Voice of Preaching the Gospel

vopg

الأخ إيليا كيرلسفي 28 يناير 1974 اتُّهم الرئيس الأمريكي نيكسون بالكذب في القضية المشهورة بـ "فضيحة ووترجيت"، مما أرغمه على تقديم استقالته في 8 أغسطس 1974! وما أشبه البارحة باليوم... فلا زال مسلسل الكذب والكذابين يُعرض على شاشة الأحداث اليومية! لكنني أصلي ألّا تكون أنت عزيزي واحدًا منهم!

إن البعض يلجأ للكذب لتبرير أخطائهم، أو تغطية مصائبهم، أو حجب جزء من الحقيقة التي قد تعطل الوصول لمآربهم!
والكتاب المقدس يعلن أن "كل إنسان كاذب." (مزمور 11:116) وذلك بسبب عبوديته للشيطان، فلقد قال المسيح للمتدينين الكاذبين "أنتم من أب هو إبليس... لأنه كذاب وأبو الكذاب." (يوحنا 44:8)
لكن الفضيلة الرائعة التي لأولاد الله، أنهم يحبون "الصدق"، بل ويسمّون "بالصديقين"، وهذا ليس منهم، بل لأن "الصادق الأمين"، أي الرب يسوع، يسكن في قلوبهم بالإيمان. فهل أنا وأنت هكذا؟!

أولاً: خطورة الكذب

رغم أن الدول المتقدمة اخترعت عدة أجهزة لكشف الكذب، إلا أنها لم تنجح إلا بنسبة 20٪ فقط. لكن يوجد إله في السماوات كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه.
1. الكذب مكرهة الرب: "هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه. عيون متعالية، لسان كاذب." (أمثال 16:6)
2. الكذب خطية ضد الله: قال بطرس لحنانيا، بعد ما كذب هو وزوجته سفيرة، واختلسا من ثمن الحقل: "أنت لم تكذب على الناس بل على الله." (أعمال 4:5)
3. يجلب القضاء الإلهي: وقع قضاء إلهي على حنانيا وسفيرة لكذبهما، فماتا في الحال. وأيضًا وقع القضاء على جيحزي، الذي كذب على نعمان وعلى أليشع رجل الله، فضربه الرب بالبرص "برص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد. وخرج من أمامه أبرص كالثلج." (2ملوك 27:5)
4. لا بد وأن يفتضح أمره: كما يقول الناس أن الكذب "مالهوش رجلين!" والأهم أن كلمة الله الصادقة تعلن أنه "ليس خفي لا يُظهر، ولا مكتوم لا يُعلم ويُعلن." (لوقا 17:8)
5. مصيره النار الأبدية: "وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني." (رؤيا21: 8)

ثانيًا: متى يجوز الكذب؟

يظن البعض أن هناك مبرِّرات للكذب، أو أن هناك بعض المواقف والحالات، لا يكون الكذب فيها كذبًا، بل هو نوع من الدبلوماسية.
لكن حذار أحبائي! فكل ما ليس صدقًا هو كذب. والكتاب المقدس يؤكد أن "... جميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت"، ولم يقل جميع الزناة أو جميع القاتلين، لكن الخطية الوحيدة التي سبقها بكلمة "جميع" هي الكذب؛ حتى لا يظن أحد أن هناك أحوال أو مواقف يمكن الكذب فيها، أو أن هناك كذبة بيضاء أو سوداء.

ثالثًا: روعة الصدق

"أقول الصدق في المسيح. لا أكذب." (رومية 1:9) ويا لسمو الصدق المسيحي! هذه عبارة قالها الرسول بولس مؤكِّدًا بها صدق محبته للآخرين.
1. مصدر الصدق: المسيحية الحقيقية ليست مجرد أوامرٍ ونواهٍ، بل هي طبيعة إلهية تسكن داخل الإنسان، فتسمو به لأعلى مستويات الرقي الأدبي؛ "لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة." (2بطرس 4:1)
2. أروع مثال للصدق: لم ترَ أرضنا صادقًا كربّنا يسوع المسيح، الذي حقّ له وحده أن يسبق كلامه بالقول "الحق الحق أقول لكم"، وشهد عنه الروح القدس بأنه "الآمين الشاهد الأمين الصادق." (رؤيا 14:3) فعن صدق شهادته يقول: "الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا." (يوحنا 11:3) وفي توبيخه أيضًا كان صادقًا وهو يكشف عدم صدق الفريسيين "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبورًا مُبيّضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة." (متى 27:23)
3. جوانب الصدق: الصدق لا يشمل فقط الأقوال، وإن كان هذا أساسيًا، بل هو سمة كل جوانب الحياة المسيحية العملية... فيظهر في:
الإيمان الحقيقي غير المزيف كما يصف بولس إيمان تيموثاوس "إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك." (2تيموثاوس 5:1) فما أكثر المزوّرين ومدّعي الإيمان بالله، وقلبهم مبتعد عنه بعيدًا.
في المشاعر القلبية الصادقة إذ يقول الكتاب "بل صادقين في المحبة." (أفسس 15:4)
في أحاديثنا معًا: "لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه." (أفسس 25:4)
وفي نقل الوقائع والاختبارات فيقول الرسول بولس "لأني لا أجسر أن أتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي." (رومية 18:15)
ولا ننسَ المبدأ الذهبي الإلهي "بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير." (متى 37:5).

رابعًا: بركات الصدق

1. السكنى أو الشركة مع الرب: يتساءل داود: "يا رب من ينزل في مسكنك. من يسكن في جبل قدسك؟" فتأتي الإجابة: "السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه." (مزمور 1:15-2) فالله لا يساكن الكذابين حتى لو كانوا متدينين!
2. إشباع لقلب الرب: "الشِّفَاهُ الْكَاذِبَةُ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ، وَمَسَرَّتُهُ بِالْعَامِلِينَ بِالصِّدْقِ." (أمثال 22:12 الترجمة التفسيرية)
3. كلام الصادق لا يسقط إلى الأرض: "أقوال الشفاه الصادقة تدوم إلى الأبد، ولسان الكذب إنما هو إلى طرفة العين." (أمثال 19:12 الترجمة التفسيرية)
أحبائي... ما أروع فضيلة الصدق... وما أحوجنا إليها! وما أخطر الكذب وعواقبه الوخيمة...
يومًا قريبًا، سيأتي الرب "الذي سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب." (1كورنثوس 5:4)
لذلك دعونا نمتلئ بروحه القدوس، وليحُل المسيح بالإيمان في قلوبنا، ولتكن صلاتنا كل يوم: "لتكن أقوال فمي وفكر قلبـي مرضية أمامك يا رب صخرتي ووليي." (مزمور 14:19)

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

188 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10559728