Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس رسمي إسحاق"وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1كورنثوس 57:15)
تبدأ هذه الآية التي اخترتها ليدور حولها حديثي بكلمة "ولكن". والمعروف أن كلمة "لكن" تفيد الاستدراك. فما الذي يستدركه الرسول بولس في هذه الآية؟ إنه يستدرك كلمة الغلبة الواردة في عدد 54، وكأنه يريد أن يقول إن الغلبة ليست منا بل هي عطية من الله، وقد يقصد بها أيضًا أننا ونحن في انتظار الاختطاف تواجهنا حرب شعواء مستمرة، ولكن الغلبة لنا فيها مؤكدة ومضمونة وسننالها من الله الذي يعطينا إياها مجانًا. وللفائدة نتأمل في ثلاث عبارات:

أولاً: الغلبة عطية إلهية

ما أكثر العطايا التي أعطانا ويعطينا إياها الرب وما أمجدها، ومن بينها عطية الغلبة. يعطينا الغلبة في المحاربات الشيطانية التي بيننا وبين الشيطان وجنوده؛ وهي حروب مستعرة ومستمرة لا هدنة فيها. تقول كلمة الله: "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ..." إن كان الشيطان قد شنّ حروبًا مستعرة على الرب يسوع في أيام تجسده على الأرض، أفلا يشنّ علينا نحن أيضًا حروبًا ضارية؟ ولكن المسيح الذي انتصر على الشيطان أفلا يعطينا نفس نصرته التي حققها على عدو كل برّ وخير، ويقودنا في موكب نصرته؟
أولاً يمنحنا الغلبة على الشهوات الجسدية؟ "الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر." ونلاحظ أن "أَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ." نحن نتغلب على الجسد حينما نقمعه ونستعبده ولا نستجيب لمطاليبه.
كذلك يعطينا الرب الغلبة على الإغراءات العالمية. العالم يغرينا بمباهجه ومسراته وملذاته "لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ." غير أن الرب أعطانا الإيمان الذي به نغلب العالم "بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله." "الإيمان المسلّم مرة للقديسين."

ثانيًا: الغلبة وضمان الاستمرارية

هذه الغلبة التي أعطانا إياها الرب هي ليست غلبة وقتية بل هي غلبة مستمرّة ودائمة. وما يضمن استمرارها هو ليس صلاحنا وتقوانا، بل كونها عطية من الرب يسوع السرمدي الذي ليس فيه تغيير ولا ظل دوران. تحدّث أحد الأشخاص عن الشيطان مصوّرًا إياه كقوة لا تُقهر. إنه أسقط شمشون، وداود، وبطرس، وبعد أن انتهى من حديثه قام شخص آخر وصوّر الشيطان ضعيفًا جبانًا هاربًا واستشهد بقول الوحي المقدس: قاوموا إبليس فيهرب منكم. وقال: الذي يهرب هو جبان – وطُلب مني في هذا الاجتماع أن أقول رأيي الذي سيساند أحد الرأيين، ولكن الرب قادني أن أقول إن كلا الرأيين صحيح 100%. فإذا واجهنا الشيطان بأنفسنا سيكون الشيطان قوة لا يُقهر، وإذا واجهناه بقوة الرب يسوع سوف يضعف ويهرب. فإذًا لكي نضمن استمرارية الغلبة علينا ألا نواجه الشيطان بمفردنا.

ثالثًا: الغلبة والتشكرات القلبية

يجب أن نقدم الشكر للرب لأنه هو سر غلبتنا ونصرتنا. إنه فعلاً يستحقّ كل الشكر. "شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين."
تصوّرت يومًا أن الرب يرسل إلى كل شخص مصلٍّ ملاكين أحدهما ليستقبل الطلبات، والآخر ليستقبل التشكرات. تصوّرت أن الملاك الذي يجمع الطلبات ملأ الإناء الذي يحمله حتى فاض، وأما الملاك الذي يجمع التشكرات فقد رجع بالقليل، والقليل جدًا في سلته – يجب أن تكون تشكراتنا أكثر من طلباتنا.
"اشكروا في كل شيء." "شاكرين الآب الذي أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور." "ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية كاملة."

المجموعة: آب (أغسطس) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

194 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10561554