Voice of Preaching the Gospel

vopg

الأخ سمير الشوملينجدُ في الأناجيلِ تصريحاتٍ واضحةً يؤكّدُ فيها يسوعُ المسيحُ أنّهُ اللهُ المتجسّدُ، مثلًا قوله "أنا والآبُ واحدٌ." (يوحنا 30:10) وقوله: "صدقوني أني أنا في الآبِ والآبُ فيَّ." (يوحنا 11:14) في حينِ أننا نقعُ على مواضعَ ربما لا يبدو كلامُهُ فيها واضحًا، وربما يبدو مناقضًا لهذا التصوُّرِ. فماذا نفعلُ بمثلِ هذه المواضعِ؟

شكوكٌ وتساؤلاتٌ

فهل أدلى يسوعُ بهذه التصريحاتِ النافيةِ لألوهَتِهِ؟ أليست مناقضةً لتصريحاتِهِ اللاحقةِ والسابقةِ بهذا الشأنِ؟ وهل يثبتُ هذا تحريفَ الكتابِ المقدسِ؟ وأيًّا منها نصدّقُ؟ وربما يسألُ القارئُ الذكيُّ: إن كانت هذه التصريحاتُ متناقضةً، ألمْ يفطنْ المسيحيون لوجودِها ليتخلّصوا منها ليصبحَ كتابُهم أكثرَ انسجامًا؟

نصّانِ صعبانِ

هنالك نصّان قد يثيرانِ مثلَ هذه التساؤلاتِ، وهما لوقا 19:18 ويوحنا 3:17. ولنبدأْ بالنصِّ الأوّلِ واضعين في سياقِهِ المباشرِ، وهو لوقا 18:18-27.
"وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قائِلًا: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». فَقَالَ: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ أَيْضًا شَيْءٌ: بعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». فَلَمَّا سَمِعَ ذلِكَ حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا. فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! لأَنَّ دُخُولَ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!». فَقَالَ الَّذِينَ سَمِعُوا: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» فَقَالَ: «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ.»"
كيف ينبغي أن يُقرأَ هذا النصُّ في ضوءِ كلِّ ما نعرفُهُ عن المسيحِ في هذا السفرِ والأسفارِ الأخرى من العهدِ الجديدِ؟ من المؤكّدِ أن هذا الشابَّ أراد أن يُظهرَ احترامًا ليسوعَ الذي لا يعرفُ عنه الكثيرَ. ولهذا خاطبَهُ بصفتِهِ "المعلّمَ"، على غرارِ رجالِ الدين اليهودِ العارفين بالناموسِ. وهو لقبٌ خاطبَ بهِ التلاميذُ أيضًا يسوعَ، وقبِلَهُ (يوحنا 13:13). غيرَ أن هذا الشابَّ أرادَ، كما يبدو، أن يضيفَ مجاملةً أخرى. فأضافَ إلى لقبِ "المعلّمِ" صفةً للدلالةِ على تميُّزِ يسوعَ في رأيِهِ، فدعاه "المعلمُّ الصالحُ".
جاء إلى يسوعَ وفي ذهنِهِ مسألةٌ تشغلُ فكرَهُ. فقال: "أيها المعلمُ الصالحُ، ماذا أعملُ لأرثَ الحياةَ الأبديةَ؟" ومن الواضحِ أنَّ في ذهنِهِ أن يسوعَ، في أحسنِ الأحوالِ، معلِّمٌ يقدّمُ له جوابًا شافيًا لمسألةٍ حائرةٍ. وكان خاليَ البالِ فيما يتعلقُ بمسألةِ هويّة يسوعَ الحقيقيةِ، إن كان نبيًّا أو إلهًا، أو مجردَ معلّمٍ.
لكن هذه مسألةٌ مُهِمّةٌ لدى يسوعَ، ولعلَّها تعادلُ في أهميتها أهميّةَ السؤالِ الخطيرِ المطروحِ، إن لم تَفُقْها. وأراد منه أن يضعَ هذا الأمرَ في اعتبارِهِ؛ هذه مسألةٌ يريدُنا يسوعُ أن ننشغلَ بها (انظرْ متى 13:16). ولهذا فاجأهُ بسؤالٍ لم يخطرْ ببالِهِ، "لماذا تدعوني صالحًا؟ ليس أحدٌ صالحًا إلاّ واحدٌ وهو اللهُ." من المهمِّ أن نلاحظَ هنا أن يسوعَ لم يقلْ له: "لا تَدْعُني صالحًا" بصيغةِ النهيِ.
ومن المؤكدِ أن سؤالَ يسوعَ لم يكن استنكاريًا. ولو كان كذلك، كان عليه أن يقولَ شيئًا مثل "حاشا!" أو أن يمزّقَ ثوبَهُ تبرُّؤًا من مثلِ هذا التجديفِ كما فعل بولس وبرنابا في أعمال الرسل 13:14-15. ولو كان هذا هو الذي قصَدَهُ هذا الرجلُ، لما خاطبه بصفتِه المعلّمَ. بل لخاطبه ساجدًا "ربّي وإلهي"، كما فعلَ توما بعد أن شاهدَ المسيحَ المقامَ، ولم يعدْ مناسبًا أن يخاطبَه بمجردِ "يا معلّمُ" بعد أن أدركَ هويّتَهُ الحقيقيةَ. وقد قبلَ يسوع تصريحَهُ هذا بترحابٍ واضحٍ (يوحنا 28:20). والفكرةُ هنا هي أن يسوعَ استفادَ من هذه الكلمةِ لتحريكِ ذهنِ السائلِ.

