Voice of Preaching the Gospel

vopg

Labibقيامة المسيح أعلنت أن المسيحية ديانة فريدة. فموسى نبي اليهودية مات ولم يعرف أحد قبره، أما مسيح المسيحية فقد قام من الأموات وانتصر أبديًا على الموت.
وقيامة المسيح أعلنت عدة حقائق:

1- قيامة المسيح أكدت أنه ابن الله

كما يقول الكتاب المقدس في رومية 4:1 "وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات: يسوع المسيح ربنا."

2- قيامة المسيح أكدت قدرة المسيح يسوع على غفران الخطايا

فلو لم يقم المسيح من الأموات، لما أمكن الإيمان بأنه هو وحده مخلص البشرية، ولكان كل ما قاله عن نفسه وما قاله الأنبياء والرسل عنه هراء وخداعًا، ولكان موته موت إنسان عادي وحياته حياة إنسان عادي، وأقواله وتعاليمه أقوال وتعاليم إنسان عادي. يكتب ذلك بولس الرسول في 1كورنثوس 17:15 "وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!" لكن المسيح بقيامته من الموت أثبت سلطانه وقوته على غفران الخطايا لكل من يؤمن به ويقبل هبة الخلاص الروحي، وأكّد سلطانه وحقه في أن يهب الحياة الأبدية لكل من يتبعه.

3- قيامة المسيح أعلنت قدرته على الانتصار على الموت

لم يستطع الموت أن يبقي المسيح في القبر. لم يقدر أن يتغلب عليه ويهزمه، بعكس ذلك هزم المسيح الموت وقام من بين الأموات.
يقول بولس الرسول ذلك ويؤكده: "عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ." (رومية 9:6)
وقيامة المسيح تجعل المؤمنين به يعلنون نصرتهم على الموت كما يكتب بولس الرسول إلى أهل أفسس: "أقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع." (أفسس 6:2)

4- قيامة المسيح هزيمة نهائية للشيطان عدو الله وعدو الإنسان

الشيطان منذ القديم عدو لإرادة الله ومشيئته، وفي عداوته لله يحارب ويعادي الإنسان تاج خليقة الله. ولا يستطيع أحد أن يصوّر مدى تلك العداوة وعمقها. منذ أن تمرّد الشيطان على الله وطُرد من رحمته وحتى صلب المسيح وهو يحارب ملكوت الله بضراوة ووحشية ومكر. استطاع بمكره وشره أن يشوّه أعظم أعمال الله، الإنسان، وهو في جنة عدن. ومنذ نجح في خداع آدم وحواء وجرهما إلى عصيان الله وتدمير براءة الإنسان وطهارته، وهو يحارب ويقاوم مجيء المخلص الذي يعيد للإنسان مكانته ومكانه في حضرة الله والشركة معه.
وتصوّر الشيطان أنه قد كسب الجولة الأخيرة في حربه ضدّ الله، حين كان المسيح يحمل صليبه ويسير طريق الآلام نحو الجلجثة، ثم وهو يسير إلى الصليب ليموت أفظع ميتة يموتها إنسان. وتصوّر أنه بقتله ابن الله يمحو خطة الله لخلاص الإنسان، وأخطأ الشيطان الحساب إذ أن الصليب أصبح انتصارًا للسماء، وقيامة المسيح من الموت هزمت كل ما دبّره الشيطان، وتحطّم الموت وتبعثرت قوته، واندثرت، وضاعت هباء، وهكذا انهزم الشيطان وانهزم إلى الأبد.

