلسفية، ومن هنا نستخلص أن وراء الطبيعة ثلاثة خصائص لا تنكر في الخالق أو العامل الأول في الخليقة:
البحث الأول: الكمالات الثلاثة
أولا: كمال القدرة
"ارفعوا عيونكم إلى العلاء وانظروا من خلق هذه... لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحد". تأمل أغسطينوس الخليقة وذهب إلى ما وراء الكون لعله يجد حلًا لمشكلة الإبداع والنظام والتصميم والغائية ولم يستطع أن يكيل مياه البحر في حفرة، "من كال بيده المياه، وقاس السماوات بالشبر، وكال بالكيل تراب الأرض، ووزن الجبال بالقبان، والآكام بالميزان؟" (إشعياء 12:40). في معاملات الله مع أيوب لم يضاعف الله أولاده تعويضًا له لأن أولاده لم يصبهم سوء، لأن أولادنا ملك للرب "سيّجت حوله وحول بنيه". نحن وأولادنا ملك للرب.

ثانيا: كمال المعرفة
أسس البليونير رون هيويارد من كاليفورنيا ديانة العلمولوجيا سنة 1952، وتتشكل من مجموعة من التعاليم الدينية والمعتقدات لدراسة العلم أو دراسة المعرفة "سنتولوجيا"، ألا يقودنا ذلك إلى مزمور 139 "رقمت كل عظامي"؟ أليست هذه هي متطلبات تركيب ما تشتريه بالإنترنت حاليًا؟ إنها تجمع بالأرقام. لا تخف على عظمك "حتى شعور رؤوسكم فهي محصاة لا تسقط واحدة بدون إذن أبيكم"؛ و"قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك"؛ "أنا عارف أعمالك".

ثالثا: كمال الصلاح
لا بد أن يكون ذلك الخالق خير "إله أمانة لا جور فيه" البتة، لأن الله "ليس إنسان فيكذب ولا ابن إنسان فيندم"، فلا تشك في وعوده "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي". سمعت تعليقًا لأحدهم قدّمه أحد رعاة الغنم عن مزمور 23 "يرد نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه"، ويقول: عندما يسمن الخروف قد ينقلب على جنبه ولا يستطيع النهوض إلى أن يأتي الراعي ويقيمه. لذلك يدعونا الله أن نشترك في طهارته وقداسته "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"، وفي محبته وعدله، أقصد في صفاته. إن علاقة الأم بأولادها أقرب من علاقة الأب لأن الابن يعرف نبضات قلبها لمدة تسعة أشهر فتعزيه "كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم يقول الرب". وفي كمال عدله لا يظلم أحدًا. هذه كلها تشير إلى كمال الله المطلق، أما الإنسان فكماله نسبي، وعمره محدود يغار من الآخرين "لا تغر من الأشرار، ولا تحسد عمّال الإثم... فإنهم مثل العشب الأخضر يذبلون... عبر فإذا هو ليس بموجود..."، كلنا تراب و"حسنة هي الغيرة في الحسنى". والإنسان يدين أخاه، "من أنت يا من تدين غيرك؟ "... أخرج أولًا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر القذى الذي في عين أخيك". الله يرى الخشبة في عين أخيك أنها قذى لأنه غفرها فهل تدين الله، الذي يراها قذى في محبته؟ إنه الآب الذي يغفر، فهل تريد أن تأخذ مكان الله "الله هو الذي يدين". "من أنت يا من تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكن الله قادر على أن يثبته".
هذه كلها تشير إلى كمال الله المطلق أما كمال الإنسان فإنه كمال نسبي، كما أن الكمالات الإلهية الذاتية والشخصية لا يشاركه فيها أحد لأنها جوهرية في طبيعته، لكن هناك كمالات صفاته التي يطالبنا فيها الله أن نتمثل بأخلاقه ومبادئه ومقاييسه. والسؤال هو: كيف يكتسب النسبي من المطلق أو يستمد منه صورة جمال أخلاقه وكمال صفاته؟ هناك عدة حلقات مترابطة يجب أن نتحلى بها.

البحث الثاني: الكمالات الأربعة
القناة الأولى: ننال الخلاص
"ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" إن الخلاص هو الخطوة الأولى في الحياة الروحية "وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه". والخلاص ببساطة هو أن تتحوّل من إنسان جسدي إلى إنسان روحي، ومن حالة الجهل بالإلهيات إلى الاستنارة القلبية بعمل روح الله "وليس أحد يقدر أن يقول: يسوع رب إلا بالروح القدس". إنه التمتع بالغفران والسلام والحب والرجاء والسعادة والراحة، وقد قال المسيح: "تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"، لذلك - حالًا تعالوا إلى المسيح يا من تعبتم بحملكم - الآن لتنالوا الحياة الأبدية أيضًا. إنها قصة جدي الذي ابتُلي بكل الأمراض وصلى حفيده لأجله هذه الصلاة البسيطة: "يا رب خذ جدي القديم وأعطنا جدًا جديدًا". "إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا".

القناة الثانية: نسلك بالروح
إن قبول المخلص والفادي في القلب بالإيمان، أو الخلاص هو بداية الحياة الروحية ويليه السلوك بالروح "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". وفي رومية 1:8-14 يوضح لنا الكتاب المقدس معنى السلوك بالروح. إن السلوك بالروح يتطلب سبع اختبارات وهي: الاهتمامات الروحية (ع 5)، وسكنى روح الله فينا (ع 9)، والسلوك في البر كما في الموعظة على الجبل (ع 10)، والانقياد بالروح (ع 14)، والصلاة بـ "روح التبني" (ع 15)، وشهادة الروح القدس (ع 16)، والتألم مع المسيح (ع 17). فهل أنت إنسان جسدي مبيع تحت الخطية أو إنسان الله؟

القناة الثالثة: نقدر إحسانه
يقول المرنم: "ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي؟" (مزمور 12:116). والجواب في الأعداد 10-12، و17-18 بالقبول، والعبادة، والأمانة، والشهادة. "كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو. أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه". إنها تبدأ بكأس الخلاص. يقول المرنم:
حيثما النهر جرى شافيًا مطهرًا
راحتي تعزيتي حيثما النهر جرى

القناة الرابعة: نعمل أعماله
يتساءل شعب الله عن معنى الآية الواردة في يوحنا 14:12 «من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، لأني ماضٍ إلى أبي. ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن". إن المسألة بسيطة جدًا، لأنه يمكن عمل أعمال المسيح إن كنا نملكه ونحيا له، لأنه قضى على الأرض فقط ثلاث سنوات ونيف وهي مدة خدمة قصيرة، وبالمقارنة مع بطرس فقد ربح بطرس ثلاثة آلاف نفس في عظة واحدة في يوم الخمسين (أعمال 8:2-11)... وليس ذلك بقوتنا بل «مهما سألتم باسمي"، أي إنه ليس منا أولًا وأخيرًا، بل "الله هو العامل فيكم" لأجل اسمه... "باسمي".
لاسم يسوع هللوا لتسجد الأملاك
إكليل ملك كللوا رب الجميع ذاك
"فكونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"...
والكمال لله وحده.
المجموعة: تشرين الأول October 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476948