هنالك صالحون كثيرون وصالحٌ واحدٌ

سبقَ أن أشارَ يسوعُ إلى أشخاصٍ صالحين: "لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ." (متى 45:5) ومن المؤكدِ أنه لا يقولُ إنهم آلهةٌ. لكنّ من المنطقيِّ أن نستنتجَ أنه يشيرُ إلى صلاحِهم النسبيِّ بسببِ تقواهم. لكنَّ الكتابَ المقدسَ يعطي مقياسًا محددًا ينفي به صلاحَ البشرِ كلِّهم، ألا وهو اشتراكُهم في الخطيةِ بغضِّ النظرِ عن تكرارِها وشدّتِها. فقد كسروا واحدةً أو أكثرَ من وصايا اللهِ. يقولُ الوحيُ: "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." (رومية 10:3-12)

يسوع بلا خطية

ومن هذا السياقِ، فإننا نحكمُ بناءً على هذا المقياسِ أن الخالي من الخطيةِ شخصٌ صالحٌ. ولا يوجدُ من هو بلا خطيةٍ غيرُ يسوعَ الذي وُصفَ بأنه القدوسُ (أعمال 14:3). وقد تحدّى اليهودَ أن يثبتوا أيّةَ خطيةٍ عليه: "من منكم يبكّتُني على خطيةٍ؟" (يوحنا 46:8) وما زالَ التحدّي قائمًا. وبناءً على هذا المقياسِ، مقياسِهِ المطلقِ من الخطية، فإنه وحدَهُ الصالحُ. ومن هنا يؤكدُ أنه "ليس صالحًا إلاّ واحدٌ وهو الله. سبقَ أن تحدّثَ يسوعُ عن أشخاصٍ صالحين، لكنه يريدُ أن ينسبَ إلى اللهِ الصلاحَ المطلقَ، لا النسبيَّ. ويمكنُنا القولُ هنا إن يسوعَ أجابَ عن سؤالٍ لم يطرحْهُ الشابُّ.

يصف يسوعُ نفسُه بأنه الصالحُ

نَسَبَ يسوعَ الصلاحَ إلى نفسِهِ عندما قالَ: "أنا هو الراعي الصالحُ." (يوحنا 11:10) وسيكونُ من غيرِ المنطقيِّ أن يكونَ الراعي الصالحَ (بأل التعريفِ)، بينما لا يكونُ المعلّمَ الصالحَ مع أن تعاليمَهُ أسمى تعاليمَ عرفَها البشرُ باعترافِ حتى الذين لم يؤمنوا به إلهًا. فكيف يكونُ راعيًا صالحًا ولا يكونُ معلمًا صالحًا؟