5- قيامة المسيح أعلنت إكماله لرسالته

عندما اقترب المسيح من ساعة الصليب ولحظة الموت أخذ يجهّز تلاميذه لمتابعة عمله والاستمرار فيه. كانت أمامهم وصيتان علمهما ووضعهما نصب أعينهم. كانت الوصيتان العظيمتان هما: "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. ليس وصيةٌ أخرى أعظمَ من هاتين." (مرقس 30:12-31)
ظهر يسوع لتلاميذه بعد موته وقيامته خلال أربعين يومًا، وبعد ذلك جمع المسيح تلاميذه الأحد عشر وصعدوا إلى الجبل في الجليل وأعطاهم إرساليته العظمى. شخصوا إليه وهو يقول لهم: "دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ." (متى 18:28-20)
كلمات وتوجيهات تشمل خطة محكمة لتحقيق الوصيتين السابقتين بإعلان بشارة محبة الله وغفرانه للعالم أجمع. بذلك يتم ما أوصاهم به، وطلب منهم أن لا يبرحوا من أورشليم بعد صعوده، بل ينتظروا موعد الآب الذي حدّثهم عنه قبل ذلك كثيرًا... موعد الآب، الروح القدس الذي سينالونه في انتظارهم، وقال لهم إنهم سينالون قوة متى حل الروح القدس عليهم ويكونون شهودًا له وسيحملون رسالته إلى أورشليم وكل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.
بعد أن قدم المسيح لهم إرساليته العظمى وذكرهم بوصاياه التي أرادهم أن يحفظوها، ارتفع عنهم وصعد إلى السماء وعيونهم تتتبّعه وتتابعه حتى اختفى بين السحاب. ظل التلاميذ في أماكنهم ووجوههم نحو السماء في حيرة ودهشة وعدم فهم. كان منظرهم غريبًا... أحد عشر رجلًا ينظرون إلى السماء... الفراغ... الفضاء اللانهائي... وجاءهم من ينبههم ويجعلهم يفيقون من دهشتهم ويتحركون من وقفتهم وقال لهم: إن يسوع هذا الذي ارتفع عنهم إلى السماء... سيعود... سيأتي حتمًا من السماء بنفس الطريقة التي ذهب بها... سينزل من السماء ثانية كما صعد إلى السماء.
صعد من فوق جبل الزيتون وسيعود إلى جبل الزيتون.
صعد والتلاميذ ينظرونه وسيأتي ليأخذهم إليه.
صعود المسيح إلى السماء كان آخر مشهد في عمل الفداء. تمت إرساليته وكمل العمل. وبإتمام الإرسالية واكتمال العمل صعد يسوع المسيح وارتفع وعاد إلى مجده السابق الأزلي الأبدي. وفي إنجيل يوحنا 1:17-5 يسجل يوحنا البشير الصلاة الأخيرة للمسيح:
"أيها الآب قد أتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضًا، إذ أعطيته سلطانًا على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته. وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته. أنا مجّدتك على الأرض... العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته. والآن، مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم."
هو الآن، في مكانه المجيد في السماء... يسوع المسيح يشفع لنا أمام الله. هو الكاهن الأعظم لنا... الكاهن الأعلى... قديمًا كان رئيس الكهنة، الكاهن الأعظم، الأعلى... كان يقدم الذبائح عن خطايا الشعب... والآن، بعد أن تمم المسيح عملية الفداء وأكملها... أخذ يسوع دور الكاهن الأعظم... الأعلى... وقدّم نفسه ذبيحة عن خطايا المؤمنين.
يسوع الذي قام من الأموات هو شفيعنا الوحيد، ولا شفيع غيره وبقيامته أعلن أن المسيحية ديانة فريدة لا نظير لها لأنها ديانة القيامة والحياة الأبدية.
ويوضّح ذلك العهد الجديد ويؤكده في الرسالة إلى العبرانيين 24:7-25 "وَأَمَّا هذَا فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ."
وهكذا فإن قيامة المسيح هي أعظم حدث في تاريخ البشرية... لا مثيل لها! وقد زعزعت القيامة كل القوى في العالم حتى يومنا هذا... وغيّرت القيامة مسار العالم وأعطته مسارًا جديدًا منذ أن قام المسيح حتى يومنا هذا.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

152 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10477086