Voice of Preaching the Gospel

vopg

Sarwat_al-Dabaaأعمدة هامة للبيت المسيحي: عمود الوحدة

تكلمنا في العدد السابق عن أول عمود من الأعمدة الهامة للبيت المسيحي وهو عمود المحبة، ولم أتحيّر في اختيار أول عمود لأن المحبة تحتلّ مكان الصدارة في أهميتها للبيت المسيحي، لكن عندما سألت نفسي: ترى ما هو العمود الثاني؟ فكان الاختيار بين عمودين هما: الوحدة والخضوع، وأرى شخصيًا أن الوحدة هي الأهم وذلك للاعتبارات الآتية:

الوحدة مفتاح رائع لحل كثير من المشاكل. فهي في معناها الواضح والبسيط أني وشريك حياتي لم نعد بعد اثنين بل جسدًا واحدًا، ومن هذا المبدأ تصير كل أفراحه أفراحي، وكل أحزانه أحزاني، وأيضًا كل مشاكله تصبح مشاكلي فنتشارك معًا بحب في حلّ كل المشاكل.
أول إشارة ذكرها الكتاب المقدس إلى وحدة الزوج والزوجة كانت لأول بيت صنعه الله على الأرض وهو بيت آدم وحواء (تكوين 24:2)، "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا." وفي العهد الجديد ذكرت نفس الآية ثلاث مرات على الأقل، مرتان بلسان الرب نفسه في متى 5:19 ومرقس 7:10، ومرة في أفسس 31:5.
نلاحظ أن الرب في كل من إنجيل متى ومرقس يضيف عبارة أخرى هامة للتأكيد على مبدأ الوحدة التي تدوم إلى نهاية الحياة وهي "إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرّقه إنسان".
هتف آدم عند رؤيته حواء لأول مرة: "هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تُدعى امرأة لأنها من امرء أُخذت". لقد شعر آدم بهذا الشعور الرائع أنها جسده، قطعة منه، ويشير الرسول بولس إلى هذا الفكر في أفسس 5 قائلًا: "كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه (يدفئه)، كما الرب أيضًا للكنيسة... من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. هذا السر عظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة." بالطبع أنا وجسدي شيءٌ واحدٌ، فأشعر بآلامه وأحزانه كما بأفراحه وسروره، ويضع الرسول بولس أمامنا المثال الرائع، الرب والكنيسة، الذي كلما تفكرنا فيه زادت محبتنا وتقديرنا واهتمامنا وشعورنا بالوحدة مع الطرف الآخر.

اتجاهات الوحدة الزوجية

نحن نعلم أن الإنسان روح ونفس وجسد، وبالتالي الوحدة لا بد أن تكون على المستويات الثلاثة:

على المستوى الروحي

أشار إليها الكتاب في 2كورنثوس 14:6 "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟" فارتباط مؤمن مع غير المؤمن يعطّل بشدة الوحدة الروحية إذ تختلف التوجهات والأهداف والصداقات، لكن ارتباط زوج وزوجة مؤمنين معًا يجعلهما يمارسان معًا الشركة الروحية السعيدة التي تؤدي إلى زيادة الوحدة بينهما مثل: الصلاة وقراءة الكلمة والخدمة.
على المستوى النفسي والفكري
هذا يعنى توافر حوار مفتوح بين الزوجين، وصراحة مطلقة كاملة أي شفافية، وقبول غير مشروط للآخر، ومحبة فعلية لا كلامية، وتقدير للطرف الآخر وإشعاره بقيمته الذاتية.

الوحدة الزوجية على المستوى الجسدي

مفتاح النجاح لهذا المستوى من الوحدة هو إنكار النفس والتفكير فيما يسعد الطرف الآخر. واضعًا كل طرف في اعتباره الاحتياجات المختلفة للطرف الآخر.

عوائق الوحدة الزوجية الصحيحة

دخول طرف ثالث من الخارج بين الزوجين وبالأخص من إحدى العائلتين.
الاحتفاظ بالمرارة وبعدم الغفران في النفس.
قلة الوقت الذي يقضيانه الزوجان في الحديث معًا.
المغالاة في الاهتمام بالأطفال على حساب العلاقة بين الزوجين.
شك أحد الطرفين في سلوك أو أمانة الشريك الآخر.
الخيانة الزوجية تنسف وتدمّر الوحدة بين الزوجين.
الأنانية وحب الذات وإهمال حقوق الشريك الآخر.
وإلى اللقاء في العدد القادم لنستكمل حديثنا عن عمود الوحدة الهام للبيت المسيحي... وما هي الخطوات العملية التي نتخذها لتحقيق ونجاح وحدة زوجية كتابية صحيحة؟

المجموعة: نيسان (إبريل) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

101 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10575331