قصدُ يسوعَ

فكيف نفهمُ سؤالَ يسوعَ لهذا الشخصِ؟ إن الطريقةَ الفضلى لقراءةِ هذا النصِّ في ضوءِ تصريحِ يسوعَ المتكررِ لهويتِهِ الإلهيةِ هي: "على أيِّ أساسٍ تدعونني صالحًا؟ ألا تعرفُ أن اللهَ وحدَهُ هو الصالح؟ فإن كنتَ تراني صالحًا، ينبغي أن تدركَ أنّي أنا اللهُ وتتعاملَ معي على هذا الأساسِ." ومن المؤكدِ أن هذا لم يدرْ في بالِهِ عندما جاءَ إلى المسيحِ. لكن يسوعَ أرادَ أن يزرعَ تلك الفكرةَ فيه ليتأمَّلها من غير تسرّع بعد أن يكملَ يسوعَ مهمّتَهُ الفدائية بموتِهِ على الصليبِ وقيامتِهِ وصعودِهِ. ولهذا لم يسهبْ يسوعُ في هذا الموضوعِ، وراح يتصدّى لسؤالِ الرجلِ الأصليِّ: "ماذا أفعلُ لأرثَ الحياةَ الأبديةَ؟"
علاقةُ الحياةِ الأبديةِ بألوهيّةِ يسوعَ: غيرَ أن المسألتينِ مرتبطتانِ. ولعلَّ هذا هو ما دفعَ يسوعُ ليحفز هذا الرجلِ على التفكيرِ في إمكانِ ألوهيّتِهِ. فلن يحصلَ على الخلاصِ من الدينونةِ والحصولِ على الحياةِ الأبدية إلاّ من يؤمنُ بأن المسيحَ، بصفتِهِ ابنَ اللهِ، أو اللهَ الابنَ، ماتَ لأجلِهِ. قال يسوعُ لليهودِ: "إن لم تؤمنوا أني أنا هو (الربُّ يهوه) تموتون في خطاياكم." (يوحنا 24:8) ويرددُ بولسُ، رسولُ المسيحِ، هذه الفكرةَ عندما يكتبُ: "لأنك إن اعترفتَ بفمِك بالربِّ يسوعَ (أي بيسوعَ بصفتِهِ الربَّ)، وآمنتَ بقلبِكَ أن اللهَ أقامَه من الأمواتِ (بعد أن مات من أجلِك) خلصتَ." (رومية 9:10)
وفي سياقِ إجابةِ يسوعَ عن سؤالِ الرجلِ الذي ادّعى أنه حفظَ وصايا اللهِ كلَّها منذُ صباه، أثبتَ يسوعُ له أنه لم يحفظْ أهمَّ وصيّةٍ، ألا وهي: "تحبُّ الربَّ إلهَك من كلّ قلبِك، ومن كلِّ نفسِك، ومن كلِّ قدرتِك، وفكرِك..." (لوقا 27:10) لأنه فضّلَ الاحتفاظَ بأموالِهِ على اللهِ. فكان المالُ إلهَهُ الأولَ. ونحن نستخلصُ هذه الحقيقةَ من رفضِهِ لطلبِ يسوعَ منه: "بِعْ كلَّ ما لكَ، ووزّعْ على الفقراءِ، فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ، وتعال اتبعْني."
نلاحظُ هنا أن يسوعَ لم يكنْ محتاجًا إلى مالِ هذا الرجل. إذ طلبَ منه أن يتبعَه بعدَ أن يتخلّصَ من أموالِهِ التي تعوقُه عن تكريسِهِ للهِ. وما هو أهمُّ من ذلك هو أن يسوعَ طلبَ منه أن يتبعَهُ شخصيًا، "اتبعْني". لم يقلْ له، اتبعِ اللهَ أو دينًا أو طريقًا. فهو اللهُ المتجسّدُ. واتّباعُهُ شخصيًّا هو اتّباعُ اللهِ.
من الذي يرثُ؟ تبقى فكرةٌ أخيرةٌ. كان سؤالُ الرجلِ محددًا: "ماذا أعملُ لأرثَ الحياةَ الأبديةَ؟" لكن المفارقةَ تكمنُ في أن الحصولَ على الإرثِ غيرُ مرتبطٍ بأيِّ عملٍ نقومُ بهِ. فنحن نرثُ آباءَنا لأننا أبناؤهم ولأنهم آباؤُنا، ولسنا ملزمين بعملِ شيءٍ أو مضطرين إلى التحلّي بسِماتٍ تؤهلُنا لذلك. فصفةُ البنوّةِ تعطينا الحقَّ في الوراثةِ. فكأنَّ السؤالَ يتضمّنُ الجوابَ عنه. وهو سؤالٌ يفترضُ أن يعرفَ السائلُ الجوابَ عنه. فما هو الجوابُ؟
تخبرُنا كلمةُ اللهِ عن يسوع: "كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ." (يوحنا 10:1-13)
فمن يقبلُ المسيحَ، أي من يؤمنُ به ربًّا وفاديًا وتابعًا له، يصبحُ ابنًا للهِ، ويكونُ مخوّلًا بأن يرثَ الحياةَ الأبديةَ. فالإيمانُ بيسوعَ هو الطريقُ الوحيدُ لتكونَ ابنًا للهِ ووارثًا لملكوتِهِ. وفي معْرضِ الحديثِ عن الحياةِ الأبديةِ، سألَ بعضُهم يسوعُ: "ماذا نفعلُ حتى نعملَ أعمالَ اللهِ (لنحصلَ على الحياةِ الأبديةِ)؟" أجابَ يسوعُ وقالَ لهم: "هذا هو عملُ اللهِ: أن تؤمنوا بالذي أرسلَه." (يوحنا 28:6-29) مشيرًا بهذا إلى نفسِهِ. فأفضلُ عملٍ يمكنُ أن تقومَ به للحصولِ على الخلاصِ والحياةِ الأبديةِ هو أن تؤمنَ بيسوعَ حسبَ ما تقدّمُهُ كلمةُ اللهِ لتدخلَ في دائرةِ أُبوّةِ اللهِ لك وتتمتعَ بامتيازاتِها.

المجموعة: تشرين الثاني (نوفمبر) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

161 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10561096